أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2015
5207
التاريخ: 2-1-2023
1265
التاريخ: 9-06-2015
6060
التاريخ: 2023-09-03
1207
|
القلب الروحاني والسمع والبصر الباطنيان
للإنسان قلبان: قلب جسماني صنوبري الشكل، وهو أحد أعضاء الجسد، وقلب روحاني ومعنوي. وفي جميع الآيات التي يتحدث القرآن الكريم فيها عن القلب «المختوم» و«المطبوع"، أو يطرح فيها «الرين» والصدأ الذي يغلف القلب ويحجب وجهه الصافي الشبيه بالمرآة، أو يعلم فيها البشر المعارف المتعلقة ب «القفل» و«الغلاف» و الكنان)) و«الصرف» والقساوة)) التي تصيب القلب، فإن المراد من القلب هو القلب الروحاني وليس الجسماني، وإن العلاقة بين مرض القلب الجسماني والروحاني وسلامتهما هي علاقة «العموم والخصوص من وجه»؛ إذ أنه من الممكن أن يكون قلب المرء الجسماني سليماً بالكامل، بينما تنعدم السلامة في قلبه الروحاني جراء كفره وانحرافه. كما أنه من الممكن أن يشكو القلب الجسماني للإنسان المؤمن العلة والمرض في الوقت الذي يكون فيه قلبه الروحاني سالماً: «إذ جاء ربه بقلب سليم. كما قد يكون كلا القلبين مريضاً؛ كالكافر المبتلى بمرض القلب، أو يكون كلاهما سالماً؛ نظير المؤمن ذي القلب الجسماني المعافى.
ومثلما أن فعالية ونشاط القوى والحواس المادية للإنسان مرتبطة بسلامة قلبه الجسماني، فإن فعالية ونشاط قواه وحواسه المعنوية مرتبطة أيضاً بسلامة قلبه المعنوي. وفي الآية الشريفة محل البحث فالمراد من القلب والسمع والبصر هو القلب والسمع والبصر الباطني للإنسان، وليس قلبه وعينه وأذنه الظاهري، أي إن المدلول الوحيد الذي يشير إليه القلب هنا هو القوة الفاهمة للإنسان.
إن الإنسان الذي يشمله الغضب الإلهي، يحجب قلبه، الذي هو مركز الإدراكات، عن الحق. عندها، وبالرغم من كون عينه الظاهرية باصرة، فإن قلبه، الذي هو في باطنه وأعماقه، يكون أعم: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46] ، وما دام باب القلب قد اوصد، فلا عقائده الباطلة ولا صفاته الرذيلة ستخرج منه، ولا العقائد الحقة والخصال الفاضلة ستدخل إليه؛ نظير الوعاء المغلقة فوهته بإحكام، فليس بالمستطاع إخراج ما ترسب فيه من وحل وطين، ولا بالإمكان سكب الماء الزلال فيه.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|