العوامل البشرية المؤثرة في قوة الدولة- الأقليات أنماطها ومشاكلها |
1695
02:45 صباحاً
التاريخ: 2-1-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2021
1430
التاريخ: 1-1-2022
1733
التاريخ: 13-12-2021
2233
التاريخ: 23-5-2022
1333
|
الأقليات أنماطها ومشاكلها
والأقلية من حيث هي عبارة عن جماعة من الناس، التي نندخل ضمن التركيب الهيكلي للكيان البشري في الوحدة السياسية، ولكنها لا تكاد تنسجم او تتناسق مع الأغلبية في وجه من الوجوه، التي تلم شتات الناس وتصنع منهم كيانا متماسكا وفي ظل, عدم التجانس، تتفاوت ولاء الأغلبية وولاء الأقلية تفاوتا كبيرا وقد يتصاعد هذا التفاوت الى حد انفصال حقيقي او تمزق شامل ويقود هذا التمزق الدولة الى نهاية محتومة.
ومن ثم نستطيع أن نميز بين عدد من الأنماط المتباينة للأقليات, كما ينبغي أن نتبين النماذج التي تصور مدى خطورة كل نمعد من هذه الأنماط، وكيف تغرق الدولة في حضيض المشكلات، الغلي تهددها في صميم وجودها السرى. وهذه الأنماط هي:
- الأقلية القومية: الأصل في القومية التي انتشرت وشاعت كدعامة يرتكز عليها بناء الوحدات السياسية في ترابط الناس من حيث اللغة، ومن حيث الأصول والتأريخ المشترك. ومن حيث التراث البشري. والمفهوم أن وحدة اللغة تؤدي بالضرورة الى وحدة الفكر. كما أن الانتماء للأصول والتاريخ المشترك، يؤدي بالضرورة الى وحدة في العواطف والأحاسيس، هنا وتؤدي وحدة التراث الى وحدة في المنطلق، التي يسعى به ويتشوق اليه الطموح الجمعي للكيان البشري كله، في الوحدة السياسية.
وما من شك في أن اللغة كوعاء يحتوي الفكر، وتعبر عنه، كفيلة بان تصنع أقوى الروابط بين الناس، في الكيان البشري، بل لقد يترتب على الاختلاف اللغوي وحده، تناقض شديد بين الناس، يمتد اثره الى مسيرة التاريخ الطويل وسياقه والي حصيلة التراث نفسه وإنجازات الفتي تحقق المصالح المشتركة للأمة.
ومهما يكن من أمر، فإن الأقلية القومية هي الفتي يحتويها وعاء القوم، ولكنها لا تحس بالانتماء اليه. ولعلها تعيش مشدودة بكل وجدانها واحاسيسها الى كيانها القومي، التي تتعاطف معه وتلتمي له انتماء كليا ونضرب لذلك مثلا بالأكراد في العراق، الذين هم من غير شك جزء من الكيان البشري في هذه الوحدة السياسية، ولكنهم عاشوا ويعيشون في الاحساس المستعر بعدم الانتماء للقومية العربية بل هم يرون، ويؤكدون حقيقة التناقض الشديد، بينها وبين القومية الكردية، التي ينتمون اليها ويعتزون بها.
وهناك نموذج أخر من كندا الغني تتضمن أقلية من الفرنسيين مفروض عليها أن تؤلف مع بقية الكيان البشري من الانجليز، كيانا متماسكا، ولكن الواقع القومي يشعر أولئك الذين ينتمون الى الفرنسيين دائما بأحاسيس الاقلية و اللانتماء، ومن ثم يكون عدم الانسجام وعدم التناسق، مدعاة لضعف مؤكد من التركيب الهيكلي الكيان البشري في كندا.
وإذا كان ثمة خطر يهدد الكيان البشري والوحدة السياسية، فهو الذي يتصل بميول الانفصال التي تسعى اليها هذه الأقلية، وربما ساندت هذه الميول رغبة أخرى، تتمثل في الانضمام والترابط مع الكيان القومي الذي تتعاطف معه، وتنجذب اليه بكل احاسيسها ومصالحها، وقد تفرض أحاسيس الأقلية عليها ايضا، سياجا من الانطواء الذي يحول دون الترابط والانسجام مع بقية الكيان البشري الذي يؤلف الأغلبية, وهذا معناه أن تعيش الأقلية القومية دائما، بولائها غير كامل للوحدة السياسية الفتي تحتويها ومن ثم هي تحافظ بقدر طاقتها على ما يحفظ لها احساسها بالانتماء لقومية أخرى، ولا تقبل بالانصهار او الاذابة، في الكيان البشري القومي، الذي تعيش معه ضمن وحدة.
ويكون الاعتزاز باللغة والوطن والتاريخ والتراث كله من وراء الطموح، الذي يزكي في الاقلية، الرغبة الملحة في الاحتفاظ بكل الولاء للقومية، الفتي تنتمي اليها وتنحدر منها بل ويكون ذلك أيضا من وراء الرفض الخفي أو المعلن، للانتماء والترابط مع الأغلبية, ومن ثم تمثل هذه الأقلية اخطر انواع الأقليات لأنها تمثل الخطر المستمر على لحمة الترابط بين أوصال الكيان البشري وتماسكه في الوحدة السياسية، ولا ترضي مثل هذه الأقليات الناضجة في وعائها القومي باقل من الانسلاخ من البناء البشري والانفصال عن الدولة.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|