الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
المَنازي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج3، ص118-120
29-12-2015
4832
هو أبو نصر أحمد بن يوسف السليكيّ المنازيّ، نسبة الى منازجرد. وزر المنازيّ (1) لأبي نصر أحمد بن مروان الكرديّ صاحب ميّافارقين و ديار بكر (401-453 ه) و ذهب الى القسطنطينية مرارا (في مهمّات سياسية في الراجح) ، و قد جمع في أثناء سفراته تلك عددا كبيرا من الكتب. و يبدو أنّ المنازيّ مرّ بالمعرة في إحدى سفراته إلى القسطنطينية و اجتمع بأبي العلاء المعرّي، فلم يكن المعرّي عظيم الاحترام له. و مات المنازيّ سنة 437 ه (1045-1046 م) .
كان المنازيّ كاتبا و شاعرا. و شعره سهل عذب جميل، و فيه وصف حسي بارع و خيال رحيب.
مختارات من شعره:
- مرّ المنازيّ بوادي بزاعا (2) (بزاعة) فأعجبه حسنه فقال:
وقانا لفحة الرمضاء واد... وقاه مضاعف النبت العميم (3)
نزلنا دوحه فجنا علينا... حنوّ المرضعات على الفطيم (4)
و أرشفنا على ظمأ زلالا... ألذّ من المدامة للنديم (5)
يصدّ الشمس أنّي عارضتنا... فيحجبها و يأذن للنّسيم (6)
يروع حصاه حالية العذارى... فتلمس جانب العقد النّظيم (7)
- و قال المنازيّ في النسيب:
لقد عرض الحمام لنا بسجع... إذا أصغى له ركب تلاحى (8)
شجى قلب الخليّ فقيل: غنّى... و برّح بالشجيّ فقيل: ناحا (9)
و كم للشوق في أحشاء صبّ... إذا اندملت أجدّ لها جراحا (10)
ضعيف الصبر عنك و إن تقاوى... و سكران الفؤاد و ان تصاحى (11)
كذاك بنو الهوى سكرى صحاة... كأحداق المها مرضى صحاحا (12)
- و قال يهجو غلاما له بإشارات هندسية:
ولي غلام طال في دقّة... كخطّ اقليدس لا عرض له
و قد تناهى عقله خفّة... فصار كالنقطة لا جزء له
______________________
1) المنازي نسبة الى منازجرد (بكسر الجيم) ، و هي مدينة عند خرت برت (حصن زياد) ، لعلها شمال حماة قريبة من الفرات. و هي عند ابن خلكان غير منازكرد القلعة التي هي من أعمال خلاط (أرمينية) . على أن في التفصيل بين المدينتين خلاف و غموض (راجع خريدة القصر-قسم الشام 2:348، الحاشيتين 1،2 ثم 2:350، الحاشية 5. وفيات الأعيان 1:78؛ في خريدة القصر: سنة 480(قسم الشام 2:348) ، و الأغلب أنه و هم (راجع الخريدة-الشام 2:348، الحاشية 6) .
2) وادي بزاعا بين منبح و حلب.
3) الرمضاء (في الاصل) الرمل الحار. الوادي: منخفض بين جبلين (يجري فيه ماء) . وقاه (الثانية) : دعاء (بأن يحفظ اللّه خصبه) . العميم: الذي يعم، يملأ.
4) الدوح جمع دوحة: الشجرة العظيمة.
5) أرشفنا: سقانا. زلال: ماء سائغ عذب.
6) عارضه: سار معه جنبا الى جنب، اعترض طريقه.
7) -تكون الفتاة متزينة بعقد من اللؤلؤ، ثم يتفق أن تتطلع الى ماء الوادي فترى الحصا (صغار الحجارة) . فيه كأنها اللؤلؤ فتظن أن عقدها قد انقطع و سقطت حباته في الماء فتلمس عنقها لترى اذا كان عقدها لا يزال في موضعه!
8) السجع: صوت الحمام (لا يعلم أغناء هو أم بكاء) . تلاحى القوم: تسابوا، تجادلوا.
9) شجاه الصوت (هنا) : أطربه. الخلي: الذي لم يعرف الحب بعد. برح: عذب. الشجي: الحزين (لمفارقة الحبيب) .
10) يكون المحب الذي هجره حبيبه قد بدأ ينسى الحب فيذكره هذا الصوت به.
11) تقاوى: تظاهر بالقوة. تصاحى: تظاهر بأنه صاح أو واع (تقاوى و تصاحى ليستا قاموسيتين) .
12) المها جمع مهاة: بقرة الوحش (نوع من الغزلان) . -يبدو عليهم السكر (من الحب) و هم صاحون، كما تكون عيون المها و عيون النساء الجميلات مرضى (ناعسات) و هي صحيحة (سليمة من المرض) .