الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
القاضي عبد الوهاب بن علي البغدادي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج3، ص94-95
29-12-2015
3739
هو أبو محمّد عبد الوهّاب بن أبي الحسن عليّ (ت 391 ه) بن نصر بن أحمد بن الحسن بن هارون بن مالك بن طوق الثعلبيّ، ولد في بغداد في سابع شوّال 362(12/7/973 م) ؛ و تلقّى الحديث و الفقه على جماعة منهم عمر بن محمّد بن سنبل و أبو عبد اللّه بن العسكريّ و أبو حفص بن شاهين و عليّ بن القصّار و ابن الجلاّب.
و تولّى القضاء في بادرايا و باكسايا (العراق) و لكن لم تقبل عليه الدنيا. و في آخر عمره هجر بغداد الى مصر. فمرّ بمعرّة النعمان فلقي أبا العلاء فاحتفل به أبو العلاء و أكرمه و خصّه بعدد من أبيات لزوميّاته. و لمّا نزل في مصر أقبلت عليه الدنيا، و لكنّه توفّي فيها وشيكا، في 14 من صفر 422(11/2/1031 م).
كان القاضي عبد الوهّاب البغداديّ فقيها مالكيّا ثقة انتهت إليه رئاسة المذهب المالكيّ في زمانه، كما كان أديبا شاعرا عذب اللفظ بارع المعاني. و كانت له كتب كثيرة في عدد من الفنون. فمن كتبه: غرر المحاضرة و رءوس مسائل المناظرة -شرح فصول الأحكام-اختصار عيون المجالس-التلقين (و هو على صغره جيّد) -النصرة لمذهب مالك-الأدلّة في مسائل الخلاف - شرح المدوّنة (1).
مختارات من آثاره:
- في شذرات الذهب (3:224) : قال القاضي عبد الوهّاب بن عليّ و هو يموت (بعد أن أقبلت عليه الدنيا فيها) : «لا إله إلاّ اللّه، إذ عشنا متنا» (2).
- و قال في الغزل (و في قوله إشارة فقهيّة) :
و نائمة قبّلتها فتنبّهت...فقالت تعالوا فاطلبوا اللصّ بالحدّ (3)
فقلت لها إنّي فديتك غاصب... و ما حكموا في غاصب بسوى الردّ
خذيها و كفّي عن أثيم ظلامة... و إن أنت لم ترضي فألفا على العدّ (4)
فقالت قصاص يشهد العقل أنّه... على كبد الجاني ألذّ من الشهد
فباتت يميني و هي هميان خصرها (5) ...و باتت يساري و هي واسطة العقد
فقالت أ لم تخبر بأنّك زاهد... فقلت: بلى ما زلت أزهد في الزهد
- و قال يشكو سوء حاله في بغداد:
بغداد دار لأهل المال طيّبة... و للمفاليس دار الضنك و الضيق (6)
ظللت حيران أمشي في أزقّتها... كأنّني مصحف في بيت زنديق (7)
______________________
1) المدونة: مجموع مشهور في الفقه المالكي.
2) . . لما عشنا (أقبلت علينا الدنيا) متنا (كبرنا في السن و صعب علينا التمتع بلذات الدنيا-أو متنا حقيقة) .
3) الحد: القصاص الشرعي.
4) الظلامة: الظلم بلا حق. فألفا على العد: خذي مني بدل القبلة التي سرقتها منك ألف قبلة.
5) الهميان: كيس الدراهم. هميان خصرها-جميع خصرها كان مطوقا بيدي اليمنى. و كانت يدي اليسرى في وسط جسمها (؟) .
6) الضنك: الشدة و الضيق.
7) المصحف: الأوراق (الكتاب) الذي ينسخ فيه القرآن الكريم. الزنديق: المجوسي؛ الذي يستهتر بالدين. مصحف في بيت زنديق: كناية عن الاهمال.