1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

سحيم عبد بني الحسحاس

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج1، ص305-307

30-12-2015

20038

كان سحيم عبدا حبشيا أو نوبيّا مغلّظا قبيحا. وتدل براعة سحيم في الشعر على أنه نشأ في الحجاز، وإن كان لا يستطيع أن يؤدي عددا من الحروف أداءها العربي: فقد لزمته اللكنة فكان يلفظ السين شينا والطاء تاء.

ولما اشترى عبد اللّه بن أبي ربيعة (والد عمر بن أبي ربيعة الشاعر المشهور) سحيما، كان سحيم يقول الشعر. وأراد عبد اللّه أن يهبه لعثمان بن عفّان، وكتب له بذلك. فكتب عثمان إلى عبد اللّه: «لا حاجة بنا اليه فاردده، فإنما حظ أهل العبد الشاعر منه إذا شبع أن يشبّب بنسائهم، وإذا جاع أن يهجوهم. ويبدو أن عبد اللّه قد باعه إلى شخص يدعى مالكا. ثم ان مالكا، فيما يقال باعه لبني الحسحاس، وهم من بني أسد بن خزيمة.

ولا ريب في أن سحيما كان في ذلك الحين مسنّا، فهو شاعر مخضرم، كان قد أدرك الجاهلية ثم أدرك عثمان بن عفّان (23-35 ه‍ /644-656 م)، وقتل في أيامه في الاغلب، قتله بنو الحسحاس. ذكروا أن سحيما قال:

ولقد تحدّر من كريمة بعضهم ...عرق على جنب الفراش وطيب

فأدركتهم الغيرة، فأخذوه مرة شاربا ثملا (طبقات الشعراء 44)، ثم عرضوا عليه نسوة، حتى إذا مرت عليه التي كانوا يرمونه بها أشار لها بيده-فلزمته الحجّة-فقتلوه نحو سنة 40 ه‍ (660 م).

سحيم شاعر محسن حلو الشعر رقيق حواشي الكلام، وأكثر شعره الغزل، وغزله فاحش. ولسحيم شيء من الفخر والحماسة وشيء من الوصف للمطر. وله أيضا شيء من الأدب (الحكمة) يكثر فيه ذكر الموت. وفي عدد من ألفاظ سحيم وتراكيبه خصائص شبه محدثة تجعلها قريبة الشبه بشعر عمر بن أبي ربيعة.

-المختار من شعره:

-كان سحيم يحب امرأة من أشراف بني تميم بن مرّ اسمها غالية فقال فيها القصيدة التالية يكني فيها عنها باسم «عميرة». هذه القصيدة أطول قصائد سحيم وأشهرها:

عميرة ودّع ان تجهّزت غاديا... كفى الشيب والاسلام للمرء هاديا

ليالي تصطاد القلوب بفاحم... تراه أثيثا ناعم النبت عافيا (1)

وجيد كجيد الريم ليس بعاطل... من الدرّ والياقوت والشذر حاليا (2)

كأنّ الثريّا علّقت فوق نحرها... وجمر الغضى هبّت له الريح ذاكيا (3)

ومن يك لا يبقى على النأي ودّه ...فقد زوّدت زادا عميرة باقيا

ألكني اليها-عمرك اللّه-يا فتى... بآية ما جاءت الينا تهاديا (4)

وبتنا وسادانا إلى علجانة ...وحقف تهاداه الرياح تهاديا (5)

توسّدني كفّا، وتثني بمعصم ...عليّ، وتحوي رجلها من ورائيا

وهبّت لنا ريح الشمال بقرّة... ولا ثوب إلا بردها وردائيا (6)

فما زال بردي طيّبا من ثيابها... إلى الحول حتّى أنهج البرد باليا (7)

________________________

1) الفاخم: (الشعر) الأسود. الأثيث: الكثير، الكث. العافي: الكثير.

2) الجيد: العنق. الريم، الرئم: الغزال الأبيض. عاطل: غير مزين بحلي. الشذر: خرز من فضة أو قطع من الذهب صغيرة تسلك في العقد بين اللؤلؤة واللؤلؤة. حال: مزين.

3) الغضى: حطب جزل تدوم النار فيه طويلا. ذاك: ذو رائحة طيبة.

4) ألكني: أحمل مني رسالة. بآية: بعلامة. تهاديا (مصدر): التمايل في المشي. تهاديا (فعل): تهادى، تتهادى: تميل في مشيها (؟) أو تهاديا (مصدر «تتهادي تهاديا»).

5) بتنا وسادانا: قضينا الليل على وسادتين: علجانة (شجرة. . .) وحقف (قطعة من الرمل مستديرة الشكل). تهاداه الرياح تهاديا: تحركه الريح من مكان إلى آخر.

6) القرة: البرد. وليس علينا إلا ثوبها وثوبي.

7) ظلت رائحة ثوبي طيبة من لمس ثوبها حولا (عاما كاملا) إلى أن تهرأ ثوبي.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي