1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

ذو الرّمة

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج1، ص677-680

30-12-2015

3789

هو أبو الحارث غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن عمرو ابن ربيعة من بني عديّ بن عبد مناة بن أدّ؛ و أمّه امرأة من بني أسد يقال لها ظبية. و سمّي ذا الرّمّة (بضمّ الراء: الحبل القصير) لأنه وصف وتدا قديم العهد لا تزال عليه قطعة من الحبل التي كانوا شدّوا بها اليه أحد جوانب الخيمة، و قد تهرّأت أيضا، فقال (من بحر الرجز) : «أشعث باقي رمّة التقليد» !

ولد ذو الرّمّة غيلان بن عقبة سنة 77 ه‍(6966 م) و نشأ في البادية، و لكنّه كان كثير التّرداد إلى الكوفة و البصرة فغلب عليه شيء من سيّئات الحضر في حياته و في كلامه. و قد ذكروا في صفته أنه كان قصيرا نحيلا أسود دميما (قبيحا) مدوّر الوجه قد برز كتفاه فوق صدره. و كذلك كان جعد الشعر أنزع (خفيف الشعر من جانبي الرأس) . على أنه كان فطنا بصيرا بالأمور فصيحا يخطّ و يقرأ الخطّ مع أن ذلك كان عيبا في البادية و كان رصينا عفيفا تقيّا. ثم انّه كان يعلّم القراءة و الكتابة في البادية (1).

ذو الرّمّة من عشّاق العرب المشهورين، و قد كانت له قصّتا حبّ:

في نحو العشرين من العمر أحب ذو الرمّة ميّة بن مقاتل بن طلبة (2) ابن قيس بن عاصم المنقريّ؛ و يبدو أنّها كانت متقدّمة في السنّ و أمّا لعدد من الأولاد و لكنّها كانت على جانب من الجمال الرائع. و لقد تغزّل بها ذو الرمّة عشرين سنة من غير أن ينال منها منالا؛ و لم تكن هي تميل اليه. فيقال إن ذا الرمّة أظهر الحبّ بفتاة شابّة هي خرقاء العامرية (أو كذلك سمّاها ذو الرمّة) ، من بني البكّاء بن عامر بن صعصعة فكان يتغزّل بها، فيما قيل، إغاظة لميّة.

و لم يعش ذو الرمّة بعد أن عرف خرقاء هذه إلاّ عاما أو بعض عام ثم توفّي سنة 117 ه‍(735 م) بعد أن مرض أياما، و له من العمر نحو أربعين سنة. و قبره كان معروفا في البادية.

ذو الرمّة شاعر مكثر مطيل مجيد مشهور. و قد كان في أول أمره يقول رجزا ثم وجد أنه مقصّر في ذلك عن العجّاج و ابنه رؤبة فانتقل إلى القصيد جملة. و شعر ذي الرمّة متفاوت في الجودة، قال فيه ابن قتيبة (2): «أحسن الناس تشبيها و أجودهم تشبيبا (غزلا) و أوصفهم لرمل و هاجرة (3) و فلاة و ماء. . . و أحسن الناس وصفا للمطر، فاذا جاء إلى المديح و الهجاء خانه الطبع» ؛ و لم يكن يحسن الفخر أيضا. و مع أنه بدويّ الشعر فانه كان يكره نفسه عليه، و ربّما نقّح شعره أيضا (4). و هو لا يحسن مطالع القصائد و لا خطاب الممدوحين (5) لبداوته في الأغلب. على أن علماء اللغة يهتمّون بشعره لما فيه من الكلمات الغريبة و الكلمات النادرة في الاستعمال. و قد كان الشعراء و العلماء يسألونه عن الألفاظ في اللغة (6).

المختار من شعره:

- قال ذو الرمّة يتغزّل بميّة من قصيدة قالها في مديح عبد الملك بن مروان:

وقفت على ربع لميّة ناقتي... فما زلت أبكي عنده و أخاطبه

و أسقيه حتى كاد مما أبثّه... تكلّمني أحجاره و ملاعبه

و قد حلفت باللّه ميّة ما الذي... أكلّمها إلاّ الذي أنا كاذبه

إذا فرماني اللّه من حيث لا أرى... و لا زال في أرضي عدوّ أحاربه

إذا نازعتك القول ميّة، أو بدا... لك الوجه منها، أو نضا الدرع سالبه (8)

فيا لك من خدّ أسيل و منطق... رخيم و من خلق تعلّل جادبه (9)

ألا لا أرى مثل الهوى داء مسلم... كريم، و لا مثل الهوى ليم صاحبه

- و قال يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الاشعريّ:

و لم أمدح لأرضيه بشعري... لئيما أن يكون أصاب مالا

و لكنّ الكرام لهم ثنائي... فلا أخزى إذا ما قيل: قالا

سمعت الناس ينتجعون غيّثا... فقلت لصيدح: انتجعي بلالا (10)

تناخي عند خير فتى يمان... إذا النكباء ناوحت الشّمالا (11)

كأنّ الناس، حين تمرّ، حتّى... عواتق لم تكن تدع الحجالا

قياما ينظرون إلى بلال... رفاق الحج أبصرت الهلالا (12)

و قد رفع الاله بكل أرض... لضوئك، يا بلال، سنا طوالا (13)

كضوء البدر ليس به خفاء... و أعطيت المهابة و الجمالا

- و قال ذو الرمّة:

إذا هبّت الأرياح من نحو جانب... به أهل ميّ هاج شوقي هبوبها

هوى تذرف العينان منه، و إنّما... هوى كلّ نفس حيث حلّ حبيبها

- و قال أيضا:

لها بشر مثل الحرير، و منطق... رخيم الحواشي لا هراء و لا نزر (14)

و عينان قال اللّه: كونا، فكانتا... فعولان بالألباب ما تفعل الخمر

_______________________

1) غ 16:121؛ الشعر و الشعراء 334.

2) وفيات 2:137، أو بنت عاصم بن طلبة. و في الشعر و الشعراء (ص 335) : مية بنت فلان بن طلبة. و في الاغاني (16:119) : مي بنت طلبة بن قيس.

3) الشعر و الشعراء 29،41،341؛ راجع غ 16:121؛ الكامل 448-449،452، راجع أيضا 259.

4) الهاجرة: اشتداد الحر إذا تكبدت الشمس السماء (نصف النهار) .

5) الموشح 170،172،184،192،239.

6) الصناعتين 431؛ الموشح 54،171،237-238،239؛ و في غيرها.

7) الكامل 79-80.

8) نازعتك القول: حادثتك. الدرع (مذكر) : ثوب تلبسه الفتاة. نضا الدرع سالبه: عرى الرجل الفتاة من ثوبها.

9) أسيل: طويل. رخيم: عذب، حلو، مطرب. الخلق: الخلقة، بناء الجسم. تعلل جادبه. . .

10) صيدح: اسم ناقة ذي الرمة.

11) النكباء: الريح التي تهب بين ريحين. ناوحت: قابلت. -إذا هبت الريح من الجهة الشمالية الشرقية أو الشمالية الغربية (كناية عن اشتداد البرد) .

12) العاتق: الفتاة أول ادراكها. الحجلة (بفتح ففتح) : خباء المرأة. أبصر الهلال: استبشر بمجيء العيد، باقتراب الموسم. -فرح الناس بقدومك؛ حتى الفتيات اللواتي لم يسبق لهن أن غادرن بيوتهن خرجوا إلى الطريق و جعل الجميع ينظرون اليك.

13) السنى: نور البرق. طوال (بضم الطاء) : طويل. -جعل اللّه نورك بعيد الانتشار يستضيء به كثيرون.

14) البشر: ظاهر جلد الانسان. المنطق: الكلام. الرخيم: السهل اللين. الهراء: المنطق (الكلام) الكثير الفاسد الذي لا نظام له. النزر: القليل.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي