الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الناشيء الأكبر
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج2، ص374-377
29-12-2015
2437
هو ابو العباس عبد الله بن محمد الناشي(1) الاكبر المعروف بابن شرشير، ولد في الانبار واقام مدة في بغداد ثم خرج الى مصر واقام فيها الى ان توفي سنة 293هـ(906م).
كان الناشي الاكبر من علماء اللغة والنحو والعروض حاذقا قوي الفطنة، ثمّ كان متبحّرا في عدّة علوم منها المنطق و علم الكلام، و قد مزج النحو و العروض (قواعد الشعر) بقواعد المنطق و الكلام. و كانت له تصانيف منها رسالة في تفضيل السودان على البيض، كتاب المفاخرة بين الذهب و الزّجاج و كتاب تفضيل الشعر.
و الناشي الأكبر شاعر مكثر من الشعراء المجيدين في طبقة ابن الرومي و البحتري (وفيات الأعيان 1:471) له أشعار في الخمر و الغزل و أشعار كثيرة في الصيد و آلاته و في الطرد (على مثال طرديّات أبي نواس) . و له قصيدة في فنون العلم تبلغ أربعة آلاف بيت على رويّ واحد.
المختار من شعره:
- قال الناشي الأكبر في الخمر و الغزل بقينة مغنّية:
وليت قضاء فلم تعدل ...سفاها، و قلت فلم تفعل
هجرت فأشمتَّ بي الحاسدين... و أشفقت من عذل العذّل (2)
لئن لم أبادر غدا قهوة...تصفّق بالبارد السلسل (3)
مداما إذا جار بي حكمها... ركبت على السّنن الأعدل (4)
إذا ما انتشى الحرّ من كأسها... دعته إلى الخلق الأفضل (5)
ترى آخر القوم قد ألحقته... أيدي نداماه بالأوّل (6)
يراح إلى الخير معتادها...فيعطي الجزيل و لم يسأل (7)
أديرا المدام، و لا بدّ لي... من السكر منها و لا عذر لي (8)
و قد آذنونا بوقت الرحيل... فإن كنت تهوينني فارحلي (9)
- و له طرديّة في وصف باز:
لمّا تفرّى الليل عن أثباجه...و ارتاح ضوء الصبح لابتلاجه (10)
غدوت أبغي الصيد في منهاجه... بأقمر أبدع في نتاجه (11)
ألبسه الخالق من ديباجه... وشيا أحار الطرف في اندراجه
في نسق منه و في انعراجه... وزان فوديه إلى حجاجه (12)
بزينة كفته نظم تاجه... منسره ينبئ عن خلاجه (13)
و ظفره يخبر عن علاجه... لو استضاء المرء في إدلاجه (14)
بعينه كفته عن سراجه(15)
________________
1)يثبت ابن خلكان "الناشي" بلا همزة ، اذ يقول(وفيات الاعيان 472:1) : والناشي بفتح النون وبعد الالف شين معجمة وبعدها ياء.
2) ظلمتني فجعلت كل الناس، حتى اعدائي ، يشفقون علي من ظلمك (لي سرا) ثم تقف بين الناس تبدي رحمة علي . – يمكن ان نقرأ البيت الاول والثاني على انهما خطاب لمؤنث : وليت (بكسر التاء) قضاء فلم تعدلي....الخ. ويبدو ان بعد هذين البيتين بيتا او اكثر من بيت ناقص في الاصل الذي اخذت عنه.
3) ابادر: اسبق (بها طلوع الفجر) واعجل بذلك. قهوة : خمرة مطبوخة بالنار(شديد الفعل):تصفق: تمزج. السلسل: الماء العذب او البارد.
4) المدام: الخمر (لأن شربها يدوم، يتعوده الانسان). اذا جار بي حكمها(اذا اسكرتني ومالت بي عن المجرى المألوف في الوعي) ركبت على السنن (الطريق) الأعدل ( العادل ، المستقيم):اكون قد فعلت ما ينتظر من (شاب) مثلي ان يفعل.
5) هذه الخمر اذا شرب منها رجل حر كريم حملته على فعل الامور الحميدة .
6) اذا جاء احد الى مجلسها (متأخرا) فان الندمان يظلون يسقونه حتى ينتشي (يسكر) كمثل اول رجل من اهل المجلس بدأ بالشرب.
7) يراح (يرد) إلى (فعل) الخير (بعد أن يكون قد مال إلى الشر) معتادها (الذي يشربها مرة بعد مرة) . الجزيل: الكثير. -راجع في أراح (بمعنى رد) قول النابغة: و صدر أراح الليل عازب همه (رد اليه همه الذي كان قد نسيه) .
8) هذا البيت مضمن جاء في مطلع صوت غنته القينة التي يتغزل الناشي الاكبر بها.
9) آذنه بالشيء: أعلنه به و حدد له وقتا. فان كنت تهوينني (تحبينني) فارحلي (معي) .
10) تفرى: تقطع. تفرى الليل: مرت أنوار الفجر في سواده فبدا كأنه متقطع. أثباج جمع ثبج (بفتح ففتح) : معظم الشيء (و هنا معظم الظلام) . ارتاح ضوء الصبح لانبلاجه (ظهور الضوء) : حينما تمكن ضوء الفجر و وضح.
11) غدوت: خرجت غدوة (باكرا) . في منهاجه-في منهاج الصيد «(العادة في الصيد أن يخرج اليه الصائد باكرا) . الاقمر: (باز أو بازي) ذو لون أقمر: أكدر (فيه بياض و سمرة، أو ميل إلى الحضرة أو السواد) . أبدع في نتاجه: في تأصيله (استولد من بزاة أصيلة سليمة) . الديباج: نوع من النسيج الحريري اللامع. الوشي: النقش، و يكون من كل لون. أحار، يقصد «حير» (أحار: رد) . اندراج (يقصد الشاعر تجاور الألوان المختلفة و تدرجها من الخفة إلى الشدة أو من لون إلى آخر) .
12) في نسق: مستو، على نظام واحد و ترتيب معين. الانعراج: التوالي على غير نظام واحد و لا على ترتيب معين و لا على استقامة. الفود: جانب الرأس. الحجاج (بفتح الحاء، و قد يكسر) العظم الذي ينبت عليه الحاجب (الشعر الذي فوق العين) -من قرب أذنه إلى عينه.
13) بزينة (بألوان جميلة) كفته نظم تاجه: أغنته عن أن يكون له تاج. المنسر (بفتح الميم و كسر السين، أو بكسر الميم و فتح السين) : المنقار. الخلاج (بكسر الخاء) : نوع من الثياب المخططة (قا 1:186) ؛ و لا معنى لها هنا؛ و الملموح أن الشاعر يقصد اصطياده، أخذه للطريدة.
14) علاجه (تدبير في القبض على الطريدة) . – لو ان انسانا استضاء في اثناء ادلاجه (سيره في الليل)....
15) .... بعينه ( بعين هذا البازي ، لشدة صفائها ولمعانها) لكفته ( أغنته بضوئها) عن سراجه ( عن ان يتخذ سراجا) .