الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
عروة بن أذينة
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج1، ص714-716
30-12-2015
5895
هو أبو عامر عروة بن يحيى بن مالك بن الحارث من بني الليث (الشعر و الشعراء 367) و لذلك يقال له الليثي (الكامل 110) ، من بني كنانة. و أذينة لقب والده يحيى.
كان عروة بن أذينة من أهل المدينة، و قد سمع الحديث من عبد اللّه بن عمرو بن الخطّاب (توفي 63 ه) . و لعلّ هذا يجعل مولد عروة بن أذينة نحو عام 40 ه(660 م) أو بعد ذلك بقليل.
و عروة بن أذينة معدود في الفقهاء و المحدّثين (غ 21:162) ، ثم هو من أعيان العلماء و كبار الصالحين (وفيات 1:377) ، و هو شيخ مالك بن أنس (الكامل 110) . و عن عروة روى جماعة من العلماء و الفقهاء.
و قد زار عروة بن أذينة مكّة مرارا. و مع أننا لا نعلم أن عروة قد تكسّب بشعره، فان ابن قتيبة (ص 367-368) يذكر أن عروة وفد على هشام بن عبد الملك فأنّبه هشام (على وفادته في سبيل التكسّب) فأدرك عروة ذلك و رجع
من فوره «فأتبعه هشام جائزته» .
و توفّي عروة بن أذينة في حدود سنة 130 ه(747 م) ، و قد أسنّ كثيرا.
عروة بن أذينة شاعر غزل مقدّم، على ما كان عليه من العفّة و التقوى. و له غزل رقيق و رثاء بارع و حكمة كثيرة.
المختار من شعره:
- لعروة بن أذينة مقطوعة بارعة في الغزل (غ 21:168) اختار أبو تمّام منها أربعة أبيات في حماسته:
إن التي زعمت فؤادك ملّها خلقت هواك كما خلقت هوى لها.
بيضاء باكرها النعيم فصاغها... بلباقة فأدقّها و أجلّها (1)
حجبت تحيّتها فقلت لصاحبي... ما كان أكثرها لنا و أقلّها
و إذا وجدت لها وساوس سلوة... شفع الضمير إلى الفؤاد فسلّها
- و له في الفخر و الحكمة مع الزهد:
لقد علمت و ما الاسراف من خلقي... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعنّيني تطلّبه... و لو جلست أتاني لا يعنّيني (2)
و ان حظّ امرئ غيري سيبلغه... لا بدّ، لا بدّ أن يختاره دوني
لا خير في طمع يدني لمنقصة... و غبّر من كفاف العيش يكفيني (3)
لا أركب الأمر تزري بي عواقبه... و لا يعاب به عرضي و لا ديني
كم من فقير غنيّ النفس تعرفه... و من غنيّ فقير النفس مسكين
إنّي لأنطق في ما كان من أربي (4)... و أكثر الصمت في ما ليس يعنيني
لا أبتغي وصل من يبغي مفارقتي... و لا ألين لمن لا يبتغي ليني
__________________
1) أدقها: جعل أعضاء جسمها دقيقة (لطيفة، حسنة) . أجلها: عظم مكانتها في النفوس.
2) يعنيني: يتعبني.
3) غبر: بقايا (أشياء قليلة) .
4) أربي: حاجتي.