أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016
2133
التاريخ: 13-1-2016
2832
التاريخ: 31-10-2020
4008
التاريخ: 15-12-2020
2526
|
كنا في ممر أحد الأندية الصحية عندما قالت إحدى السيدات مخاطبة زوجها : (أراك في وقت لاحق يا عزيزي ، أود أن أعود للبيت لأجهز لك وللأولاد طبق الطعام الخاص الذي تحبونه ويستغرق إعداده أكثر من ساعة وأريد أن يتوافر لديّ متسع من الوقت) ، وعندما استمعت لها وهي تتكلم فحدثت نفسي (يا لها من إنسانة شديدة المراعاة لمشاعر الآخرين) ، إلا أن قلبي انقبض عندما سمعت زوجها يرد عليها وبدون أدنى تفكير وأجابها باندفاع (لا، إن تحضير ذلك الطبق لا يستغرق كل ذلك الوقت ، إنه يستغرق خمسة عشر دقيقة فقط) ويا له من رد مؤلم !
وعقب ذلك بأسبوع أو أكثر استمعت إلى رجل في مطعم يروي حكاية لزوجته ولجماعته من أصدقائهم وكانوا يجلسون على مائدة قريبة لنا ، ولم أكن أعير التفاصيل أي انتباه ، ولكنه كان يتحدث لفترة طويلة وكل ما استطعت أن أسمعه كان الجملة الأخيرة والتي قالها وهو يضحك بصوت خافت وسعيد ، وآخر جملة في قصته :( كنا نتأهب لمغادرة المنزل عندما اعترض طريقنا ما يقرب من عشرة أشخاص) وخلتُ أن تلك نهاية القصة لطيفة بلا شك ، وتمنيت لو أنني حظيت بالاستماع للقصة بأكملها ، ولكن قبل أن يكملوا ضحكهم على القصة قالت زوجته بدون أدنى تفكير وباندفاع : (لم يكونوا عشرة أفراد يا جون ، لقد كانوا ستة فقط) .
من الواضح أن تلك أمثلة غير بناءة للنزعة التي لدى الكثير من أجل أن نصحح بعضنا لبعض وخاصة الذين هم أكثر قرباً بالنسبة لنا ، إلا أنا نشعر أن تلك الأمثلة غير لائقة لأنها توضح مدى عدم الاحترام ومدى الأضرار التي تحدثها تلك العادة أي النزعة لنوعية وطبيعة علاقة ما في كلا المثالين – وفي الكثير من الأمثلة – فإن التصويب – التصحيح – كان لا داعي له البتة إلا أنه صدر بسبب الجهل بالآثار المؤلمة التي يحدثها التصويب على إحساس المتلقي ، وكيف أن تلك النزعة تمتص الفرصة من المشاركة ولا بد أن الدافع وراءها هو محاولة الظهور بأسلوب غير متحفظ وصريح .
إن السيدة في نادي الصحة كانت تحاول تلبية احتياجات أسرتها وكانت تستغل وقتها الثمين في التعبير عن حبها لأسرتها عن طريق طهي الأطعمة – وكان يملؤها الحماس عندما كانت تشارك زوجها بكل فخر ما كان ينوي القيام به ، وفي مقابل ذلك الجهد كم ألم زوجها شعورها ! ولا نملك وسيلة لمعرفة لماذا قال ما قاله. وأغلب ظني أنه لم يقصد أي إساءة ولم يدرك أنه قد جرح مشاعرها ، ولكن فكروا كيف كان شعورها هي ، وما هي الفوائد العظيمة التي حدثت من جراء تعليق كهذا ؟ وإن كان من الناحية الفنية محق فيما يتعلق بالوقت الذي يستغرقه إعداد طبق الطعام المميز ، فما الفرق الذي أحدثه هذا التعليق ؟ كيف يمكننا وسط حرصنا الشديد لأن نكون على حق أن ننسى مراعاة مشاعر إنسان نحبه ؟ فبدل أن تشعر بامتنان لا شك أنها شعرت أنه يقلل من شأنها وأعطاها إحساساً بالضآلة .
ونفس الأمر ينطبق على الزوجة التي قامت بتصحيح ما قاله زوجها أمام أصدقائهما في المطعم ولو سألناها فأنا أشك كثيراً أن تعترف بمحاولتها إفساد حكايته أو أنها أرادت أن تفسد عليه متعته وتجعله يبدو أحمق وذلك عن عمد منها ، ولكن ما قامت به كان تصرفاً بريئاً وحدث لأنها لم تعطِ نفسها وقتاً لتفكر في الطبيعة المدمرة التي يحدثها تصويب شخص ما. من يهمه أن يعرف العدد الحقيقي للأفراد الذين اعترضوهم ؟ وما الفرق عندما نعرف ؟
من الواضح ، فإن أي تصويب بصورة غير متكررة لن يقوم بتدمير علاقة مُرضية بأي شكل من الأشكال ، ولا بد أننا قمنا جميعاً بذلك من قبل ، وتذكر لو أن شريكك يقوم بتصحيح ما تقوله بين الحين والآخر ، فلا تأخذ الامر بمنتهى الجدية والخطورة ! إن الأمر ليس كذلك: تذكر أن الهدف هو أن تتوقف عن المبالغة في تضخيم صغائر الأمور ، إلا أنك تتساءل دائماً لما يستمر شخص ما في مشاركة حكاياته وأحلامه وخططه وما مر به من تجارب مع شخص اعتاد أن يصحح له كل ما يقوله. فبعد فترة من الزمن لو أن من تحب استمر في إبداء التصويبات والتعديلات فسوف تصبح على حذر دائم ويمكن أن تتباعد عنه .
إن الدرس بسيط فلا يوجد إنسان يحب أن يفوقه أحد آخر ، حيث إن أغلب الناس يستاؤون من ذلك ، وعليه إن لم يكن هناك سبب وجيه ، أو عندما لا تتعامل مع مواضيع ذات أهمية عالية فان إحدى القواعد المتبعة هي أن تحتفظ بالتصويبات والتعديلات لنفسك ، وبذلك يتمكن شريكك من مشاركتك بصورة تلقائية وصريحة وهذا يساعد على إبقاء علاقتك قوية وشديدة الحيوية.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|