الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
عَوف بن مُحَلِّم الخُزاعي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص226-228
30-12-2015
5197
هو أبو المنهال عوف بن محلّم الخزاعي من أهل حرّان من قرية رأس العين، في شماليّ العراق، كان مولده نحو سنة 136 ه (753 م) .
اتّصل عوف بن محلّم بطاهر بن الحسين في أيام الفتنة بين الأمين و المأمون بُعيد 195 ه، فاختاره طاهر لمنادمته فبقي معه في خراسان ثلاثين سنة لا يفارقه في حضر و لا سفر. و لمّا توفّي طاهر (207 ه) استبقاه عبد اللّه ابن طاهر. و نال عوف من طاهر بن الحسين و من ابنه عبد اللّه أموالا جزيلة فتعوّد السخاء و الكرم، و كان الشعراء الأصاغر يمدحونه فيعطيهم.
ثم أسنّ عوف بن محلّم و تاقت نفسه إلى أهله و بلده، فاستأذن عبد اللّه ابن طاهر بالرجوع إلى وطنه، و لكنّه توفّي في أثناء الطريق، في حدود سنة 220 ه(235 م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان عوف بن محلّم الخزاعيّ صاحب أخبار و نوادر و معرفة بأيام العرب و من الرواة البارعين و العلماء الفهماء و الأدباء الفصحاء و من الندماء الظرفاء. و كان شاعرا وجدانيّا فصيحا مجيدا؛ و فنونه المديح و الغزل و الأدب، و له شيء من الفخر و الخمر.
المختار من شعره:
- قال عوف بن محلّم الخزاعيّ يمدح طاهر بن الحسين و قد ركب طاهر حرّاقة (سفينة) :
عجبت لحرّاقة ابن الحسين... كيف تسير و لا تغرق
و بحران من تحتها واحد... و آخر من فوقها مطبق (1)
و أعجب من ذاك عيدانها ... و قد مسّها كيف لا تورق (2)
- و قال يمدح عبد اللّه بن طاهر و يفتخر بنفسه و لكن لا يرى عارا أن يتكسب من عبد اللّه:
إليك فما حظّي لغيري بصائر... و لا أجلي، إن حمّ، عنّي بقاصر (3)
أعفّ و استغني، و إنّي لمقتر... فتستر عفّاتي عليّ مفاقري (4)
و إني ليأتيني الغنى غير ضارع (5) ... فأدنو به من صاحبي و مجاوري
لساني و قلبي شاعران كلاهما... و لكنّ وجهي مفحم غير شاعر (6)
و لو كان وجهي شاعرا أكسب الغنى (7)... و لكن وجهي مثل وجه ابن طاهر
فتى يختشي أن يخدش الذمّ عرضه... و لا يتّقي حدّ السيوف البواتر
غليل و قد اوردت دلوي ببحره (8) ... و لا عيب في ورد البحور الزواخر
- و قال يمدح عبد اللّه بن طاهر و يسأله السماح له بالرجوع إلى أهله:
يا ابن الذي دان له المشرقان... و ألبس الأمن به المغربان
ان الثمانين و بلّغتها... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
و أبدلتني بالشطاط انحناء... و كنت كالصعدة تحت السنان (9)
و عوّضتني من زماع الفتى... و همّه همّ الهجين الهدان (10)
و همت بالأوطان، وجدا بها... و بالغواني أين مني الغواني
فقرّباني بأبي أنتما... من وطني قبل اصفرار البنان (11)
و قبل منعاي إلى نسوة... أوطانها حرّان فالرقمتان (12)
سقى قصور الشادياخ الحيا... من بعد عهدي، و قصور الميان (13)
فكم و كم من دعوة لي بها... أن تتخطّاها صروف الزمان
________________________
1) بحران: دجلة و طاهر بن الحسين (جعله بحرا لأنه كريم جدا) . مطبق: مطابق، مساو (لدجلة) في الكرم.
2) عيدانها: ألواح الخشب التي فيها.
3) حم أجلي: دنا موتي.
4) مقتر: فقير. . . . -عفة نفسي تستر فقري عن عيون الناس (لأنني لا أطلب شيئا من أحد) .
5) غير ضارع: (و أنا) غير ذليل.
6) وجهي مفحم غير شاعر: أنا أخجل من التكسب و لا أستطيعه لو أردته.
7) أكسب الغنى: لأكسب الغني، أي لجعلني (بالتكسب) غنيا.
8) غليل: عطشان. أوردت دلوي ببحره: أتيت بدلوي لأستقي به من بحر (كرمه) .
9) الشطاط: الطول و حسن القوام و اعتداله. الصعدة: القصبة الفارسية (و القصب الفارسي تصنع منه الرماح (كناية عن الاستقامة) .
10) الزماع: الهمة و المضاء في الامور. الهجين: غير الأصيل (الذي ليس ذا نسب صاف واضح) . الهدان الاحمق الثقيل (الفاتر العزيمة) .
11) اصفرار البنان (كناية عن الموت) .
12) تشوقت إلى وطني و إلى الغواني (النساء الجميلات) التي كنت قد عرفتهن فيه. أما الآن (بعد تقدمي في السن) فلا قيمة لتشوقي اليهن.
13) الشادياخ و ميان في خراسان.