1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

عبد الله بن الزبير

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج1، ص441-444

30-12-2015

2880

هو أبو خبيب (و أبو بكر) عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد ابن أسد بن قصيّ؛ و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق؛ و لقبه العائذ لأنه عاذ بالبيت (الكامل 597) ، و المحلّ لأنه نصب الحرب في قلب مكّة و اعتصم بالكعبة.

ولد عبد اللّه بن الزبير في المدينة (2 ه‍-623 م) ، و هو أول مولود للمسلمين بعد الهجرة. و قد استرضع في بني مزينة (الكامل 357) .

كان عبد اللّه بن الزبير رجلا شجاعا مقتدرا في القتال شهد عددا من الفتوح، و كان في فتح إفريقية كلّه و ممن وصلوا إلى تونس و حضروا فتح قرطاجة.

و كان الزبير بن العوّام (والد عبد اللّه بن الزبير) قد طمع في الخلافة. فلمّا طعن عمر بن الخطّاب و خاف أن يختلف المسلمون من بعده سمّى ستّة نفر من وجهاء المدينة ليجتمعوا و ينتخبوا الخليفة المقبل من بينهم، و قد كان في هؤلاء الزبير بن العوّام. و انتخب رجال الشورى هؤلاء عثمان بن عفّان الأمويّ. على أن نفرا من هؤلاء الستّة لم يرضوا بينهم و بين أنفسهم بما تمّ (1). من هؤلاء الزبير بن العوّام. و لم يرض الزبير عن خلافة عثمان ثم حارب عليّا في معركة الجمل و قتل عند منصرفه من المعركة (36 ه‍-656 م) . و لقد ورث ابنه عبد اللّه منه الطموح إلى الخلافة.

استطاع عبد اللّه بن الزبير، بعد مقتل عليّ بن أبي طالب (40 ه‍) ، أن يجمع حوله الناقمين على بني أمية و أن يبسط نفوذه على الحجاز و العراق و مصر و اليمن و خراسان و السند. و لم يستطع معاوية بن أبي سفيان أن يتفرّغ لحرب عبد اللّه بن الزبير (لأن معاوية كان مشغولا بتوطيد الملك في البيت الأموي) ، و لا استطاع يزيد بن معاوية أن يتغلّب عليه.

و كان المنازعون لعبد الملك كثارا: نازعه المختار بن أبي عبيد الثّقفي (في العراق) مطالبا بالخلافة لمحمد بن الحنفيّة (ابن علي بن أبي طالب من زوجته خولة الحنفية) ، و نازعه الخوارج، و نازعه الأمويّون.

و لمّا جاء عبد الملك بن مروان إلى الخلافة تفرّغ لعبد اللّه بن الزبير ثم تغلّب عليه، على ما؟ ؟ ؟ نرى في ترجمة الحجّاج بن يوسف. و بعد مقتل عبد اللّه بن الزبير (73 ه‍-692 م) استتبّ الأمر لعبد الملك في جميع بلاد الخلافة الاسلامية.

عبد اللّه بن الزبير من الذين كانوا يحسنون الكلام في التحديث أكثر مما كانوا يحسنونه في الخطابة، و مع ذلك فانّه لم يكن يقلّ في المقدرة على الخطابة عن معاوية بن أبي سفيان و ابنه يزيد و عن نفر آخر من بني أميّة المعروفين بالخطابة. و قد رويت له أقوال كثيرة من الخطب و الأحاديث الموجزة تكثر فيها الكلمات الغريبة و يرد فيها شيء من الإقذاع أحيانا، فأفقدها ذلك شيئا من الطّلاوة. و كان له شيء من الشعر (العمدة 1:24-25) .

المختار من خطبه:

-اجتمع في مجلس معاوية بن أبي سفيان نفر من وجوه الصحابة فيهم الحسين بن عليّ [عليه السلام] و عبد اللّه بن الزبير، فجرى من معاوية ما أسخط عبد اللّه ابن الزبير فنهض عبد اللّه بن الزبير يفاخر معاوية، قال يخاطب الناس:

أسألكم باللّه: أ تعلمون أن أبي حواريّ (2) رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم و أن أباه أبو سفيان حارب رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم؟ و أن أمّي أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، و أمّه هند آكلة الاكباد (3) ؟ و جدّي الصدّيق وجده المشدوخ (4) ببدر و رأس الكفر؟ و عمّتي خديجة ذات الخطر و الحسب، و عمّته أمّ جميل حمّالة الحطب (5)؟ و جدّتي صفيّة و جدّته حمامة (6)؟ و زوج عمّتي خير ولد آدم محمّد صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم، و زوج عمّته شرّ ولد آدم أبو لهب «سيصلى نارا ذات لهب» (7)؟ و خالتي عائشة أم المؤمنين، و خالته أشقى الأشقين (8)؟ و أنا عبد اللّه و هو معاوية (9)

- لمّا شدّد الحجّاج بن يوسف الحصار على ابن الزبير في مكّة عزم ابن الزبير على أن يلقى جيش بني أميّة في هجمة واحدة، فقام في أصحابه خطيبا و قال:

أيّها الناس: ان الموت قد تغشّاكم سحابه، و أحدق بكم ربابه، و اجتمع بعد تفرّق (10)، و ارجحنّ بعد تمشّق، و رجس نحوكم رعده، و هو مفرغ عليكم ودقه (11)، و قائد اليكم البلايا تتبعها المنايا، فاجعلوا السيوف لها غرضا، و استعينوا عليها بالصبر.

- عن الطبريّ: لمّا كان يوم الثلاثاء، صبيحة سبع عشرة من جمادى الأولى سنة 73 ه‍، و قد أخذ الحجّاج على ابن الزبير بالأبواب، صلّى ابن الزبير بأصحابه صلاة الفجر ثم قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

... أما بعد، يا آل الزبير: لا يرعكم وقع السيوف، فانّي لم أحضر موطنا قطّ إلاّ ارتثثت فيه من القتل، و ما أجد من دواء جراحها أشدّ مما أجد من ألم وقعها. صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم.

لا أعلم أمرأ كسر سيفه و استبقى نفسه (12)، فان الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل. غضّوا أبصاركم عن البارقة، و ليشغل كلّ منكم قرنه (13). و لا يلهينّكم السؤال عنّي و لا تقولنّ: أين عبد اللّه بن الزبير؟ ألا من كان سائلا عنّي فانّي في الرّعيل الاول (14):

أبى لابن سلمى أنه غير خالد ملاقي المنايا أيّ صرف تيمّما (15)

فلست بمبتاع الحياة بذلّة و لا مرتق من خشية الموت سلّما (16)

احملوا (17)على بركات اللّه!

____________________

1) راجع: العرب و الاسلام في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، لمؤلف، بيروت 1378 ه‍- 1958 م، ص 72-73.

2) الحواري: الناصر، أو هو ناصر الأنبياء خاصة.

3) هند أم معاوية. لما انهزم المسلمون في معركة أحد (3 ه‍-625 م) و قتل حمزة بن عبد المطلب (عم الرسول) جاءت هند فشقت صدر حمزة و أخذت قطعة من كبده و لاكتها (مضغتها) انتقاما لوالدها عتبة بن ربيعة (و كان علي بن أبي طالب قد قتله في معركة بدر) .

4) المشدوخ: المفجوج، المقتول، المكسور (هو عتبة بن ربيعة؛ انظر الحاشية السابقة) .

5) خديجة بنت خويلد زوج محمد رسول اللّه. الخطر: القيمة، القدرة. الحسب: العمل الحميد. أم جميل بنت حرب كانت تؤذي الرسول: تضع الشوك في طريقة و الاقذار على باب بيته. . .

6) صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام و عمة رسول اللّه. حمامة: . . .

7) أبو لهب: كنية عبد العزى بن عبد المطلب (عم الرسول) كان كافرا به و كان يعذبه. و قد كان جميلا و غنيا، و قد نزلت فيه و في امرأته سورة (رقم 111 في المصحف: تبت يدا أبي لهب الخ. . .) .

8) عائشة بنت أبي بكر زوج رسول اللّه. أشقى الاشقين: . . . .

9) المعاوية: الكلبة تعوي فتجتمع الكلاب عليها.

10) تغشاكم: أظلكم. ربابه: سحابه، احدق: أحاط.

11) ارجحن: اهتز و تمايل لثقله. تمشق: تمزق. و المشق: قلة الحلب (اللبن في الضرع) -ان هذا- السحاب قد ثقل بتجمع بخار الماء فيه بعد أن كان قليلا رقيقا (كناية عن اشتداد الخطر في الحرب) . رجست السماء: رعدت رعدا شديدا. الودق: المطر. و هو مفرغ (منزل) عليكم و دقه (كناية عن قرب حدوث حرب شديدة ذات عواقب خطيرة) . غرض: هدف تطلق عليه السهام للتمرن أو للإصابة. و لعلها عرضا (بالعين المهملة بلا نقطة) .... لها و عليها: للحرب و على الحرب (؟)

12) راعه: أخافه. وقع السيوف: أصابتكم بجراح من السيوف. الموطن: المشهد في الحرب. ارتث (بالبناء للمجهول) : جرح جرحا خطيرا ينذر بالموت. -أنا لا أعلم رجلا انكسر سيفه في المعركة ثم بقي بعد المعركة حيا. البارقة: السيوف (لا تنظروا إلى حركات السيوف فيدخل على قلوبكم ضعف) .

13) القرن (بكسر القاف) : البطل الند في الحرب (الذي يبرز لك في الحرب أو يكون قبالتك في القتال) .

14) الرعيل: القطعة من الخيل تتقدم غيرها.

15) . . . انه سيلقى الموت في أي جهة اتجه. صرف (لعلها: صوب: اتجاه) .

16) -لن أرضى أبقى حيا في عيش ذليل، و لن أحاول أن أهرب من الموت.

17) احملوا: اهجموا.

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي