الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
خالد بن صفوان
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج1، ص732-735
30-12-2015
9457
هو أبو صفوان خالد بن صفوان بن عبد اللّه بن عمرو بن الأهتم المنقري التميميّ؛ و لعلّ أصل آل الأهتم قوم خالد من الحيرة، كانوا أشابة (أخلاطا) من الروم فدخلوا في بني منقر (الكامل 649) . كان خالد ابن صفوان رجلا من أهل البصرة معتدل القامة أسود. و لمّا تقدّمت به السن صلع و شمط ثم كفّ بصره. و كذلك كان غنيّا و لكن شديد البخل. و كان مطلاقا مزواجا يحبّ أن يتبدّل امرأة مكان امرأة باستمرار.
وفد خالد بن صفوان على عمر بن عبد العزيز فسأله عمر أن يعظه فوعظه عظة بكى عمر منها بكاء شديدا. و وفد أيضا على هشام بن عبد الملك أميرا و خليفة. و قد كانت بينه و بين بلال بن أبي بردة بن أبى موسى الأشعري أمير البصرة و قاضيها (توفي 120 ه) عداوة، و كان خالد قد كفّ بصره، فعذّبه بلال عذابا شديدا (الكامل 253،649) .
و أدرك خالد بن صفوان السفّاح العبّاسي و جالسه ثم توفّي سنة 135 ه (753 م) قبل السفاح بنحو سنة.
2-كان خالد بن صفوان خطيبا مفوّها و فصيحا بليغا صاحب بديهة، و لكنّه كان يلحن أحيانا فلازم مسجد البصرة حتّى تعلّم الإعراب (الكامل 253) . و كان خالد بن صفوان معاصرا لشبيب بن شيبة و منافسا له، و هما أجود الناس خطبا، و كان خالد أسنّ من شبيب (1). و كذلك كان خالد راوية للأخبار بارعا. و قد جمع كلام خالد بن صفوان في كتب (2) كانت متداولة في أيام الجاحظ (3). و يروي المبرّد (الكامل 254) أن خالد بن صفوان لم يكن يقول الشعر، بينما ذكره ابن النديم في الذين وضع العلماء كتبا في أشعارهم (4)؛ و روى له الجاحظ (البيان و التبيين 1:32) أحد عشر بيتا من الشعر.
المختار من كلامه:
-إني عاهدتّ اللّه عزّ و جلّ ألاّ أخلوا بملك إلاّ ذكّرته اللّه عزّ و جلّ.
-ان جعلك الأمير أخا فاجعله سيّدا، و لا يحدثن لك الاستئناس به غفلة عنه و لا تهاونا.
-إنّ أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، و أنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
-لا تطلبوا الحاجات في غير حينها، و لا تطلبوها إلى غير أهلها، و لا تطلبوا ما لستم له بأهل فتكونوا للمنع أهلا.
- سأل هشام بن عبد الملك خالد بن صفوان عن الاخطل و الفرزدق و جرير، فقال خالد (5):
أما أعظمهم فخرا و أبعدهم ذكرا و أحسنهم عذرا و أسيرهم مثلا و أقلّهم غزلا و أحلاهم عللا، الطامي إذا زخر (6) و الحامي (7) إذا زأر و السامي إذا خطر؛ الذي إن قدر قال، و إن خطر صال، الفصيح اللسان الطويل العنان فالفرزدق.
و أ ما أحسنهم نعتا و أمدحهم بيتا و أقلّهم فوتا، الذي ان هجا وضع و إن مدح رفع فالأخطل.
و أما أغزرهم بحرا و أرقّهم شعرا و أهتكهم لعدوّه سترا، الأغرّ الابلق الذي إن طلب لم يسبق و إن طلب لم يلحق فجرير.
و كلهم ذكي الفؤاد رفيع العماد واري الزناد!
- قال خالد بن صفوان لرجل يصف له رجلا:
ليس له صديق في السر و لا عدوّ في العلانية.
فإن صورة راقتك فاخبر فربّما أمرّ مذاق العود و العود أخضر!
___________________
1) البيان و التبيين 1:47،317؛ غ 18:173.
2) الفهرست 100،103،104،115،125.
3) البيان و التبيين1:340.
4) الفهرست 104، السطر 4، راجع ص 3.
5) غ 8:81.
6) أبعدهم ذكرا: أشهرهم. أحسنهم عذرا: عتابا (؟) . و أسيرهم مثلا: أكثرهم أمثالا (حكمة) تسير على الألسن و تنتشر بين الناس. أحلاهم عللا: . . . الطامي: (البحر أو النهر على الأصح) ، الطامي أي الكثير الماء الذي يغمر كل شيء. زخر: مد، علا، هاج و تدافعت مياهه.
7) الحامي: المحامي، المدافع (بالفخر أو بالهجاء) . إذا زأر: إذا غضب و رفع صوته (كالأسد) . السامي: المرتفع، العالي (المنتصر) . خطر (الفحل) : ضرب بذنبه يمينا و شمالا (كناية عن النشاط و البطر) . و لعلها حضر: عدا (الفرس، كناية عن الجري و السباق و المنافسة) . هدر: صوت من غير شقشقة (هياج يخرج به الريق إلى الشفتين) ، و الملموح أن الذي يهدر هو الذي يكثر الصياح من غير قدرة على الفعل المنتج. قال: أحسن القول و أفصح و اجاد الكلام (راجع القاموس 4:42) -إن هدره (أقل كلامه وضوحا) كلام واضح جيد (بالإضافة إلى كلام غيره) .