أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-26
1094
التاريخ: 13-1-2016
2908
التاريخ: 2024-07-13
561
التاريخ: 13-1-2016
2953
|
الزواج هو ضرورة من ضرورات الحياة الإنسانية وكأن الرجل وحده يشكل نصف الجسد الكامل والمرأة تشكل النصف الآخر من هذا الجسد وعندما يتم الزواج بين الرجل والمرأة يكتمل هذا الجسد الواحد. لقد جعل الله سبحانه وتعالى الرجل محتاجاً لمحبة وصفاء ورقة روح المرأة كما جعل المرأة محتاجة لقوة وصلابة وشجاعة ووفاء الرجل ولهذا؛ فإن تعايش الرجل والمرأة ومعاشرتهما لبعضهما البعض يوفر الهدوء والراحة والاستقرار الجسدي والنفسي ويؤدي إلى سمو الروح والنفس الإنسانية. الدين الإسلامي - وخلافاً لما تدعو إليه بعض المعتقدات المنحرفة - يعتبر الزواج عملاً مباركاً ومقدساً كما يعتبره آية من آيات الله وسنة محببة وضرورية من سنن رسوله الكريم.
((فقد دخلت امرأة على أبي عبدالله عليه السلام وقالت له : أصلحك الله إني امرأة متبتلة فقال: وما التبتل عندك؟ قالت: لا أتزوج، قال: ولم؟ قالت: ألتمس بذلك الفضل فقال : انصرفي فلو كان ذلك فضلا لكانت فاطمة أحق به منك إنه ليس أحد يسبقها إلى الفضل. ورواه الطوسي في (الأمالي) عن أبيه عن الحفار عن إسماعيل الدّعبي عن علي بن علي أخي دعبل، عن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام))(1).
إن الإسلام يؤكد بقوة على أهمية الزواج ويعتبر أن تجنب الزواج والإعراض عنه - خوفاً من الفقر في المستقبل - هو سوء ظن بالله سبحانه وتعالى وقد ورد في الحديث الشريف أن: [من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله](2) والإسلام يؤكد على إجراء هذه السنة المقدسة ويحث ويشجع عليها إلى درجة أن النبي صلى الله عليه وآله قال: [خيار أمتي المتأهلون](3).
على أن التأكيد على الزواج لا يقتصر على الزواج الأول مع أن الزواج الأول يحظى بأهمية خاصة وأن كافة الأحاديث التي تشجع وتحث على الزواج تشمل أيضاً أولئك الذين فقدوا زوجاتهم أو النساء اللواتي فقدن أزواجهن لأي سبب من الأسباب، كما أن جميع الأحاديث التي تنهى عن العزوبية والوحدة تشمل الرجال والنساء الأرامل أيضاً. وفي هذا المجال يقول النبي صلى الله عليه وآله: [النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني](4)، حيث إن اتباع هذا الأمر الإلهي واجب على كل أرملة وأرمل.
الرسالة:... إني امرأة شابة ألغ من العمر... عاما لديّ طفلان توفي زوجي قبل عدة سنوات في حادث سير وبعد وفاة زوجي قررت أن لا أتزوج أبداً لكي أنصرف إلى تربية أبنائي والاهتمام بهم حتى تقدم مؤخراً رجل يطلب يدي للزواج وهذا الرجل كنا نعرفه ونعرف عائلته منذ فترة طويلة فهو شاب أنيق ولطيف ومؤمن ملتزم وعندما أجبته بالرفض وأخبرته بسبب هذا الرفض قال: إني مستعد لكي أتبنى اولادك فأنا أريد ان أتولى رعاية وتربية الأطفال اليتامى وأسعى من أجل تعليمهم وتربيتهم... وبعد سماعي هذا الكلام منه لم أعد أعارض الزواج من هذا الرجل ولكن أفكاري تمنعني من الزواج... إذ إني أتصور أن الناس سوف ينتقدوني وأنه من العار عليّ أن أتزوج ثانية، وأعتقد في قرارة نفسي بأن زوجي سوف يتأذى ويتضايق إذا ما تزوجت من بعده لأنه كان حقاً رجلاً طيباً وحنوناً وكنت أحبه كثيراً ولا زلت أحبه. إني أتصور بأن والد ووالدة زوجي المتوفى سوف يتضايقان مني لأني تزوجت شخصاً آخر بعد وفاة ابنهما وأنهما سوف يقاطعانني...
كما أعتقد بأن.. ولكني من جهة أخرى أشعر بحاجة إلى زوج مخلص طيب يدرك مشاعري وأخشى الوقوع في الرذيلة إن أنا بقيت دون زواج... إلى جانب ذلك فإني أرى ابنتي وابني يكبران سرعة ويتزوجان بالتالي ويعيشان حياتهما الزوجية وعندها سأواجه الشيخوخة وأبقى وحيدة لا ملجأ لي ولا معيل...
1- قبل كل شيء نسأل الله تعالى أن يتغمّد زوجك الراحل بواسع رحمته وغفرانه ونحن نأمل أن يكون زوجك سعيدا بعد مماته على ضوء ما قام به من أعمال صالحة وخيّرة وأن تسرّ روحه وتقر عينه بأعمال الخير التي تقومين بها ويقوم بها ذووه ثواباً لروحه.
إن روح الإنسان تنتقل بعد موت الجسم إلى عالم البرزخ الذي هو عالم آخر له قوانينه الخاصة به، في عالم البرزخ الإنسان يواجه أعماله ونتائجها في دار الدنيا وإن ما يفرح ويسر الإنسان في عالم البرزخ هو طاعة الله وأعمال الخير التي يقوم بها أهله وذووه في دار الدنيا. وإن ما يحزن الإنسان في عالم البرزخ ويعذبه ويؤذيه، معصيته لله وتلك المعاصي التي يرتكبها أهله وذووه في دار الدنيا والتي ترتبط بالميت نفسه. وإذا كان زواجك ثانية هو بهدف طاعة الله واتباع سنة رسوله، وهو كذلك بالفعل وإذا كان هذا الزواج مفيداً لرعاية أبناء زوجك الراحل وتربيتهم تربية صالحة، فإن مثل هذا الزواج بالتأكيد يفرح زوجك ويسعده ولا يؤدي إلى إزعاجه أبداً حيث سينالك أيضاً من دعاء الخير الذي يدعو به لك. وعليك أن تعلمي بأن عقد الزواج يسري مفعوله في هذه الدنيا فقط وأن هذا العقد ينتهي بمجرد وفاة أحد الزوجين ومن هذه الناحية أيضاً ليس عليك أي التزام أو تعهد.
2- إن بد أولادك وجدتهم. وجميع أقاربك ومعارفك الدين هم أشخاص يتمتعون بالفهم والدراية والبصيرة، بالتأكيد يساعدونك على إجراء هذه السنة النبوية واختيار الزوج المناسب. فهم يعرفون بأن ليس لهم الحق في المنع عن هذا العمل الخيّر الذي يحفظ لك نصف دينك ويحفظ نصف سعادة الدنيا والآخرة بإظهارهم عدم الرضا لذلك.
3- لا تعيري أهمية لانتقادات الآخرين وسيري في طريق الحق بعزم وثبات وإن خطوتك هذه - إذا كان هذا الشاب حقاً شاباً أميناً ووفياً - هي خطوة يرضاها الله ويشكرك عليها ويجزيك ثواباً.
بقية الرسالة: أريد أن أعرف هل يمنع الإسلام زواج المرأة بعد وفاة زوجها؟ هل حقا ما يقولون بأن زوجي يتأذى في عالم البرزخ إذا ما تزوجت بعده؟ هل يحق لأهل زوجي أن يمنعوني من الزواج ثانية؟ وهل زواجي هذا سيكون موفقا؟...؟ أرجو أن تجببوا على أسئلتي هذه وأرجو أن لا تذكروا اسمي ولا اسم مدينتي. وشكرا جزيلاً لتوجيهاتكم.
الجواب: وأنا بدوري أشكرك على رسالتك وثقتك بي كأخ لك.
١- المرأة التي يتوفى زوجها لأي سبب من الأسباب أو ينال درجة الشهادة الرفيعة يجب عليها أن تمضي عدة الوفاة، ومدتها أربعة أشهر وعشرة أيام. إلا إذا كانت المرأة حاملاً فإن عدة الوفاة تستمر حتى تضع المرأة حملها وتلد مولودها، طبعاً إذا استمرت فترة الحمل أكثر من أربعة أشهر وعشرة أيام. وبعد انقضاء عدة الوفاة تستطيع المرأة بكل حرية وبمحض إرادتها أن تتزوج من رجل آخر.
٢- إن هذا التصور هو تصور خاطئ. التصور بأن المرأة لا يحق لها الزواج ثانية بعد وفاة زوجها الأول.
٣- ليس لهم مثل هذا الحق ويجب أن لا يمنعوكِ من الزواج مرة أخرى، بل على العكس من ذلك يجب عليهم أن يشجعوك ويحثوك على إجراء هذه السنة المحمدية.
٤- إن التوفيق سيكون حليفك في هذا الزواج وإن الله سبحانه وتعالى سيساعدك في هذا المجال إذا ما تم عن بصيرة وتدبّر وإذا ما طلبت منه العون والمساعدة بإخلاص وصدق.
٥ - النقطة الأخيرة في هذه الاستشارة هي أنه عندما يتم الزواج فعليك أن تكتمي وتخفي في قلبك ذكرياتك عن زوجك السابق ولا تتطرقي إليها ولا تذكريها لأي أحد ولا سيما الشاب الذي تزوجت منه. ولا تقولي لزوجك الحالي مثلاً: «لا زلت أحب زوجي السابق». رغم أن محبتك هذه محبة لها طابع إنساني سام.
أدعو لك بالتوفيق والسعادة.
___________________________________
(1) وسائل الشيعة ، ج14 ، كتاب النكاح ، باب84 ، ص118 و118.
(2) الوسائل ، ج١٤، باب١٠ ح١.
(3) بحار الأنوار ، ج١٠٣ باب ٥٧ ح٣٢.
(4) وسائل الشيعة ، ج١٤ كتاب النكاح باب١.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|