أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-18
![]()
التاريخ: 14-7-2020
![]()
التاريخ: 20-2-2019
![]()
التاريخ: 23-11-2021
![]() |
أن ما يخطر بالبال من السيئة فلا مؤاخذة عليه ، لأنه لا يدخل تحت الاختيار و كذلك الميل و الهيجان لأنهما أيضا لا يدخلان تحت الاختيار، و أمّا الاعتقاد و حكم القلب بانه ينبغي أن يفعل فهذا مردّد بين أن يكون اضطرارا أو اختيارا و الأحوال تختلف فيه فالاختيار منه يؤاخذ به و الاضطراري منه لا يؤاخذ به.
و أما الهمّ بالفعل فانه يؤاخذ به إلا أنه إن لم تفعل فان تركه خوفا من اللّه و ندم على همّه كتبت له حسنة لأنّ همّه سّيئة و امتناعه و مجاهدته نفسه حسنة ، و الهمّ على وفق الطبع لا يدل على تمام الغفلة عن اللّه ، و الامتناع بالمجاهدة على خلاف الطبع يحتاج إلى قوة عظيمة فجده في مخالفة الطبع و هو العمل للّه سبحانه أشدّ من جدّه في موافقة الشيطان بموافقة الطبع ، فكتبت له حسنة لانه يرجح جهده في الامتناع و همّه به على همّه بالفعل ، و ان تعوّق الفعل لعائق او تركه لعذر لا خوفا من اللّه تعالى كتبت عليه سيئة ، فانّ همّه فعل من القلب اختياري.
و الدّليل على هذا التفصيل ما ورد عن النبي (صلى الله عليه واله) : «قالت الملائكة : ربّ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة و هو أبصر فقال : ارقبوه فان عملها فاكتبوه عليه بمثلها ، و إن تركها فاكتبوه له حسنة إنما تركها لأجلي»(1).
و عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله سبحانه: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة : 284] , «إن هذه الآية عرضت على الأنبياء و الامم السّابقة فأبوا أن يقبلوها من ثقلها، و قبلها
رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و عوضها على امّته فقبلوها ، فلما رأى اللّه عزّ و جلّ منهم القبول على أنهم لا يطيقونها قال : أما إذا قبلت الآية بتشديدها و عظم ما فيها و قد عرضتها على الامم فابوا ان يقبلوها و قبلتها امّتك فحق علي أن أرفعها عن امتك و قال : لا يكلف اللّه نفسا إلا وسعها ، فظهر ان ما لا تدخل تحت الوسع لا يؤاخذ به»(2).
و عن النبي (صلى الله عليه واله) «وضع عن امتي تسع خصال : الخطأ ، و النسيان ، و ما لا يعلمون ، و ما لا يطيقون ، و ما اضطروا إليه ، و ما استكرهوا عليه، و الطيرة ، و الوسوسة في التفكر في الخلق ، و الحسد ما لم يظهر بلسان أو يد»(3).
و عن الباقر (عليه السلام) : «إن اللّه تعالى جعل لآدم في ذرّيته من همّ بحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة و من همّ بحسنة و عملها كتبت له عشرا و من همّ بسيئة و لم يعملها لم تكتب عليه، و من عملها كتبت له سّيئة»(4).
و في رواية «إن العبد إذ أذنب ذنبا اجل من غدوة إلى الليل، فان استغفر اللّه لم يكتب عليه»(5).
و سئل الصادق (عليه السلام) عن رجل يجيء منه الشيء على حد الغضب يؤاخذه اللّه به؟ , فقال : «اللّه أكرم من أن يستغلق على عبده»(6).
و عنه (عليه السلام) «ما من مؤمن إلا و له ذنب يهجره زمانا ثم يلم به ، و ذلك قوله تعالى : {إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم : 32] , قال : و اللمم الرّجل يلم بالذنب فيستغفر اللّه منه»(7).
و عن الكاظم (عليه السلام) «إن اللّه أيد المؤمن بروح تحضره في كل وقت يحسن فيه و يتقي و يغيب عنه في كل وقت يذنب فيه و يعتدي ، فهي معه تهتزّ سرورا عند إحسانه و تسيّخ في الثرى عند اساءته ، فتعاهدوا عباد اللّه نعمه باصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا و تربحوا نفيسا ثمينا رحم اللّه امرءا هم بخير فعمله أو همّ بشرّ فارتدع عنه ، ثم قال : نحن نؤيد الرّوح بالطاعة للّه و العمل له»(8).(9)
________________
(1) صحيح مسلم : ج 1 , ص 118.
(2) الاحتجاج : ج 1 , ص 327.
(3) الكافي : ج 2 , ص 463.
(4) الكافي : ج 2 , ص 428.
(5) الكافي : ج 2 , ص 437.
(6) الكافي : ج 8 , ص 254 ح 360.
(7) الكافي : ج 2 , ص 442.
(8) الكافي : ج 2 , ص 268.
(9) ملا محسن فيض كاشاني ، الحقائق في محاسن الاخلاق ، 1جلد ، دار الكتاب الإسلامي - قم، چاپ : دوم ، 1423.
|
|
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
|
|
|
|
|
دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ؟!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تحذّر من خطورة الحرب الثقافية والأخلاقية التي تستهدف المجتمع الإسلاميّ
|
|
|