1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

إسماعيل بن أحمد التجيبي البُرقي

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج4، ص517-520

21-2-2018

2687

 

هو (1) أبو الطاهر إسماعيل بن أحمد بن زيادة اللّه التجيبيّ المعروف بالبرقيّ، (2) من أهل القيروان، أخذ عن أبي اسحاق الحصريّ (ت 45٣ ه‍) تآليفه.

دخل إسماعيل بن أحمد الأندلس بعد سنة 4٠٠ ه‍ (١٠١٠ م) و مكث فيها مدّة، فقد كان في مالقة سنة 4٠6 ه‍. ثمّ رحل إلى مصر نحو 4١4 ه‍ ثمّ زار صقلّية و قضى فيها بضعة أعوام على طرفي سنة 4٣٠ ه‍. ثمّ نجده في الإسكندرية سنة 4٣٨ ه‍. و يبدو أنّه في أثناء هذا التجوال اتّصل بنفر منهم أبو القاسم سعيد بن أبي مخلد الأزديّ العثماني و أبو حسن عليّ بن حبش (3) الشيبانيّ الأديب و أبو يعقوب النجيرمي (ت 4٢٣ ه‍) -أخذ عنه كتاب «أدب الكاتب» لابن قتيبة (ت 276 ه‍) - و أبو القاسم عمّار (بن!) محمّد الإسكندراني و أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي البشر (و كان مؤدّبا له) و أخذ عن هؤلاء و عن سواهم.

و كان إسماعيل بن أحمد موجودا في جمادى الثانية من سنة 44١(ص: ل) (4).

كان اسماعيل بن أحمد التجيبيّ البرقيّ أديبا بارعا في معرفة الأدب و الشعر خاصّة بالإضافة إلى معرفته باللغة و النحو و البلاغة. و له في النثر أسلوب سهل رصين واضح متين. و كان له نظم عاديّ. و لم يتكسّب بالأدب (ص ١٧٨) . و كان مصنّفا له: شرح على «المختار من شعر بشّار» (صنعه بعيد 4٢٧ ه‍) -الرائق بأزهار الحدائق.

مختارات من آثاره:

- كيف شفي اسماعيل بن أحمد التجيبيّ البرقيّ من مرضه، قال (ص 14-15) :

كنت بمدينة مالقة من بلاد الأندلس سنة ستّ و أربعمائة فاعتللت بها مديدة انقطعت فيها عن التصرّف و لزمت المنزل. و كان يمرّضني حينئذ رفيقان كانا معي يلمّان من شعثي (5) و يرفقان بي. و كنت إذا جنّني الليل اشتدّ سهري، و خفقت حولي (6) أوتار العيدان و الطنابير و المعازف (7) من كلّ ناحية و اختلطت الأصوات بالغناء فكان ذلك شديدا عليّ و زائدا في قلقي و تألّمي. فكانت نفسي تعاف تلك الضروب طبعا و تكره تلك الأصوات جبلّة (8)، و أودّ (أن) لو أجد مسكنا لا أسمع فيه شيئا من ذينك (9)، و يتعذّر عليّ وجوده لغلبة ذلك الشأن على أهل تلك الناحية و كثرته عندهم (10). و إنّي لساهر ليلة-بعد إغفاءة في أوّل ليلتي، و قد سكنت تلك الألفاظ المكروهة و هدأت تلك الضروب المضطربة-و إذا ضرب خفيّ معتدل حسن لا أسمع غيره، فكأنّ نفسي أنست به و سكنت إليه و لم تنفر منه نفارها من غيره. و لم أسمع معه صوتا (11). و جعل الضرب يرتفع شيئا فشيئا و نفسي تتبعه و سمعي يصغي إليه إلى أن بلغ في الارتفاع إلى ما لا غاية وراءه (12). و ارتحت له و نسيت الألم. و تداخلني (13) سرور و طرب. و خيّل إليّ أن أرض المنزل ارتفعت بي، و أنّ حيطانه تمور حولي (14) . و أنا في كلّ ذلك لا أسمع صوتا. فقلت في نفسي: أمّا هذا الضرب فلا زيادة عليه. فليت شعري، كيف صوت الضارب و أين يقع من ضربه (15) ؟ و لم ألبث أن اندفعت جارية تغنّي في هذا الشعر بصوت أندى من النّوّار غبّ القطار (16) و أحلى من البارد العذب على قلب الهائم الصبّ (17) . فلم أملك نفسي أن قمت - ورفيقاي نائمان-ففتحت الباب و تبعت الصوت، و كان قريبا منّي، فاطّلعت من وسط منزلي على دار فسيحة، و في وسط الدار بستان كبير، و في وسط البستان شرب (18) نحو من عشرين رجلا قد اصطفّوا-و بين أيديهم شراب و فاكهة و جوار قيام بعيدان و طنابير و آلات لهو و مزامير (19) لا يحرّكنها-و جارية جالسة ناحية و عودها في حجرها، و كلّ يرمقها ببصره و يوعيها سمعه (20) . و أنا قائم بحيث أراهم و لا يرونني و كلّما غنّت بيتا حفظته إلى أن غنّت عدّة أبيات و قطعت (21) . فعدت إلى موضعي-يشهد اللّه-و كأنّما أنشطت من عقال (22) ، و كأن لم يكن بي ألم.

- و له من أبيات (ص 125-295)

خلٌّ بلوت خلاله فوجدتها... محمودة في الجهر و الإسرارِ (23)

علقت يدي منه بأروع ماجد... جمّ الفضائل طيّب الإخبار (24)

كرمت أرومته، و أشرق وجهه... وصفت خلائقه من الأكدار (25)

و شأى الأفاضل و استبدّ برتبة... أعيت على الأدباء و النظّار (26)

كم سابق جاراه في مضماره... فكبا، و جاز نهاية المضمار (27)

_________________________

1) جميع الأرقام المسبوقة بالحرف: ص (في هذه الترجمة) تشير إلى صفحات كتاب «المختار من شعر بشّار».

2) البرقي نسبة إلى برقة (مقاطعة بين الاسكندرية و طرابلس الغرب: الجانب الشرقي من ليبيا اليوم) .

3) «حبش» بسكون الباء أو فتحها.

4) قدّر الزركلي (الأعلام للزركلي 1:304) وفاته سنة 445 ه‍ (و لعلّها بعد ذلك) .

5) الشعث: التفرّق (لمّ الشعث: جمع الأمور و رتّبها) .

6) خفقت (أخرجت أصواتا) حولي (في جوار مسكني) .

7) العود و الطنبور (بالضمّ) و المعزف (بالكسر) : آلات موسيقية و ترية.

8) الضروب جمع ضرب: العزف على آلة موسيقية. الجبلّة: الطبع.

9) من ذينك الشيئين (صوت العزف و صوت الغناء) .

10) لكثرة اهتمامهم بالطرب.

11) الصوت: الأغنية، النشيد (بخلاف العزف) .

12) إلى ما لا غاية وراءه (بعده، فوقه) : صوت مرتفع جدّا.

13) تداخلني: لزمني، أقام فيّ (استقرّ في نفسي. . .)

14) مار يمور: اضطرب و ماج.

15) الضارب: العازف على الآلة الموسيقية. أين يقع من ضربه؟ (أصوته جميل مثل عزفه؟) .

16) النوار: الزهر الأبيض. القطار: المطر. أندى من النوار: أكثر نضارة و جمالا.

17) الهائم الصبّ: المحبّ الذي هام (تحيّر و اضطرب) من شدّة الحبّ.

18) الشرب (بفتح فسكون) : جماعة يشربون (الخمر) معا.

19) المزمار: آلة موسيقية من آلات النفخ (من قصب أو من أنبوب مشابه للقصب) .

20) أوعى-وعى: حفظ (جعلها الكاتب متعدّية إلى مفعولين، و ليس ذلك عملها. يقصد: أوعاها في سمعه) .

21) قطعت الغناء، انتهت من غنائها.

22) أنشطت من عقال: فكّ عنّي رباط.

23) خلّ (صديق) بلوت (اختبرت) خلاله (صفاته) .

24) علقت يدي (وجدت، ظفرت) . الأروع: الذكيّ. الشريف الخيّر. جمّ: كثير. الإخبار (يقصد: المخبر-حقيقة الإنسان، خلاف ظاهره) .

25) الأرومة: الأصل.

26) شأى: سبق. أعيت على: استحالت، امتنعت. النظّار: (المتكلمون بالمنطق؟) .

27) جرى معه (إلى المجد) كثيرون فكبوا (بفتح الباء: سقطوا) في أثناء الطريق، و جاز (قطع المضمار كلّه) هو إلى الهدف.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي