أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-5-2022
2167
التاريخ: 17-12-2015
5559
التاريخ: 2024-06-22
762
التاريخ: 28-09-2014
5053
|
{ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ...}[النحل/۱۰۰]
قال [الصدوق رحمه الله]: سهو النبي ليس كسهونا ، لأن سهوه من الله ، وإنما أسهاه ليعلم أنه مخلوق بشر ، لا يتخذ رباً معبوداً من دونـه ، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو متى سهوا.
[وأيضاً] قال: وسهونا هو من الشيطان ، وليس للشيطان على النبي و والأئمة سلطان: { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ] وعلى من تبعه من الغاوين.
قال: والدافعون لسهو النبي ، دعـواهـم ـ أنه لم يك من الصحابة من يقال له: "ذو اليدين" ـ دعوى باطلة ، لأن الرجل معروف ، وهو أبو محمد ، عمير بن عبد عمرو ، المعروف بذي اليدين (1) ، فقد نقل عنه المخالف والمؤالف.
قال: وقد خرجت عنه أخباراً في كتاب وصف قتال القاسطين بصفين.
ولو جاز رد الأخبار الواردة في هذا المعنى ، لجاز رد جميع الأخبار ، وفي ردها إبطال الدين والشريعة(2).
وسألت [الشيخ المفيد رحمه الله] ـ أعزك الله بطاعته ـ أن أثبت لك ما عندي فيما حكيته عن هذا الرجل ، وأبين عن الحق في معناه ، وأنا مجيبك إلى ذلك ، والله الموفق للصواب.
اعلم: أن الذي حكيت عنه ما حكيت ، مما قد أثبتناه ، قد تكلف ما ليس مـن شـأنـه ، فأبدي بذلك عن نقصه في العلم وعجزه ، ولـو كـان مـمـن وفـق لـرشـده لما تـعرض لما لا يحسنه ، ولا هو من صناعته ، ولا يهتدي إلى معرفة طريقه ، لكـن الهوي مود لصاحبه ، نعوذ بالله من سلب التوفيق ، ونسأله العصمة مـن الضلال ، ونستهديه في سلوك منهج الحق ، وواضح الطريق بمنه.
الحديث الذي روته الناصبة ، والمقلدة من الشيعة ، أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) سها في صلاته ، فسلم في ركعتين ناسياً ، فلما نبه على غلطه فيما صنع ، أضاف إليها ركعتين ، ثم سجد سجدتي السهو (3) ، من أخبار الآحاد التي لا تثمر علماً ، ولا توجب عملاً ، ومن عمل على شيء منها ، فعلى الظن يعتمد في عمله بها دون اليقين ، وقد نهى الله تعالى عن العمل على الظن في الدين ، و حذر من القول فيه بغير علم ويقين ، فقال: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 169] ، وقال: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86] ، وقال: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36] ، وقال: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [يونس: 36] ، وقال: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } [الأنعام: 116 ويونس:66].
ومن أمثال ذلك في القرآن مما يتضمن الوعيد على القول في دين الله بـغيـر عـلم ، والذم والتهديد لمن عمل فيه بالظن ، واللوم له على ذلك ، والخبر عنه بأنه مخالف الحق فيها استعمله في الشرع والدين.
وإذا كان الخبر بأن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) سها ، من أخبار الآحاد التي من عمل عليها كان بـالظن عاملاً ، حرم الاعتقاد بصحته ، ولم يجز القطع به ، ووجب العدول عنه إلى ما يقتضيه اليقين من كماله وعصمته ، وحراسة الله تعالى له من الخطأ في عمله ، والتوفيق له فيما قال وعمل به من شريعته. وفي هذا القدر كفاية في إبطال مذهب من حكم عـلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بالسهو في صلاته ، وبيان غلطه فيها تعلق به من الشبهات في ضلالته(4).
[انظر: سورة النجم ، آية 19 ـ ٢٠ ، من رسالة في عدم سهو النبي.]
{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ ...}[النحل / ۱۰۲]
[انظر: سورة الشورى ، آية ٥٢ ، في مفهوم الروح ، من تصحيح الاعتقاد: ٦٤.]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ترجم له ابن سعد في طبقاته ٣: ١٦٧ و ٥٣٤ ، وابن هشام في السيرة النبوية ٢: ٣٣٧ و ٣٦٤ ، وابن حجر في الإصابة ١: ٤٢٢ و ٣: ٣٣ ، وقد طعن وناقش في هذا الحديث وراويه جمع من جمهور أهل السنة أيضاً ، منهم: السهيلي في الروض الأنف في شرح السيرة النبوية ٥: ٢٩٨.
2ـ إلى هنا آخر كلام الشيخ الصدوق في الفقيه ١: ٢٣٤ ـ ٢٣٥ بتفاوت يسير في اللفظ.
3ـ ورد الحديث بألفاظ مختلفة ، وفي أوقات متعددة في مختلف الكتب الحديثية من الفريقين ، لا يمكن الإشارة إلى جميع هذه الأحاديث ، ونكتفي بذكر رواية واحدة رواها الشيخ الكليني في الكافي ٣: ٣٥٥ ، الحديث الأول بسنده يرفعه إلى أبي عبدالله(عليه السلام) قال في حديث طويل: فإن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) صلى بالناس الظهر ركعتين ، ثم سها فسلم ، فقال له ذو الشمالين: يا رسول الله أنزل في الصلاة شيء؟ فقال: وما ذاك ؟! قال: إنما صليت ركعتين ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أتقولون مثل قوله؟ قالوا: نعم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فأتم بهم الصلاة ، وسجد بهم سجدتي السهو إلى آخره.
ورواه الشيخ الطوسي في التهذيب ٢: ٣٤٥ ، حديث ١٤٣٣ بنفس الطريق واللفظ.
وروي أبوداود في سننه ۱: ۱۱۸ - ۱۲۲ الحديث ٤٣٥ - ٤ ،٤٧ وغيره في كتب الحديث أخباراً مختلفة في هذا الباب فلاحظ.
4- رسالة في عدم سهو النبي ، والمصنفات ۱۰: ۱۹.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|