أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
2136
التاريخ: 3-12-2015
3377
التاريخ: 26-10-2014
4476
التاريخ: 2025-01-18
138
|
العبادة هي الارضية الناجعة للتقوى
«أيها» تكتب «أيها» دائماً بالألف ما عدا في ثلاثة موارد هي: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ } [النور: 31] ، {يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ} [الزخرف: 49] ، و {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} [الرحمن: 31].
«اعبدوا» يرى القرآن الكريم أن العبادة هي الأرضية للحصول على التقوى، وان التقوى متبلورة في مجموعة من العقائد، والاخلاق، والاعمال الصالحة التي تظهر في الإنسان المتقي بصورة ملكة. من هذا المنطلق فإن للعبادة مدلولاً منبسطاً بحيث يشمل جميع العبادات الفكرية، والأخلاقية، والعملية التي توصل بمجموعها الإنسان العابد إلى الملكة الرفيعة للتقوى.
«خلقكم: ليس الخلق هنا بمعنى الإيجاد والتكوين الصرف، بل هو بمعنى «إيجاد الشيء بكيفية خاصة وبمقاييس حكيمة». من هذا الباب فقد قال أهل اللغة: «أصل الخلق التقدير".
والتقدير يكون تارة بضم شيء إلى شيء اخر؛ كضم اجزاء النطفة إلى بعضها البعض، او ضم نطفة الذكر إلى نطفة الانثى، ثم ضم جزيئات المواد الغذائية إليها في ظروف خاصة ليتشكل جسم الإنسان أو الحيوان. كما ويكون التقدير تارة أخرى في الأمور البسيطة؛ كقياس ذات الشيء البسيط، و تعيين درجته الوجودية، وجعل و تنظيم آثاره الوجودية، ثم إقامة الأواصر الوجودية بينه وبين سانر الأشياء.
هناك فارق بين الخلق بالمعنى المذكور وبين بعض المواد التي هي من قبيل الإيجاد، والإبداع، والتقدير، والجعل، والاختراع، والتكوين؛ لأنه في كل من هذه المواد هناك مراعاة لجانب معين عدا التقدير والقياس. بالطبع قد تستخدم عبارات الخلق والخلقة في عرف الدين والمتدينين أيضاً للدالة على الإيجاد والإبداع (بلا انموذج سابق)(1).
«لعلكم»: ينتزع الترجي والرجاء من مقام فعل الله عز وجل. وليس من مقام ذاته، ولما كان «الرجاء» و«الخوف» من خصوصيات مورد الاستعمال، ولا دور لهما في الموضوع له، فإن «لعل» هنا هي بالمعنى الجامع بين الرجاء والخوف، ويعني أصل توقع الظاهرة (سواء كانت نافعة أم ضارة) التي يكون احتمال تحققها أكثر من عدمه. ففي الآية مورد البحث جاءت لعل بمعنى: اعبدوا ربكم الذي هو خالقكم وخالق أسلافكم لعلكم تنالون ملكة التقوى.
بعد تقسيم الناس إلى مجاميع ثلاث (وهم المؤمنون، والمنافقون، والكافرون) وتبيين أوصافهم في الآيات الفائتة، يوجه الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة - ومن خلال الالتفات من الغيبة إلى الخطاب - خطابه إلى كافة الناس (المجاميع الثلاث عدا الصغار والمجانين)، ويدعوهم إلى عبادة ربهم (الكفار يدعوهم إلى حدوث العبادة، والمنافقون إلى خلوص العبادة، والمؤمنون إلى دوام العبادة). وهو تعالى - وفي سياق تبيينه لربوبيته في غضون ذكر آيات الأنفس والآفاق – يعد «التوحيد العبادي» متفرعاً عن «التوحيد الربوبي، والتوحيد الربوبي متفرعاً عن «التوحيد الخالقي"، وينظر إلى العبادة على انها الموطئة لتحقق التقوى وتكاملها.
تنويه: ما سوف يأتي في الآية 22 هو تبيان لمنطقة ربوبية الله وخالقيته فيما يتعلق بالعالم الخارج عن الإنسان؛ مثلما أن الآية محط البحث ناظرة إلى خلق الناس وتنشئتهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.راجع الميزان، ج8،ص11: مجمع البيان؛ ج1 - 2، ص153 و172؛ التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 3. ص127.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|