الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الوزير المغربي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج3، ص78-80
29-12-2015
2263
هو أبو القاسم الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن محمّد بن يوسف المعروف بالوزير المغربيّ (1).
كان أبو القاسم الحسين بن أبي الحسين عليّ (جدّ صاحب هذه الترجمة) كاتبا لسيف الدولة بن حمدان. ثم كان أبو الحسن عليّ بن المغربيّ (والد صاحب الترجمة) آخر وزراء سيف الدولة؛ ثمّ استوزره سعد الدولة أبو المعالي شريف بن حمدان (ابن سيف الدولة و خلفه في حكم حلب) ، غير أننا لا نعلم ما ذا اتّفق له بعد أن اضطرب أمر أبي المعالي. ثم نجده في سنة 377 ه(987 م) مع شرف الدولة البويهيّ صاحب الموصل (376-379 ه) . ثم ان أبا الحسن عليّا اختلف وشيكا مع بدر الكردي (!) و غادر العراق الى مصر في أيام الحاكم بأمر اللّه الفاطميّ (386 -411 ه) .
في هذه الفترة المضطربة من حياة هذه الأسرة ولد أبو القاسم الحسين بن عليّ (صاحب هذه الترجمة) ، في الثالث عشر من شهر ذي الحجّة سنة 370 ه(20/ 6/981 م) . و قد حفظ القرآن العزيز و عدّة من كتب اللغة و النحو و من مجاميع الشعر القديم، كما قرأ شيئا من علم الحساب و الجبر و المقابلة.
ثم أنّ الحاكم بأمر اللّه تغيّر على وزيره أبي الحسن فقتله و قتل معه ابنيه المحسّن و محمدا و أخاه أبا عبد اللّه، في الثالث من شهر ذي القعدة سنة 400(15/6/ 1010 م) . و هرب أبو القاسم الحسين (صاحب هذه الترجمة) و جاء الى صاحب الرملة حسّان بن الحسن بن مفرّج بن دغفل بن الجرّاح الطائي و استجار به و مدحه، فأجاره حسّان. و بعد مدّة استطاع أبو القاسم الحسين إفساد ما بين صاحب الرملة و بين الحاكم بأمر اللّه؛ ثم انتقل الى مكّة و أطمع أميرها أبا الفتوح الحسن بن جعفر (2) بالتّسمي بالخلافة و عاد فأقنع حسان بن الحسن بن مفرّج بمبايعة أبي الفتوح (3).
و أدرك الحاكم بأمر اللّه مغبّة هذه الحركة فاستمال إليه حسانا الطائي بالمال الكثير فاضطرّ أبو الفتوح الى أن يعود هاربا الى مكّة، كما اضطرّ أبو القاسم الحسين أن يغادر الشام فجاء الى العراق حيث اتّصل بفخر الملك أبي غالب بن خلف و كان وزيرا لسلطان الدولة البويهيّ صاحب البصرة و نائبا له على واسط (401-406 ه) . و لكنّ الخليفة العبّاسيّ القادر باللّه ظنّ في أبي القاسم الحسين أنه يريد إفساد الدولة العبّاسية (و كانت الدعوة الفاطمية قد وجدت سبيلا الى العراق و خطب للحاكم بأمر اللّه في الموصل و الأنبار و الكوفة، في سنة 401 ه، ثم قطعت الخطبة له و عادت للقادر باللّه العبّاسي) .
و وزر أبو القاسم الحسين بن عليّ بعد ذلك لعدد من الأمراء في العراق-و هو يتنقّل من أمير الى أمير (4)-حتّى مات في ميافارقين في 13 رمضان 418(1027 م) .
كان الوزير المغربيّ أبو القاسم بن عليّ أديبا بارعا و مترسّلا و شاعرا محسنا. و فنونه المديح و الرثاء و الغزل و النسيب و الأدب. و كذلك كان مصنّفا له: كتاب سيرة النبيّ (موجز من سيرة ابن هشام) -كتاب أدب الخواصّ في المختار من بلاغة قبائل العرب و أخبارها و أنسابها و أيّامها-كتاب الإيناس بعلم الانساب (مرتّب على حروف المعجم و فيه شواهد من الشعر و عدد من التعليقات التاريخية) -كتاب في السياسة-كتاب المأثور من ملح الخدور.
مختارات من شعره:
- قال الوزير المغربيّ أبو القاسم الحسين بن عليّ (5):
أقول لها، و العيس تحدج للسرى... أعدّي لفقدي ما استطعت من الصبر (6)
سأنفق ريعان الشبيبة آنفا... على طلب العلياء أو طلب الأجر (7)
أ ليس من الخسران أنّ لياليا... تمرّ بلا نفع و تحسب من عمري
- و له في الغزل:
حلقوا رأسه ليكسوه قبحا... غيرة منهم عليهم و شحّا
كان صبحا عليه ليل بهيم... فمحوا ليله و أبقوه صبحا
- و ممّا قاله في آخر أيامه و أوصى أن يكتب على قبره:
كنت في سفرة الغواية و الجهـ...ـل مقيما، فحان منّي قدوم (8)
تبت من كلّ مأثم، فعسى يمـ...ـحى بهذا الحديث ذاك القديم
بعد خمس و أربعين لقد ما... طلت ألاّ إنّه الغريم (9) الكريم
___________________
1) يبدو أن أسرة الوزير المغربي كانت قد لفقت لنفسها نسبا يتصل بيزدجرد بن بهرام بن جور ملك فارس. و يميل ابن خلكان الى أن الوزير المغربي كان مغربي الأصل فعلا (وفيات الأعيان 1:280، السطر الثاني من أسفل) ؛ و أرى أنه لقب (أو لقب أبوه) بذلك لأنه كان في مصر وزيرا للحاكم بأمر اللّه الفاطمي (و الدولة الفاطمية في أصلها مغربية النشأة) .
2) في تاريخ الكامل (بيروت 9:331) أن الوزير المغربي ولد في مصر سنة 370 ه.
3) أبو الفتوح الحسن بن أبي محمد جعفر من آل فليتة أشراف مكة تولى مكة مرتين (384-401 و 403-430 ه) ، و طالب بالخلافة سنة 402 ه. و يبدو أن أبا الحسن التهامي الشاعر (راجع، فوق، ص 76) بدأ يتردد على مصر لهذه المهمة منذ ذلك الحين.
4) راجع كثرة تنقله بين البلاطات في معجم الادباء (10:80-82) .
5) الابيات الثلاثة التالية رواها ياقوت (معجم الادباء 10:88) للوزير المغربي، و هي تروي لغيره راجع ص 98) .
6) العيس: النياق. تحدج (بالبناء للمجهول) : يشد عليها الجدح (بكسر الحاء: مركب للنساء يرفع على الابل) -كناية عن الاستعداد للسفر.
7) آنفا: مستأنفا: بادئا من جديد؛ أو قائما بأعمال جديدة لم يلمم بها غيري من قبل.
8) . . . قدوم-قدوم على اللّه (موت) .
9) الغريم: المطالب بالدين. -كناية عن ان الوزير المغربي يشعر بأنه أذنب الى اللّه و أن اللّه سيعفو عنه.