1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

دُكين بن رجاء الفقيميّ

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج1، ص624-627

30-12-2015

3343

دُكين بن رجاء الفقيميّ (1) هو دكين بن رجاء الفقيميّ، من فقيم بني دارم، التّميمي (2).

كان دكين بن رجاء يتكسّب بشعره و يرحل به إلى الآفاق، فقد مدح مصعب بن الزّبير في المدينة (3) في سنة 66 ه‍(685-686 م) أو في البصرة، نحو سنة 70 ه‍(689-690 م) ، في الاغلب.

و وفد دكين بن رجاء على الوليد بن عبد الملك (86-96 ه‍) في دمشق. و اتّفق أن كان الوليد يتأهّب في ذلك الحين لإقامة سباق للخيل، فأنزل دكين بن رجاء في السباق فرسا لم يكن له غيره فجاء فرسه هذا سابقا (4).

و كذلك وفد دكين بن رجاء على عمر بن هبيرة الفزاريّ (5)، سنة 103 ه‍(721-722 م) في الاغلب، في الكوفة أو في البصرة و مدحه.

و كانت وفاة دكين بن رجاء الفقيميّ الدارمي التميمي سنة 105 ه‍ (6)، في عام 723 أو 724 م.

دكين بن رجاء الفقيميّ راجز مشهور يمدح رجزا (7). و ابن قتيبة ينسب القصيدة:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه... فكلّ رداء يرتديه جميل

إلى دكين بن رجاء الفقيمي (8).

المختار من رجزه:

- قال دكين بن رجاء الفقيمي يمدح مصعب بن الزّبير:

يا ناق، خبّي بالقيود خببا (9)

حتّى تزوري بالعراق مصعبا

قد علم الأنام إذ ينتخبا (10)

بيانه و رأيه المجرّبا (11)

و في الأمور عقله المؤدّبا

 يا مرسل الريح الجنوب و الصبا (12)

و آذنا للفلك تجري خببا (13)

و خالق الماء و شيجا نسبا (14)

يعيد خلقا بعد خلق عجبا (15)

عظما و لحما و دما و عصبا

خالا و عمّا و ابن عمّ و أبا

أعط الأمير مصعبا ما احتسبا (16)

و اجعل له من سلسبيل مشربا (17)

فرعا يزين المنبر المنصّبا (18)

قلبا دهيّا و لسانا قصعبا (19)

هذا، و إن قيل له: هب وهبا

جواريا و فضّة و ذهبا

و الخيل يعلكن الحديد المنشبا (20)

فورا تلجلجن أبازيم الشّبا (21)

قد جعل الناس اليه سببا

من صادر وارد أيدي سبا (22)

__________________________

1) هنالك دكين بن سعيد (أو سعد) الخثعمي المزني الذي كان من أصحاب رسول اللّه (تاج العروس 9:201؛ راجع الاصابة، رقم 2401) . و هنالك أيضا دكين بن سعيد الدارمي (توفي 109 ه‍) ، و ستأتي ترجمته.

2) في القاموس (4:160) : «النسبة إلى فقيم كنانة فقمي، و إلى فقيم دارم فقيمي» .

3) تولى مصعب بن الزبير المدينة لأخيه عبد اللّه بن الزبير من سنة 65 إلى سنة 68 ه‍، ثم تولى البصرة منذ عام 67 ه‍(686-687 م) إلى مقتله سنة 71 ه‍(690 م) . أما قول بروكلمان بأن دكين بن رجاء الفقيمي مدح مصعب بن الزبير في أيام الوليد بن عبد الملك (الملحق 1:91) فخطأ ظاهر.

4) معجم الأدباء 11:113.

5) كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة ( حيدرآباد الدكن 1368-1369 ه‍-1948-1949 م)116 و لسان العرب 19:111.

6) معجم الأدباء 11:117.

7) معجم الادباء 11:113.

8) الشعر و الشعراء 388-379؛ الاغاني 9:261-262.

9) الخبب (هنا) : السرعة. القيود جمع قيد: سمة في عنق الفرس أو البعير (كناية عن كرم الأصل و السرعة و احتمال السفر الطويل) .

10) في معجم الأدباء (11:116) : علم الانام إذ ينتخبا (علم بفتح العين و كسر اللام، الانام مرفوعة على انها فاعل. و قد حاول معلق أن يجد وجها لنصب الفعل المضارع (ينتخب) بعد «إذ» . و لعل الاوجه أن نقرأ: قد علم (بتشديد اللام المفتوحة) الانام (بالنصب على انها مفعول به) أن ينتخبا (أن يؤثر، يفضل) .

11) بيانه: فصاحة منطقه و وضوح كلامه و تعبيره.

12) الجنوب (بفتح الجيم) : الريح الجنوبية (هنا) : الريح الحارة. الصبا: الريح الشرقية العليلة المنعشة. مرسل الجنوب و الصبا هو اللّه الذي يسير الريح كما يشاء.

13) الفلك: السفينة أو السفن (للواحد و للجمع) . الخبب: السرعة (لاحظ تكرار القافية) .

14) خالق الماء: الخالق من الماء. الوشيج (جمع وشيجة) النسب: اشتباك القرابة بالنسب (بشرا ينتسب بعضهم إلى بعض) .

15) يعيد خلقا بعد خلق: يخلق الناس واحدا بعد واحد يشبه كل واحد منهم الآخر في كل شيء.

16) أعط الامير مصعبا ما احتسب (ما أنفق من ماله في سبيل اللّه و الكرم ثم ضاعفه له) .

17) (ثم) اجعل له من سلسبيل (عين في الجنة) مشربا (أدخله الجنة) .

18) يبدو أن قبل هذا الشطر شطرا محذوفا أو أكثر من شطر. . . . الفرع: شريف القوم و أعلاهم (سيدهم) المنصب: العالي، المرتفع. (ان له) فرعا (قامة، مقاما) يليق بالمنبر العالي (بالإمارة) .

19) الدهي: العاقل. القصعب (كذا في الاصل، و في القاموس القعضب) : الجريء، الشديد (3:119) .

20) ليس في القاموس معنى يوافق «منشب» في هذا الشطر. و الملموح أن الخيل تعلك (تعض على) حديد اللجام (كناية عن الغضب و شدة المعركة) .

21) فورا (؟) تلجلجن (الصواب: يلجلجن) : يرددن، يحركن بشدة. أبازيم جمع ابزيم و ابزام (بكسر الهمزة فيهما) : لسان في طرف المنطقة (بكسر الميم و فتح الطاء) : الحزام يدخل في حلقة أو نحوها ليشد (بالبناء للمجهول) . الشبا جمع شباة: الفرس العاطية (الرافعة رأسها في العنان: اللجام) و التي تقف على قائمتيها الخلفيتين. -المقصود: . . . . يعطي خيلا فتية نشيطة قوية. اقرأ: قورا (ضامرة) .

22) قد جعل الناس (في الأصل بضم السين) إليه سببا (وسيلة، قرابة) . . . الصادر: الراجع من عنده (محملا بالعطايا) . الوارد: القادم (اليه و هو واثق بعطية كبيرة) . أيدي سبا: أشتات، متفرقون، مختلفون. المعنى الملموح: ان كثرة عطاياه كانت سببا في أن يكثر قاصدوه (آملين) من كل مكان و من كل جنس و طبقة.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي