الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
جحظة البرمكي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج2، ص424-426
29-12-2015
4091
هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد ابن برمك، كانت ولادته في شعبان سنة 224 ه.
كان أحمد بن جعفر هذا قبيح المنظر ناتئ العينين فلقّبه عبد اللّه ابن المعتزّ جحظة. و قد نشأ جحظة، على الرغم من غنى أسلافه، فقيرا محتاجا إلى العطاء يتكسّب بالشعر و الغناء و العزف على الطنبور من غير أن يستطيع تدبير معاشه. و لا شكّ في أن جحظة قد عمّر كثيرا فقد جاء في شعره ما يفهم منه أنّ سنّه زادت على التسعين (1). و كانت وفاته في شعبان سنة 324 ه في جيل (2) أو في واسط (3).
خصائصه الفنّيّة:
كان جحظة البرمكيّ حسن الأدب كثير الرواية للأخبار متصرّفا في فنون من العلم كالنحو و اللغة و النجوم، و كان ظريفا مليح الشعر حاضر النادرة، كما كان حاذقا في العزف على الطنبور. و كان أيضا مصنّفا له كتاب الطنبوريين، كتاب فضائل السكباج، كتاب الترنّم، كتاب المشاهدات، كتاب ما شاهده من أمر المعتمد على اللّه، كتاب ما جمعه ممّا جرّبه المنجّمون فصحّ من الأحكام.
المختار من شعره:
- قال جحظة البرمكيّ في صديق له يرغب في قربه و سماع شدوه (غنائه) ثم لا يثيبه إلاّ بقوله له: أحسنت!
لي صديق مغرى بقربي و شدوي... و له عند ذاك وجه صفيق
قوله إن شدوت: «أحسنت، زدني» ... و بأحسنت لا يباع الدقيق (4)
- و قال في النسيب بفتاة تستكثر عليه أن ينام إذا كان يحبّها:
فقلت لها: بخلت عليّ يقظى...فجودي في المنام لمستهام
فقالت لي: و صرت تنام أيضا...و تطمع أن أزورك في المنام
- و قال في الرزق المقدور على الإنسان:
أنفق و لا تخش إقلالا، فقد قسمت...بين العباد مع الآجال أرزاق
لا ينفع البخل مع دنيا مولّية... و لا يضرّ مع الإقبال إنفاق
- و قال جحظة يصف حاله و يعرّض بأهل زمانه:
تعجّبت إذ رأتني فوق مكسور... من الحمير، عقير الظهر مضرور (5)
من بعد كلّ أمير الرسغ معترض... في السير تحسبه إحدى التصاوير (6)
فقلت: لا تعجبي منّي و من زمن... أخنى عليّ بتضييق و تقتير (7)
بل فاعجبي من كلاب قد خدمتهم... تسعين عاما بأشعاري و طنبوري
__________________
1) «هي التسعون قد عطفت قناتي. . . .» (معجم الأدباء 2:248) ؛ و راجع، تحت، ص 426.
2) جيل قرية أسفل (جنوب) بغداد (القاموس 3:353) .
3) واسط بلدة بين البصرة و الكوفة.
4) لا يستطيع الإنسان أن يعيش (يتغذى) بقول الناس له: «أحسنت!» ، بل يجب أن يدفعوا له مالا
5) مكسور (إحدى القوائم: يعرج-بفتح الراء) . عقير: معقور (مجروح جرحا مزمنا لا يندمل) . مضرور: به ضر (مريض، سقيم، ضعيف ضعفا عاما، عاجز عن الحمل و الجري) .
6) من بعد كل (حصان) أمين الرسغ: متين، قوي الرسغ (المفصل الذي بين حافر الحصان و قائمته) . معترض: يمر (يركض مسرعا) عارضا على جنب واحد (لكثرة نشاطه لا يستطيع راكبه أن يسيطر عليه) .
7) أخنى علي: جار علي، ظلمني (أفقرني و أتعسني) . بتضييق (مذاهبي في طلب الرزق) و تقتير (قلة رزقي من الأوجه التي أعمل فيها: التكسب بالشعر و بالغناء) .