أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2016
2399
التاريخ: 2024-08-01
750
التاريخ: 2024-12-23
182
التاريخ: 2024-07-11
596
|
عدَّ أغلب المفسرين أنّ المقصود من قوله: {مَا أُنْزِلَتْ} [التوبة:24] هو آيات القرآن حصراً، في حين اعتبر البعض أنها أعم من القرآن فهي شاملة للرسول المكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ؛ وذلك لأنه بحكم الآية: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ} [الطلاق: 10،11] فإن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو كذلك مصداق لقوله: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [البقرة: 170] ؛ وبعبارة أخرى: هناك فرق بين {مَا أَنزَلَتْ} أو {مَا أَنزَلَ الله} التي هي من باب الإفعال، وشاملة للنزول التدريجي والدفعي كليهما معاً، وبين قوله: {بِمَا نَزَّلْنَا} في الآية: {آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا...} [النساء: 47] التي هي من باب التفعيل، ولا تشمل إلا النزول التدريجي (1).
بما أنَّ التعبير الأول يتحمل شمول نزول النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لأمر الرسالة، وهو نزول دفعي، فهو عام وشامل لكلا النزولين (نزول القرآن ونزول النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، إلا أن ظاهر الآية هو تلك الآيات القرآنية، وإذا ما تم تطبيق الإنزال على الإرسال في مورد ما فإنه يكون مصحوباً بالقرينة؛ كما أن {مُصَدِّقًا} [النساء: 47] هو حال الشيء النازل، وإن تصديق الرسول بالكتاب السماوي السابق هو بواسطة تصديق القرآن به، وليس بصورة ذاتية.
تنويه: التكليف المستفاد من الآيتين مدار البحث والآيات اللاحقة شامل للأصول والفروع. وبناءً عليه فإن تكليف غير المسلم هو:
أولاً: أن يعتقد بأصول الإسلام، وثانياً: أن يدين بفروعه ويعمل بها، ولما كانت صحة الأعمال العبادية مشروطة بنيّة القربة وقصدها، وأن ذلك لا يحصل من دون اعتقاد، فلابد - مسبقاً - من توفير كلَّ الشروط والمقدمات الاختيارية التحصيلية لا الحصولية، مع أنَّ الواجب بالنسبة إليها مطلق وليس مشروطاً. تأسيساً على ذلك، فإن الكفّار كما أنهم مكلفون بالأصول فهم موظفون بالفروع، ولا يشكل الاختلاف الرتبي بينها مانعاً من عمومية التكليف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع المفردات في غريب القرآن، ص ۷۹۹ - ۸۰۰ ، "ن ز ل".
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|