أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-23
1504
التاريخ: 4-12-2015
2180
التاريخ: 2023-07-25
1095
التاريخ: 26-11-2014
1548
|
هناك ثلاثة إتجاهات عامة في هذا الموضوع:
1- الإتجاه الأول:
أنه قديم ومعروف عند القدماء وله مؤلفاتهُ الخاصة، تبنى هذا الإتجاه محمد حسين الذهبي، وإن العلماء القدامى أفردوا لهذا الإتجاه مؤلفات خاصة به، وأورد أمثلة لذلك (فإبن القيم –مثلاً- أفرد كتاباً من مؤلفاته عن أقسام القرآن سماهُ التبيان في أقسام القرآن، وأبو عبيدة أفرد كتاباً في مفردات القرآن، وأبو جعفر النحاس أفرد كتاباً في الناسخ والمنسوخ والواحدي أفرد كتاباً في أسباب النزول، والجصاص أفرد كتاباً في أحكام القرآن) [1].
ولهذا ذهب جملة من الباحثين منهم أحمد جمال العمري إذ أرجع جذورهُ إلى عصر النبي والصحابة [2].
نعم هناك بعض البحوث القديمة تمثل اللبنات الأساسية الأولية للتفسير الموضوعي مثل (الأشباه والنظائر، تفسير القرآن بالقرآن، ولكنه كمنهجية ومصطلح لم يظهر قديماً. وأما ما أتى به من أمثال فهو من الخلط الذي وقع فيه أكثر الباحثين في هذا المجال، فلا دخل لأسباب النزول في التفسير الموضوعي، لأنه من التفسير بالأثر، وليس الناسخ والمنسوخ من التفسير الموضوعي، وأقسام القرآن هو أقرب لموضوع أساليب القرآن، وأما آيات الأحكام للجصاص فقد سار فيها على منهاج التفسير التسلسلي، والمفردات للراغب لا تعدو ترتيب القواميس اللغوية، وهذه كلها تبحث تحت علوم القرآن أو مفرداته وغريبه وإن كان يجمعها موضوع واحد ولكن قلنا ليس كل موضوع قرآني يدخل في التفسير الموضوعي.
وخلاصة القول: بعض لبنات التفسير الموضوعي قديمة، أما أنه كله قديم حتى مصطلحهُ هذا ما يدفعهُ تاريخ التفسير.
2- الإتجاه الثاني:
أنه جديد لم يعرفهُ القدماء: يرى أصحاب هذا الرأي أن التفسير الموضوعي منهج جديد اكتشف في القرن الرابع عشر الهجري ورائد هذا الرأي أمين الخولي (ت:) [3]، ويميل الأستاذ الخولي إلى دراسة القرآن موضوعاً موضوعاً، لا أن يفسر على ترتيبه في المصحف الكريم سوراً أو قطعاً، وأن تجمع آياتهُ الخاصة بالموضوع الواحد جمعاً إحصائياً مستفيضاً ويعرف ترتيبها الزمني ومناسباتها وملابساتها الحافة بها ثم ينظر فيها بعد ذلك لتفسر وتفهم فيكون ذلك التفسير أهدى إلى المعنى وأوثق في تجديدهِ) [4].
ومن الذين أكدوا على حداثة التفسير الموضوعي ولكن بصورة أخرى مغايرة ما قدمهُ الباحث جواد علي كسار من رؤية حول تجربة الصدر التي وصفها بأنها رائدة ومغايرة لمفهوم التفسير الموضوعي عند المحدثين إذ قال: (عندما نتحدث عن التفسير الموضوعي فإنما نعني بذلك الرؤية التي بلورها السيد الصدر وعرض لها نماذج تطبيقية في المدرسة القرآنية (وهي الإنطلاق من الخارج والإنتهاء بالقرآن) والتفسير الموضوعي بهذا المعنى إتجاهٌ جديد لم يعرفه السابقون لا مصطلحاً ولا مفهوماً ولا تطبيقاً) [5].
إذ كان القصد من التفسير الموضوعي هي رؤية السيد الصدر فإن هذه الرؤية لم يتبناها غيرهُ، وقد أثبتنا أن هذه الرؤية تعتمد على خطوتين الأولى هي التفسير الموضوعي والثانية هي العرض الموضوعي. وهذه الرؤية منحصرة عند السيد الصدر ولم يتبناها أحدٌ لا قبله ولا بعده. وهذا المفهوم جديد، أما ما تبناهُ الخولي ومن تبعهُ فهو المتعارف عند الممارسين لهذا اللون من التفسير.
3- الإتجاه الثالث:
ثمة رأيٌ جامع بين الرأيين تبناهُ الخضيري قائلاً: (لم يظهر هذا المصطلح عَلَماً على علم معين إلا في القرن الرابع عشر الهجري عندما قُررت هذه المادة ضمن مواد قسم التفسير بكلية أصول الدين بالجامع الأزهر، إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير كانت موجودة منذ عهد النبوة وما بعده) [6].
وذهب إلى هذا الرأي أيضاً محمد هادي معرفة: (المصطلح الحديث ظهر في العصر الأخير عندما قررت هذه المادة ضمن قسم التفسير بمعاهد الدراسات الإسلامية العليا.. غير أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصرهِ الأولية كانت موجودة منذ عهد السلف وهكذا طول تاريخ التفسير) [7]. وهذا ما أختارهُ الخفاجي في بحثه: (أن التفسير الموضوعي لم يكن معروفاً عند القدامى بمصطلحهِ العلمي المعروف اليوم، لكن لم تكن مؤلفاتهم خالية منهُ) [8].
وعند ملاحظتنا لمفردات التفسير الموضوعي نراها ضاربة بجذورها في القدم وهي أساسيات التفسير الموضوعي التي انبثقت من المفسر الأول وأصحابه إلا أنه لم يكن لهذا الإصطلاح عين ولا أثر إلا في العصر الحديث. وهذا ما نتبناهُ أيضاً. وهو يشمل أيضاً إصطلاح الصدر إذ إن إصطلاحهُ لا يعدو نقطتين الاولى التفسير الموضوعي وقلنا أن لبناته الأولية موجودة منذ القدم، والثانية العرض الموضوعي وهذا ما نطق به الرسول(صلى الله عليه واله وسلم ) وأهل بيته لاسيما علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذ قال: (اتهموا عليه آرائكم) (يعني القرآن). وقال الامام الباقر(عليه السلام) (اعرض نفسك على كتاب الله)[9]
فالنتيجة أن التفسير الموضوعي جديد في إصطلاحه قديم في أدواته وهذا ما سوف نبرهن عليه في البحث القادم.
[1] الذهبي، التفسير والمفسرون 1/149.
[2] أحمد جمال العمري، دراسات في التفسير الموضوعي، ص55.
[3] أمين الخولي، مناهج التجدد في النحو والبلاغة والتفسير، ص304.
[4] أمين الخولي، دائرة المعارف الإسلامية، مادة تفسير 5/368.
[5] جواد علي كسار، التفسير الموضوعي بين الصدر وآخرين ص41-42.
[6] محمد بن عبد العزيز الخضيري، مقدمة في التفسير الموضوعي ص3.
[7] محمد هادي معرفة، التفسير والمفسرون 2/1035.
[8] حكمت الخفاجي، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ص21.
[9] تحف العقول، 285، وصية الامام الباقر لجابر الجعفي..
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|