أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-08-2015
927
التاريخ: 11-08-2015
1233
التاريخ: 14-4-2018
1125
التاريخ: 11-08-2015
949
|
[قال] ( والعفو واقع ؛ لأنّه حقّه تعالى فجاز إسقاطه ، ولا ضرر عليه في تركه المكلّف فحسن إسقاطه؛ ولأنّه إحسان ؛ وللسمع ).
اتّفقت الأمّة على أنّ الله تعالى يعفو عن
الصغائر مطلقا وعن الكبائر بعد التوبة ، ولا يعفو عن الكفر قطعا.
واختلفوا في جواز العفو عن الكبائر بدون التوبة
، فذهب جماعة من المعتزلة إلى أنّه جائز عقلا غير جائز سمعا (1).
وذهب الباقون إلى وقوعه عقلا وسمعا. (2) واختاره
المصنّف ، واحتجّ على وقوعه عقلا بأنّ العقاب حقّ الله تعالى ، فجاز له إسقاط حقّه
، وبأنّ العقاب ضرر على المكلّف ، ولا ضرر على الله تعالى بإسقاطه ، وكلّ ما كان
كذلك فإسقاطه حسن ، وكلّ ما هو حسن فهو واقع.
ولأنّ العفو إحسان والإحسان على الله تعالى
واجب. وعلى وقوعه سمعا بالدلائل السمعيّة مثل قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
[النساء: 48] وقوله تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53]. إلى غير ذلك من النصوص (3).
فإن
قيل : يجوز حمل النصوص على العفو عن الصغائر أو عن الكبائر بعد التوبة.
قلنا : هذا ـ مع كونه عدولا عن الظاهر من غير
دليل ، ومخالفة لأقاويل من يعتدّ به من المفسّرين بلا ضرورة ـ ممّا لا يكاد يصحّ
في بعض الآيات كقوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}
[النساء: 48] الآية ؛ فإنّ المغفرة بالتوبة تعمّ الشرك وما دونه ، فلا يكون (4)
التفرقة بإثباتها لما دونه ، وكذا تعمّ كلّ واحد من العصاة فلا يلائم التعليق «
لمن يشاء » المفيد للبعضيّة، على أنّ في تخصيصها إخلالا بالمقصود ، أعني تهويل شأن
الشرك ببلوغه النهاية في القبح بحيث لا يغفره ويغفر جميع ما سواه.
__________________
(1) حكاه عنهم العلاّمة في « كشف المراد في شرح
تجريد الاعتقاد » : 415 ؛ وفي « مناهج اليقين » : 358 ؛ وراجع أيضا « شرح المقاصد
» 5 : 148 ـ 149 ؛ و « شرح الأصول الخمسة » : 644.
(2) المصدر السابق.
(3) في هامش « ب » : « أقول : ورد في أخبار
كثيرة ما يدلّ على العفو عن المعاصي الصغيرة والكبيرة ، ففي الخبر : إنّ الله
تعالى يحاسب عبده فترجّحت سيّئاته على حسناته ، فيأمر الله تعالى [ به ] إلى النار
، فإذا ذهب به فيقول الله تعالى لجبرئيل عليه السلام : أدرك عبدي واسأله هل جلست
مع العلماء في الدنيا فأغفر له بشفاعتهم؟ فيسأله جبرئيل ، فيقول : لا ، أنت عالم
بحال عبدك ، فيقول الله تعالى : اسأله هل أحبّ عالما؟ فيسأله ، فيقول : لا ، فيقول
: اسأله هل جلست على مائدة مع العلماء قطّ؟ فيسأله ، فيقول : لا ، فيقول الله
تعالى : اسأله هل سكنت مسكنا سكن فيه عالم؟ فيسأله ، فيقول : لا ، فيقول اسأله :
هل يشبه اسمه باسم عالم؟ فإن وافق اسمه اسم عالم غفرت له ، فإن لم يوافق دعه ،
فيقول الله لجبرئيل عليه السلام : اسأله هل أحببت رجلا يحبّ العلماء؟ فيسأله ،
فيقول : نعم ، فيقول الله تعالى : خذ بيده وأدخله الجنّة فإنّه كان يحبّ رجلا في
الدنيا كان ذلك الرجل يحبّ العلماء فغفرت له. إلى غير ذلك من الأخبار المتكاثرة ».
(4)
في المصدر : « فلا يصحّ » بدل « فلا يكون ».
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|