تلعب رائحة الأزهار ولونها دورا هاما في جذب الشغالة إلى تلك الأزهار، وعندما تستعد الشغالة لجمع الرحيق تقف الشغالة إما على الزهرة نفسها إذا كان حجم الزهرة مناسبا ، أو على أي فرع قريب من الزهرة إذا كان حجمها صغيرا ، ثم تمد خرطومها إلى الزهرة لتمتص منها الرحيق ، وتنتقل النحلة من زهرة إلى أخرى حتى تمتلئ معدة العسل بالرحيق، وعندما تعود الشغالة محملة بالرحيق يتوقف تصرفها على حالة الرحيق في الأزهار، فإذا كان الرحيق بسيطا دخلت الشغالة المستكشفة بهدوء إلى أن تقابلها إحدى الشغالات الصغيرة تنقل إليها بعض ما تحمله من الرحيق، وقد تعطيها ما جمعته، وأحيانا توزعه على عدة أفراد. أما إذا كان مصدر الرحيق وفيرا، نجد أن الشغالة تقوم برقصات معينة لتنبه بقية الشغالات إلى مصدر الرحيق وتعطي ما تحمله إلى شغالة أخرى.

يعتقد أن الشغالة تزور من 50 – 100 زهرة لتكتمل حمولتها من الرحيق، وقد وجد أن أقصى ما تحمله الشغالة من رحيق يقدر بحوالي 70 ملجم، أي ما يعادل 85% من وزنها.

ويبلغ متوسط ما تحمله الشغالة 40 ملجم، وما تخزنه بالخلية لا يزيد على 30 ملجم حيث تحتفظ بجزء منه لتزويدها بالطاقة، ويتوقف مقدار ما تحمله على عدة عوامل منها:

درجة تركيز الرحيق الذي يتناسب طرديا مع تركيز نسبة السكر بالرحيق وطرديا مع درجة الحرارة، وذلك إلى حد معين بالطبع.

مصادر الرحيق الأساسية في مصر في فصل الصيف تتركز في نبات البرسيم المصري ، ونبات القطن ، هذا إلى جانب مصادر ثانوية في أوائل الربيع، مثل : ازهار الموالح ، الخضراوات، مثل : البسلة ، القرع ، الخيار ، ونباتات الزينة ، أشجار الفاكهة.

يتكون الرحيق من محلول تفرزه غدد الرحيق في الأزهار، ويحتوي الرحيق على أنواع مختلفة من السكريات والأملاح المعدنية وبعض الإنزيمات، والأصباغ والمواد العطرية التي تكسب العسل رائحة خاصة. وتختلف محتويات الرحيق من السكريات من نبات لآخر اختلافا كبيرة، حيث يتكون الرحيق من كميات مختلفة من سكر القصب Sucrose، سكر الفركتوز (levulose) Fructose، سكر الجلوكوز Dextrose) Glucose)، كميات صغيرة من سكر المالتوز Maltese ، سكر الرافينوز Raffinose ، سكر المليبيوز Melibiose ، وسكريات أخرى بمقادير قليلة جدا.

تتراوح نسبة المواد الصلبة في الرحيق ما بين 5 - 65 % حسب نوع النبات ، ويبلغ الماء نسبة كبيرة من مكونات الرحيق ، ويختلف تركيز السكر في الرحيق حسب نوع النبات ، متأثرة ذلك بالعوامل الجوية المختلفة.