الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
القاضي أبو القاسم التنوخي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج2، ص446-448
29-12-2015
3954
هو أبو القاسم عليّ بن محمّد بن داود التنوخيّ الأنطاكيّ، ولد في أنطاكية في ذي الحجّة من سنة 278 ه(892 م) و تفقّه فيها على مذهب أبي حنيفة؛ و قدم إلى بغداد، سنة 306 ه، ثم تولّى القضاء في البصرة و الأهواز بضع سنين ثم صرف عنه فذهب إلى سيف الدولة (ت 356 ه) زائرا و مادحا فأكرمه سيف الدولة ثم كتب إلى أولي الأمر في بغداد في شأنه فأعيد إلى منصبه و زيد في رتبته و مكانته. بعدئذ تقلّب في منصب القضاء في بلدان عديدة.
و توفّي القاضي ابو القاسم التنوخيّ في البصرة في ربيع الأول سنة 342 ه (953 م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان القاضي أبو القاسم التنوخيّ حافظا للحديث عارفا بالفقه و الفرائض (قواعد تقسيم الإرث) و ما يتّصل بأعمال القضاء و الإدارة، بارعا في الهندسة و علم الفلك قديرا في اللغة و النحو، أديبا و شاعرا مكثرا و مجيدا. و كان أيضا مصنّفا له كتاب في العروض (قيل ما عمل أجود منه) ، كتاب في علم القوافي، و كتب كثيرة في الفقه.
المختار من شعره:
- قال القاضي أبو القاسم التنوخيّ يصف البدر طالعا فوق دجلة:
لم أنس دجلة و الدجى متصوّب...و البدر في أفق السماء مغرّب
فكأنّها فيه بساط أزرق...و كأنّه فيها طراز مذهب
- و له في مداراة العدوّ:
الق العدوّ بوجه لا قطوب به...يكاد يقطر من ماء البشاشات
فأحزم الناس من يلقى أعاديه...في جسم حقد و ثوب من مودّات
الصبر خير، و خير القول أصدقه...و كثرة المزح مفتاح العداوات
- و قال في النسيب:
رضاك شباب لا يليه مشيب... و سخطك داء ليس منه طبيب
كأنّك من كلّ النفوس مركّبٌ...فأنت إلى كلّ النفوس حبيب
- و قال يصف النجوم في أواخر الليل و قد بدأ الفجر يلوح:
و ليلة مشتاق كأنّ نجومها...قد اغتصبت عين الكرى و هي نوّم
كأنّ عيون الساهرين-لطولها-... إذا شخصت للأنجم الزهر، أنجم
كأنّ سواد الليل و الفجر ضاحك... يلوح و يخفى، أسود يتبسّم
- و له قصيدة في مفاخرة اليمن تبلغ ستّمائة بيت مطلعها (تاريخ بغداد 12:78) :
أفيقي من ملامك، يا ظعينا... كفاك اللّوم مرّ الأربعينا