الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن الفَرَضي
المؤلف: عمر فرّوخ
المصدر: تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة: ج4، ص337-339
7-2-2018
2138
هو أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن نصر الأزديّ القرطبيّ، ولد في قرطبة، في ٢٣ من ذي القعدة من سنة 351(٢٢/١٢/962 م) .
تلقّى ابن الفرضيّ العلم على كثيرين منهم في الأندلس يحيى بن مالك بن عائذ (ت 376 ه) و محمّد بن يحيى بن الخرّاز.
و في سنة ٣٨٢ ه (٩٩٣ م) رحل ابن الفرضي من الأندلس فسمع في القيروان من ابن أبي زيد القيرواني (ت 386 ه) و من أبي الحسن القابسي (ت 4٠٣ ه) . و سمع في مصر من أبي بكر أحمد بن محمّد بن اسماعيل المهندس. و بما أن رحلته إلى المشرق لم تستمرّ سوى سنتين فقط (٣٨٢-384 ه) فلا بدّ من أن يكون قد وصل إلى مكّة في أواخر سنة ٣٨٢ ه (في آخر عام ٩٩٢ أو أول عام ٩٩٣ م) فحجّ ثمّ سمع من أبي يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل الصيدلانيّ المكّي.
و بعد أن عاد ابن الفرضي إلى الأندلس تقلّد القضاء في بلنسية، في أيام الخليفة محمّد المهديّ (٣٩٩-4٠٠ ه) . ثمّ إنّه انتقل إلى قرطبة. و في قرطبة قتل ابن الفرضي في الفتنة، في السادس من شوّال من سنة 4٠٣(٢٠/4/١٠١٣ م) ، لمّا دخل البربر إلى قرطبة و أعادوا سليمان المستعين إلى سدّة الخلافة.
أبو الوليد بن الفرضيّ محدّث بارع في علوم الحديث و فقيه و خطيب و ذو حظّ وافر من الأدب. و هو أيضا شاعر مقلّ- و عند ابن خلّكان (وفيات 3:106) شاعر مكثر- و شعره لطيف تغلب عليه العاطفة الدينية. غير أن شهرة ابن الفرضي إنّما هي في تآليفه التاريخية عرفنا منها: تاريخ العلماء و الرواة للعلم في الأندلس - تاريخ شعراء الأندلس-المؤتلف و المختلف في أسماء الرجال.
مختارات من آثاره:
- روى ابن خلّكان لأبي الوليد بن الفرضي هذه المناجاة (وفيات 1:479) :
أسير الخطايا عند بابك واقفُ... على وجلٍ ممّا به أنت عارفُ
يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها... و يرجوك فيها، فهو راجٍ و خائفُ
و من ذا الذي يرجو سواك و يتّقي... و ما لك في فصل القضاء مخالف
فيا سيّدي، لا تخزني في صحيفتي... إذا نشرت-يوم الحساب-الصحائف
و كن مؤنسي في ظلمة القبر عندما... يصدّ ذوو القربى و يجفو المؤالف
لئن ضاق عنّي عفوك الواسع الذي... أرجّي لإسرافي فإنّي لتالف
- لمّا رحل ابن الفرضي عن الأندلس (٣٨٢ ه) قال:
و ما لي حياة بعدكم أستلذّها... و لو كان هذا لم أكن بعدها حرّا
مضت لي شهور، منذ غبتم، ثلاثة... وما خِلتني أبقى إذا غبتمُ شهرا
أعلّل نفسي بالمنى في لقائكم... و أستسهل البرّ الّذي جبت و البحرا
و يؤنسني طيّ المراحل بعدكم... أروح على أرض و أغدو على أخرى
-و قال في مقدّمة كتابه «تاريخ العلماء و الرواة للعلم في الأندلس» :
هذا كتاب جمعناه في فقهاء الأندلس و علمائهم و رواتهم و أهل العناية منهم ملخّصا على حروف المعجم قصدنا فيه قصد الاختصار-إذ كانت نيّتنا قديما أن نؤلّف في ذلك كتابا موعبا على المدن يشتمل على الأخبار و الحكايات، ثمّ عاقت عوائق عن بلوغ المراد فيه - فجمعنا هذا الكتاب مختصرا.
و غرضنا فيه ذكر أسماء الرجال و كناهم و أنسابهم و من كان يغلب عليه حفظ الرأي منهم، و من كان الحديث و الرواية أملك به و أغلب عليه، و من كانت له إلى المشرق رحلة، و عمّن روى و من أجلّ من لقي، و من بلغ منهم مبلغ الأخذ عنه و من كان يشاور في الأحكام و يستفتى، و من ولي منهم خطّة القضاء؛ و من المولد و الوفاة ما أمكنني على حسب ما قيّدته. . .