أحرف المد

هي التي لا تقبل تحريكاً ولا إسكاناً، كالواو في نحو أدعــو، والياء في نحو أرمي والألف في نحومها وهي هنا حركات خالصة من ناحية النطق ومن ناحية الوظيفة أيضاً.

وإذا كان موضع النطق . يسمح بالتمييز بين ثلاثة صوائت عربية هي الفتحة والضمة والكسرة، فإن طريقة النطق من حيث طول الصائت ترفع هذا العدد إلى ستة صوائت .

 والطول في اللغة العربية يعمل كسمة مائزة تماماً، كما يكون تدوير الشفتين أو عدمه السمة المائزة التي تفرق بين الضمة والكسرة مثلاً، والخلاف بين الصوائت الطويلة والقصيرة إذا كانت منعزلة ليس خلافاً في الكمية والطول فحسب بل في طريقة النطق كذلك، فموقع اللسان في انتاج أحد الصائتين المتقابلين يكون مختلفاً قليلا عن موقعه في انتاج الصائب الآخر.

والمدود لا حركة لها مطلقاً بدليل حذفها من آخر الكلمة المنتهية بها، عندما نقف عليها بالسكون؛ لأن المد لا يقبل الحركة مطلقاً، والمدود هي المتحركة نحو الجهة التي يتجمع فيها هواء الزفير.

والمد هو ضرورة تصويتية دعت الحاجة إليه لتنويع معاني الأصل الواحد وكي لا يحول شكل هذا الأصل القالبي المحدود بعدد من الحروف الصامتة دون توليد المعاني المتعددة.

37

والمد في التجويد، وقراءة القرآن الكريم المط أو الزيادة، هو واصطلاحاً إطالة الصوت بحرف من حروف المد، فهو إذن اشباع الفتحة أو الكسرة أو الضمة وزيادة زمان نطقها، وإذا طالت مدة نطق الحرف الصائت اعتبرناه ممدوداً، وحروف المد سميت بذلك لأن مد الصوت لا يكون في شيء من الكلام إلا فيها.

 والمد المفتوح هو عندما يتسع الفم إلى أقصى درجة ممكنة عند لفظه، كما في كلمة باب والألف المدية لا يحرك قبلها إلا بالفتح والمد المضموم ننطقه بشفتين مضمومتين كما في كلمة فول ولا يحرك قبله إلا بالضم وعند لفظ المد المضموم في خروج أو دخول يكون اللسان في مجمله منجذباً نحو الخلف.

والمد المكسور ننطقه بجر الشفتين كما في كلمة ميل، ولا يقع قبله إلا الكسرة، وعند نطق المد المكسور في كلمة «ضمير» يتقدم اللسان إلى الجزء الأمامي من الفم .

وهناك مدود جمعت تحت باب الإمالة الكبرى التي هي صائت أمامي متوسط منخفض نصف متسع غير مدور كالإمالة المتحولة عن المد المفتوح الذي نتجه به نحو الياء كما في كلمة سالم وكامل فقد نقول سيلم وكيمل وذلك لوقوع الألف قبل كسرة .

وقد قال القدماء ان الغرض منها تناسب الأصوات وتقاربها، لأن النطق بالياء انحدار وتسفل وبالألف تصعد واستعلاء، وبالإمالة تصير من نمط واحد في التسفل والانحدار.

38