1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

الخنساء

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج1، ص317-319

29-12-2015

3068

هي تماضر بنت عمرو الشريد من بني سليم، والخنساء لقب لها. وكان بنو سليم يسكنون ما بين شماليّ الحجاز ونجد. وقد خطبها دريد بن الصمّة، وكان شيخا كبيرا فردته إذ آثرت ان تتزوج في قومها. وقد تزوّجت رواحة بن عبد العزّى السلمي فولدت له عبد اللّه، ثم خلف عليها مرداس بن أبي عامر السلمي فولدت له زيدا ومعاوية وعمرا.

ثم قتل أخواها معاوية وصخر، في الجاهلية: كان معاوية شقيقها وقد قتله هاشم وزيد المرّيّان، وكان صخر أخاها لأبيها طعنه أبو ثور الاسدي، فاحتمل الطعنة عاما ثم توفّي متأثرا بها فحزنت عليهما حزنا شديدا وأخذت برثائهما وبالبكاء عليهما حتى عميت. وسبب حزنها الشديد على أخيها صخر خاصة أنها كانت قد تزوجت رجلا كريما مسرفا فأتلف ماله. فجاءت الخنساء إلى أخيها صخر تشكو له ذلك فقاسمها ماله. وعاد زوجها فأنفق ما جلبته من أخيها. فعادت إلى أخيها مرتين أخريين فقاسمها في كل مرة منهما ما كان قد بقي معه في كل مرة.

ولما جاء الاسلام وفدت الخنساء على الرسول مع قومها وأنشدته من شعرها وأسلمت بين يديه هي وقومها. ولم تترك الخنساء الحزن على أخويها ورثاءهما على الرغم مما خوطبت به في ذلك. ولما وفدت على عمر بن الخطاب في المدينة -وكان لها من العمر خمسون عاما-قال لها عمر، وقد رأى شدة حزنها على أخويها: لماذا تحزنين عليهما وهما في النار؟ فقالت له: ذلك أدعى لحزني عليهما، لقد كنت من قبل أبكي لهما من الثأر وأنا اليوم أبكي لهما من النار!

ولقد كان للخنساء أربعة بنين، فلما سار العرب لفتح العراق جمعت بنيها الاربعة وحضّتهم على القتال ونصرة الاسلام فخاضوا معركة القادسية واستشهدوا جميعهم، فلما جاءها النعيّ بمصرعهم لم تزد على ان قالت: الحمد للّه الذي شرّفني بقتلهم وأرجو أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته.

وقيل إن وفاة الخنساء كانت في سنة 24 ه‍ (644-645 م)، في أول خلافة عثمان بن عفّان، وقيل بل في سنة 42 ه‍ (663 م)، في أيام معاوية.

الخنساء أعظم شواعر العرب على الاطلاق. وشعرها مقطعات كله، وهو فصيح اللفظ رقيق متين السبك رائق الديباجة. وقد غلب على شعرها الفخر قليلا والرثاء كثيرا لما رأينا من فجيعتها بأخويها خاصة. ورثاؤها واضح المعاني رقيق صادق العاطفة بدويّ المذهب على كثرة ما فيه من التلهّف والمبالغة في ذكر محامد أخويها.

-المختار من شعرها:

من المختار من رثاء الخنساء لأخيها صخر قولها:

أعينيّ جودا ولا تجمدا... ألا تبكيان لصخر النّدى

ألا تبكيان الجريء الجميل...أ لا تبكيان الفتى السيدا

رفيع العماد طويل النجا...د ساد عشيرته امردا

إذا القوم مدوا بايديهمُ... إلى المجد، مدّ اليه يدا

فنال الذي فوق أيديهمُ... من المجد ثم انتمى مصعدا

يحمّله القوم ما عالهم...وان كان أصغرهم مولدا

وان ذكر المجد ألفيته... تأزّر بالمجد ثم ارتدى

ومن رثائها المشهور:

يذكرني طلوع الشمس صخرا...واندبه لكل غروب شمس

ولو لا كثرة الباكين حولي...على اخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون مثل أخي، ولكن...أعزي النفس عنه بالتأسّي

فلا واللّه، لا أنساك حتّى...أفارق مهجتي وأزور رمسي

فقد ودعت، يوم فراق صخر...أبي حسّان، لذاتي وأنسي

فيا لهفي عليه ولهف أمي...أ يصبح في الضريح وفيه يمسي

ومن مراثي الخنساء المشهورة في أخيها صخر قولها:

قذى بعينك أم بالعين عوّار...أم ذرّفت، أم خلت من أهلها الدار (1)

كأن عيني، لذكراه إذا خطرت...فيض يسيل على الخدين مدرار (2)

تبكي خناس على صخر وحق لها...إذ رابها الدهر ان الدهر ضرّار

وان صخرا لوالينا (3) وسيدنا...وان صخرا إذا نشتو لنحّار (4)

وان صخرا لمقدام إذا ركبوا...وان صخرا إذا جاعوا لعقّار (5)

وان صخرا لتأتمّ الهداة به...كأنه علم في رأسه نار (6)

______________________

1) القذى (الوسخ) دليل الرمد (المرض)، والتذريف: كثرة البكاء (من الحزن). والعوار: أثر العود إذا طرفت به العين. وكل هذه تؤلم وتمنع النوم.

2) إذا خطرت ذكراه: إذا تذكرته. المدرار: الكثير المتدفق.

3) الوالي: الذي يلي أمرنا (يهتم بنا).

4) نحار: كثير النحر (الذبح) للغنم والإبل.... (كريم جدا).

5) مقدام: جريء. إذا ركبوا (استعدوا للذهاب إلى الحرب). العقار: كثير الذبح للإبل (كريم). ان الإبل تعقر: (تضرب في إحدى قوائمها) أو لا حتى تسقط أرضا، ثم تنحر (تذبح).

6) ان الهداة (الذين يهدون الناس) يهتدون بصخر. انه عظيم مشهور ظاهر لكل عين كالنار المشتعلة في رأس العلم (الجبل).

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي