أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015
7167
التاريخ: 24-03-2015
2142
التاريخ: 24-03-2015
10668
التاريخ: 2023-02-13
1263
|
هناك معانٍ حدثت بدخول العلوم القديمة الى اللغة العربية، فاستعار الخطباء والكتاب والشعراء تعابير فلسفية فيها الفاظ علمية قد تقدم ذكر امثله منها كالتناهي والتوليد والتجزء والمعاد. ومنها قول أبي نواس:
وذات خد مورد قوهية المتجرد
تأمل العين منها محاسنا ليس تنفد
فبعضها قد تناهى وبعضها يتولد
والحسن في كل عضو منها معاد مردد
وقوله:
يا عاقد القلب مني هلا تذكرت حلا
تركت قلبي قليلا من القليل أقلا
يكاد لا يتجزأ أقل في اللفظ من لا(1)
واستعان آخرون معاني من اخبار اليونان كاقتباس أبي العتاهية ما قاله بعض حكماء اليونان في تأبين الاسكندر ونظمه في رثاء ابن له، وهو:
كفى حزنا بدفنك ثم إني نفضت تراب قبرك من يديا
وكانت في حياتك لي عظات فانت اليوم أوعظ منك حيا
ومن المعاني التي دخلت الشعر في هذا العصر أقوال بعض الائمة ورجال الأفكار، اقتبسها الشعراء، ونظموها كما نظم بشار الحكمة القائلة: (انظر ما ينفك ودع كلام الناس، اذ لا سبيل الى النجاة من كلام الناس).
فقال:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيبات الفاتك اللهجُ
وحضارة العباسيين أكثر عمالها من الفرس، فدخل اللغة طائفة من المعاني الفارسية فضلا عن الألفاظ .. حتى لقد يقتبس الشعراء عبارات فارسية يدخلونها في اشعارهم كقول العماني من قصيدة مدح بها الرشيد:
من يلقه من بطل مسر ندي في زعفة محكمة بالسرد
تجول بين رأسه والكرد
والكرد العنق. وقوله:
لما هوى بين غياض الاسد وصار في كف الهزبر الورد
آلى يذوق الدهر آب سرد
واقتبسوا أيضاً الفاظا سريانية من لغة نبط العراق، كقول إبراهيم الموصلي المغني في وصف خمار نبطي .. وكأنه ينقل كلامه بالحفظ اذ يقول:
فقال (أزل بشينا) حيث ودعني وقد لعمرك زلنا عنه بالشين
ومن المعاني الجديدة وصف ما استحدث من ثمار تلك المدينة من أسماء الانية والابنية والقصور والرياش وسائر أسباب الحضارة، ولا سيما الغلمان والخمر كما سيجيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البيان والتبيين ج1
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|