أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-25
1632
التاريخ: 2023-03-27
1456
التاريخ: 9-10-2014
2441
التاريخ: 9-10-2014
2284
|
- { قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ } [الشعراء : 23] . . زعمت يا موسى انك رسول رب العالمين . ألا تبين لنا ما جنس هذا الرب ؟ وما هي حقيقته ؟
- { قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ } [الشعراء : 24] . قال موسى :
ان اللَّه لا يعرف إلا بأوصافه وآثاره ، ومنها خلق هذا الكون العجيب في ترتيبه ونظامه . . فتفكروا وتدبروا ان كان لكم عقول تدرك ان هذا النظام لا يكون إلا بقدرة عليم حكيم .
- ( قالَ » - فرعون - « لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ ) . اسمعوا وتعجبوا . . ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين .
- { قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ } [الشعراء : 26]. قال موسى مصرا ومؤكدا : ان اللَّه هو خالق الكون ، وخالقكم ، وخالق آبائكم ، وخالق فرعون هذا الذي ترببون وتعبدون .
- ( قالَ » - فرعون - « إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ) . . موسى مجنون في منطق فرعون . . ولما ذا ؟ لأنه يقول : فرعون مربوب وليس برب ، ومخلوق لا خالق . . وعلى هذا المنطق الفرعوني كل من ادعى شيئا ليس فيه ، فمن يدعي العلم وهو جاهل ، أو الإخلاص وهو خائن ، أو الصدق وهو كاذب فإنه على ملة فرعون وسنته . . ولو وجد هذا الدعي من يصدقه لقال : أنا ربكم الأعلى . . ما علمت لكم من إله غيري تماما كما قال فرعون .
( قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ وما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) . أصر موسى على موقفه وان اللَّه هو خالق كل شيء ، وأشار إلى شروق الشمس وغروبها ، حيث لا يجرأ فرعون أن يقول : انه يأتي بها من المشرق ، ويرسلها إلى المغرب . .
ولذا بهت حين سمع هذه المقالة من موسى ، تماما كما بهت نمرود من قبله حين تحداه إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بقوله : { فَإِنَّ اللَّهً يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ } - 258 البقرة .
ولما أفرغ فرعون ما في كنانته اضطربت نفسه ، وأخذ يهدد ويتوعد { قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ } . . السجن والتنكيل والتعذيب هو السلاح الوحيد لكل طاغ وباغ منذ القديم ضد الحق والعدل والحرية . . ولكن جهاد المحقين الأحرار وصمودهم يجعل سلاح الطغاة يرتد إلى نحورهم وصدورهم ،
تماما كما ارتد سلاح فرعون إلى نحره وصدره ، وقديما قيل : من سل سيف البغي قتل به ، قال تعالى : { وقارُونَ وفِرْعَوْنَ وهامانَ ولَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وما كانُوا سابِقِينَ فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً ومِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ومِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الأَرْضَ ومِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا } - 40 العنكبوت .
{ قالَ أَولَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } .
لم يخش موسى من تهديد فرعون ، وقال له في ثقة واطمئنان : أتجعلني من المسجونين ، حتى ولو كنت محقا بالدليل الذي يزيل الشك عنك وعن غيرك ؟ . وبماذا يجيب فرعون عن هذا الاحراج ؟ هل يقول له : نعم أسجنك وان كنت محقا . .
كيف وهذا اعتراف صريح بأن موسى رسول رب العالمين ، وان فرعون مفتر بدعواه الربوبية ، ولذا اضطر مرغما أن يقول لموسى : { فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } .
{ فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ } . هذه الآية وما بعدها إلى قوله تعالى :
« سَحَّارٍ عَلِيمٍ » تبلغ ست آيات ، وبها ينتهي المقطع الذي نحن بصدده ، وقد ذكرت هذه الآيات الست في سورة الأعراف من الآية 107 حتى الآية 112 ج 3 ص 375 ، وهي واحدة هنا وهناك في ترتيبها ونصها الحرفي إلا في شيئين :
الأول قال هنا « سحار » . وقال في الأعراف « ساحر » . والمعنى واحد في حقيقته ولا فرق إلا في المبالغة .
الثاني جاء في الآية 109 من سورة الأعراف { قالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ } وجاء هنا في الآية 34 من سورة الشعراء { قالَ لِلْمَلأِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ } والفرق كبير بين المعنيين - كما يبدو - لأن آية الأعراف نسبت هذا القول إلى جماعة فرعون ، لا إلى فرعون ، وآية الشعراء نسبته إلى فرعون بالذات ، لا إلى جماعته ، فما هو وجه الجمع ؟ .
وما وجدت أية إشارة إلى ذلك فيما لدي من التفاسير والمصادر ، ولا أدري ما هو السبب . . وأيا كان فالذي أراه في الجواب ان فرعون هو الذي ابتدأ وقال لجماعته : « إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ » . ثم أخذ جماعته يتداولون قوله هذا فيما بينهم ،
ويقول بعضهم لبعض : حقا ان موسى لساحر عليم . . كما هو شأن المرؤوسين في تقليدهم لرؤسائهم بكل شيء ، وعنايتهم بأقوالهم وحفظها والاستشهاد بها . .
وعليه فلا تنافر بين الآيتين . . قال فرعون ذلك لجماعته ، وجماعته أيضا قالوه تقليدا له .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|