أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-01
1106
التاريخ: 22-10-2014
2476
التاريخ: 22-10-2014
2029
التاريخ: 20-10-2014
1812
|
1-(الهمزة)- يوحي صوتها الانفجاري في أول المصادر بالظهور والحضور والبروز.
2-(النون)- من معانيها البطون والصميمية كما أسلفنا في دراستها.
ومحصلة معاني حرفيها تشير إلى حضور ذات المتكلم وظهوره. وهي بذلك تكون أكثر توافقاً مع استعمالها ضميراً منفصلاً للمتكلم والمخاطب، من استعمالها أداة لنصب الفعل المضارع، كما سيأتي.
(أَنْ) المفتوحة (الهمزة) والساكنة(النون)، هي على وجهين: اسم وحرف.
آ-(أنْ) الاسم: هي على رأي بعضهم ضمير منفصل للمتكلم، كقولنا: ((أن فعلت))، أي (أنا) فعلت، وللمخاطب (أنت- انتما..) بتقدير: الضمير هو (أنْ)، و(التاء) حرف خطاب.
وأما البعض الآخر فيرى ان الضمائر في (أنا) للمتكلم، و(أنت- أنتما) للمخاطب، هي كل الحروف.
وهذا الوجه من استعمال (أنْ) ضميراً منفصلاً يتوافق أصلاً مع الخصائص الفطرية لصوتي حرفيها في (البطون والظهور)، كما رأينا آنفاً. فماذا عن استعمالاتها التراثية.
ب-(أنْ) الحرف: وتقع على أربعة أوجه:
1-أن تكون حرفاً مصدرياً ناصباً للمضارع.
2-أن تكون مخففة عن (أنَّ) الثقيلة.
3-أن تكون مفسِّرة بمنزلة (أي).
4-أن تكون زائدة.
ولما كان حديثنا هنا مقتصراً على نواصب المضارع، نكتفي بالحديث عن (أنْ) المصدرية.
(أنْ) حرف مصدري:
تدخل على الأفعال المتصرِّفة، للماضي، نحو: ((سافرتُ بعد (أنْ) غربت الشمس)). أو للمضارع، نحو: ((سآتيكَ بعد (أنْ) تغربَ الشمس)). أو للأمر: ((كتبت إليه بأن قُمْ)).
وهي في ذلك. مؤوّلة مع ما بعدها بالمصدر في الحالات الخمس التالية:
1-أن يكون المصدر مبتدأ، نحو: ((أنْ تدرسَ خيرٌ لك)). بتأويل (الدرسُ خيرٌ لك)).
2-أن يكون المصدر مبتدأ، نحو: ((يسرني أنْ تنجحَ)) بتأويل: ((يسرني نجاحُك)).
3-أن يكون مفعولاً به، نحو: ((أريد أن أسافر)): بتأويل: (أريد السفرَ)).
4-أن يكون مجروراً بالاضافة، نحو: ((سآتيك بعد أن تغربَ الشمس)) بتأويل: ((بعد غروبِ الشمس)).
5-أن يكون مجروراً بالحرف، نحو: ((كتبت له بأن يقومَ)). بتأويل: ((كتبت له بالقيامِ))
إذا دخلت (أن) على المضارع نصبته، أما إذا دخلت على غيره فلا عمل لها.
ولكن ما تعليل نصبها للمضارع؟
عندما تكون (أنْ) وما بعدها مؤولة بمصدر على أنَّه: ((مفعول به، أو مجرور بالإضافة أو بالحرف))، كما لاحظنا في الحالات الثلاث الأخيرة الآنفة الذكر فإنه لا صعوبة في تعليل نصبها للمضارع.
1-ففي حال تأويل (أن) وما بعدها مفعولاً به، تنتقل (الفتحة) من المصدر المؤوّل، إلى الفعل المضارع موضوع التأويل، فالفتحة مختصة بالاستكانة، سواء أَفي الأسماء أو الأفعال كما مر معنا في دراسة حركات الشكل. (الحرف العربي والشخصية العربية ص128-131).
2-وعندما يأخذ المصدر موقع المجرور بالإضافة أو بالحرف، فالأمر يختلف قليلاً. فلما كانت الأفعال لا تقبل الكسرة المختصة باستكانة الأسماء واستقرارها، فقد استعاض العربي عنها للفعل المضارع بالفتحة المختصة أصلاً باستكانة الأفعال واستقرارها.
وهكذا لم يكن للعربي مفرّ من تحريك الفعل المضارع بالفتحة في هذه الحالات الثلاثة.
ولكن ما هو تعليل نصب (أنْ) للمضارع في حال تأويلها وما بعدها بالمبتدأ أو الخبر؟. فنقول:
1-في مثال المبتدأ: ((أن تدرس خيرٌ لك)). فالدرس هنا يقع عليه حكم التخصيص أو التمني أو الترجي أو التهديد، حسب سياق الكلام، مما يُخلّ بفعالية مضارعه وحريته. فاستحق هذا الفعل (تدرسَ) حركة الفتحة الضعيفة، وليس الضمة القوية ولا السكون الأقوى.
2-وفي مثال الفاعل: ((سرني أن تنجحَ)). فالنجاح هنا قد وقع عليه حكم (السرور)، ففقد مضارعه (تنجحَ) بذلك حريته وفعّاليته- لالتزامه بأمر معين هو (سروري) فاستحق حركة الفتح الضعيفة للاستكانة.
وهنا قد يطرح القارئ هذا التساؤل:
هل كان العربي حقاً على هذا المستوى الرفيع من رهافة الحس والنفس والمشاعر؟
فأجيب: أن نعم. فللشعراء الأصلاء عباقرة الكلمة وأساتذة القواعد الصرفية النحوية في ذلك الباع الطولي، فطرة سوية.
1-(اللام)- للإلصاق والجمع والإلزام.
2-(النون)- من معانيها في نهاية المصادر: الرقة والخفاء والاستقرار.
فإذا صح أن خاصية النفي الشديد في (لم) الجازمة تعود إلى توافق خصائص حرفي (اللام والميم) في الإلصاق والجمع والضم، فإن (لن) لابد أن تكون أقل شدة في النفي منها. وذلك للفارق الكبير بين خصائص كل من (النون والميم) في نهاية المصادر، جمعاً وضماً في (الميم) ورقة وخفاء- في (النون). وتأسيساً على هذا الفارق في خصائصهما فإنه لا يجوز تعليق منفي (لم) على شرط مثلما يجوز ذلك مع (لن). كما أسلفنا.
هي حرف نصب ونفي واستقبال.
ولقد حاول بعض اللغويين تعليل خاصية النفي في معاني (لَن). فقال (الفرّاء)، بأن (لا) النافية هي أصل كل من (لن-ولم). فأُبدلت الألف نوناً في (لن)، وميماً في (لم). واستبعد (ابن هشام) ذلك، لأن الأصل هو إبدال (النون) ألفاً، كما في قوله تعالى: ((لنسفعاً بالناصية) بدلاً من ((لنسفعن).
أما العكس فلا:
كما قال (الخليل والكسائي) بأن (لن) أصلها (لا أن)، فحذفت الهمزة تخفيفاً والألف للساكنين. واستبعد (ابن هشام) هذا الرأي أيضاً. ومآل ذلك أن (لن) لديه هي أصل ذاتها ولكن إذا كانت (لن) بخاصة هي أصل ذاتها، فمن أين أتتها وظيفة النفي؟. فاللام (للإلصاق والنون (للرقة والخفاء والاستكانة). يبدو لي أن (الفراء) قال الحقيقة فيما يتعلق بـ(لن) فبين (ألف) التنوين والنون علاقة قربى عريقة متبادلة. ف(إذاً) هي أصل (إذن) كما سيأتي. ولا يؤبه لِما قاله (ابن هشام) بأن الأصل (قلب النون ألفا، وليس العكس).
أما محاولة (الفراء) بصدد إعادة (لم) الى أصلها المزعوم في (لا)، فذلك يعود إلى عدم انتباهه الى الخصائص الإيمائية في (الميم) للجمع والضم، مما ينفي كل قربى بينها وبين الألف.
ومما ذكره (ابن هشام) بمعرض إثبات ضعف النفي بـ(لن)، أنها لا تفيد توكيد النفي ولا تأييده. وكذلك جواز تعليق منفيها على شرط، نحو: (لن آتيك إلا إذا دعوتني). ولا يقال ذلك مع (لم) كما أسلفنا.
وعلة نصبها للمضارع تعود إلى أن فعاليته قد توقفت بنفي وقوعه، فكانت الفتحة أولى به من الضمة للفعالية. ولما كان نفي المضارع بـ(لن) أقل شدة من نفيه بـ(لم) فلم يستحق السكون.
وهكذا اقتضى الذوق العربي الفطري أن ينصب المضارع الذي تدخل عليه أنْ بالفتحة حصراً.
لم نجد رابطة واضحة بين معناها التراثي باعتبارها ((حرف جواب))، وبين خصائص أحرفها: (الهمزة والذال والنون). فهل ستنفعنا معانيها التراثية واستعمالاتها في الكشف عن معانيها الفطرية.
هي حرف جواب تنصب المضارع بشروط ثلاثة:
1-أن تتصدر الإجابة.
2-أن يليها المضارع الذي معناه الاستقبال.
3-ألاّ يفصل بين (إذن) وبين المضارع فاصل، إلا أن يكون الفاصل ((ظرفاً، أو مجروراً أو قَسَماً، أو حرف (لا)، أو منادى))، كما في الأجوبة التالية.
قال لك: سأزورك، فتجيبه: ((إذن أُكرمَك- إذن غداً أُكرمَك- إذن والله أكرمَك اذن لا أخيّبَ ظنّك- إذن يا عبد الله أُكرمَك)).
فهي تنصب المضارع عندما تتوافر لها هذه الشروط الثلاثة، ولكن عند وجود الفاصل، فالأكثر إهمالها.
وفي حال الوقت يحكمها مذهبان: إما أن تكتب (إذاً) بقلب (النون) ألفاً، وإما أن تكتب (إذن) بتثبيت (النون).
وأكثر استعمالاتها تقع جواباً لـ(إنْ) أو (لو)، كقول الشاعر:
وأمكنني منها (إذنْ) لا أُقيلَها)). |
|
((لئن عادني عبدُ العزيزِ بمثلها |
وقول الحماسي:
بنو اللقيطة من ذهل بنِ شَيبانا)) |
|
((لو كنتُ من مازن لم تَستْبحْ إبلي |
عند الحفيظة إنْ ذو لوثةٍ لانا)) |
|
((إذاً لقامَ بنْصري معشرٌ خشنٌ |
يشترط في (إذن)، أو (إذاً) كيما تنصب المضارع أن تتصدر الإجابة إطلاقاً. ولمّا كانت الإجابات التي تلي (إذن) لا يمكن توقعها، فهي تنطوي على عنصر المفاجأة لابد أن تكون مستمدة من خصائص (إذن) ذات الصدارة.
ولأخذ فكرة عن مسألة المفاجأة في (إِذن) يمكن مقارنتها بأي من حرفي الاستفهام (الهمزة وهل). فعندما نسأل مثلاً: ((أجاء زيد))، أو: ((هل نجح زيد))، فإن الإِجابة بـ (نعم) أو (كلاّ) متوقعة، لا تنطوي على عنصر المفاجأة. وذلك على العكس مما لو قال أحدهم: (سأزورك) فإن أي إجابة بعد (إذن) لا يمكن توقعها.
وهكذا من المرجح أن يكون أصل (إِذن) الناصبة: (إذْ) الفجائية، نحو: ((بينما أنا جالس( إذْ) أقبل زيد)). كما إِنّ (إذْ) الفجائية هذه، هي أيضاً (إذا) الفجائية نحو: ((خرجت، فإذا زيد واقف)).
ثم لحق (إذْ) الفجائية التنوين لفظاً فصارت (إذاً)، أو كتابة فصارت (إذنْ) وذلك تمييزاً لها عن (إذْ) الفجائية من جهة، وتمكينا للإجابة في ذهن السامع وإعطائها المزيد من الاهتمام.
فمن معاني (نون التنوين)، التمكين، ويسمى (تنوين التمكين)، كما سيأتي في (بحث (إنّ) وأخواتها.
1-(الهمزة)- في أوائل المصادر هي للظهور والبروز والحضور أصلاً، ولكنها بصوتها الانفجاري تتضمن معاني التنبيه والمفاجأة كأي انفجار صوتي في الطبيعة.
2-(الذال)- ذات الصوت المهتز المضطرب، كان من معانيها المعجمية (الاهتزاز والاضطراب وشدة التحرك والقطع)، بما يتوافق مع صدى صوتها في النفس. وصوتها المهتز المضطرب من شأنه أن يثير أيضاً انتباه السامع، كأي صوت مهتز في الطبيعة، مما يدعم وظيفة (الهمزة) في المفاجأة.
وهكذا فإن محصلة الخصائص الفطرية لهذين الحرفين تتوافق مع حالات المفاجآت الصوتية في الطبيعة فنقلها العربي إلى حالات المفاجآت المعنوية في لغته..
وسنرى أن لحرف (الذال) وظيفة عريقة في إثارة انتباه السامع بمعرض حديثنا المقبل عن أسماء الإشارة (ذا- ذاك- هذا..)، كما سنرى أن العربي قد أفاد من خاصية الاهتزاز- والاضطراب في صوت (الهاء)، فاستعملها لإثارة انتباه السامع في بعض أسماء الإشارة (هذا- هؤلاء) وأسماء الأصوات وغيرهما. وهذا يعزز قولنا بأن الإجابة بـ (إذن) تتضمن معنى المفاجأة والتمكين. وبذلك تتوافق معانيها واستعمالاتها التراثية مع الخصائص الفطرية لأصوات- أحرفها.
وهكذا، فإن المضارع الذي يليها مباشرة يقع عليه حكم الجواب المفاجئ، فاستحق النصب لأنه غير متحرر من أحكام ما قبله.
وذلك على العكس مما لو كان بين (إذن) وبين المضارع موضوع الجواب أحد الفواصل المذكورة آنفاً، فإن حكم الجواب يتراخى عنه، فيخف وقع المفاجأة عليه. عندئذ يكون العربي حراً في نصب المضارع أو رفعه حسب مقتضى الحال، ولاسيما في الشعر الأصيل.
1-الكاف- للاحتكاك والتشبيه.
2-الياء- كحفرة صوتية، هي للنسبة الذاتية والمكان الخفيض.
ومحصلة معاني حرفيها تشير إلى وظيفتها الفطرية في جعل الفاعل يحتك بمفعوله، فيستكين لطلبه.
هي حرف مصدرية ونصب. قد تستعمل مسبوقة بـ (اللام) التعليلية، نحو: ((ذهبت إلى المدرسة لكي أتعلمَ)).
وقد تستعمل غير مسبوقة بها، نحو: ((ذهبت إلى المدرسة كي أتعلمَ)). وقد اختلف النحاة في هذه الأخيرة. فبعضهم قال: هي المصدرية الناصبة. ومصدرها في محل جر بلام التعليل المحذوفة. وقال آخرون بل هي حرف جر. أما الناصب المضارع فهو (أنْ) المضمرة بعدها أي ((كي أنْ أنجحَ)).
أما نصبها المضارع فيما نرى فيرجع إمَّا الى وظيفتها، أو إلى (أن) المضمرة بعدها في تحميله رغبة الفاعل وقصده مباشرة في وجهي استعمالها: أمسبوقة كانت باللام التعليلية أو غير مسبوقة بها.
ففي قولنا ((درست (كي-لكي) أنجحَ)) قامت (كي) بتحميل فعل (أنجحَ) رغبتي وقصدي من الدراسة، على مثال ما يقع للمفعول به، فكانت الفتحة أولى به من الضمة والسكون.
1-(الكاف) في(كي) قد جعلت (دراستي) في الأمثلة السابقة (تحتك وتتطابق) مع رغبتي في (النجاح).
2-أما (الياء) كحفرة صوتية، فقد جعلت (النجاح) يقع في حيز هذه الرغبة، فاستكان لها فكان مفعولاً به مؤولاً يستحق النصب كما ذكرنا آنفاً.
ومما يشير إلى صحة هذا التخريج أن (كي) تقبل دخول (لام) الإلصاق عليها في (لكي). وذلك لتوكيد خاصيتي (الاحتكاك والمطابقة) في وظيفتها الفطرية. فعبارة: ((درست لكي أنجحَ)) تكشف عن شدة رغبتي في النجاح أكثر من عبارة (درست كي أنجحَ). فمعاني (اللام) هنا هو اقرب للتوكيد، وهو أحد معانيها، كما أسلفنا في دراستها.
وبذلك تكون (كي) المصدرية المختصة بنصب الأفعال المضارعة هي إحدى مستحاثاتنا اللغوية.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|