أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-26
753
التاريخ: 2024-05-13
882
التاريخ: 2024-06-26
821
التاريخ: 2024-02-22
1030
|
وكان يوجد بجانب مجموعة أوجه الصرف الثلاثة التي ذكرناها قوائم عدة خاصة بالدخل. وكان يعبَّر عن الدخل اليومي المعتاد بلفظة مشتقة في المصرية من فعل دخل كما في العربية، وفي أحوال أخرى خاصة كان يعبر عن الدخل بكلمة «إتاوة»؛ أي ما يُؤتى به، والفرق بينهما يصبح واضحًا عندما يتتبع الإنسان قيد الخبز في الحساب الختامي اليومي؛ إذ نجد هناك خبز الدخل وخبز كل منهم على حدة. والواقع أن ذلك كان صحيحًا لدرجة أن الدخل أو الخرج العادي كان دائمًا يعتبر من الدخل «عقو»، أما الدخل الخاص، أو الهبات الخاصة فكانت تعتبر من الإتاوة «إنو»، ولكن عند عدم وجود خبز من الإتاوة في الإيراد يكون خبز الدخل كافيًا. وإذا اتفق أنه في يوم ما لا يوجد توزيع هبات فإن العنوان «خبز الإتاوة» لا يوجد كذلك في النقوش. ولدينا لأجل مسك دفاتر الدخل اليومي قائمة تعتبر كقاعدة أساسية نريد فحصها، وقد نُقلت هنا برمتها لما لها من الأهمية لفحص هذا الموضوع، وقد وضعت في بداية الجزء الذي بقي لنا من هذه البردية: ورد فعلًا بمثابة دخل السيد (الملك) له الحياة والصحة والسعادة.
فمما سبق نجد أن هذا الدخل كان في الواقع يوزع إلى ثلاث إدارات للمأكولات، وسنجد الأرقام التي وضعناها بين قوسين مكررة بصورة واحدة، وكذلك العناوين الستة التي وضعت لأنواع المأكولات في الميزانيات الأخرى التي وردت في هذه الورقة. فهذه القائمة تضع أمام الكاتب الدخل الذي يُصرف منه العطايا الضرورية، وهذا الدخل كان قد وضع لمدة 27 يومًا، يُصرف منه كل يوم أكثر من 50 رغيفًا من الخبز و5 أباريق من الجعة، كما تدل على ذلك كل عمليات الطرح الختامية، وقد كان الأمر الكتابي التابع لهذه القائمة موجهًا إلى مكتب الوزير «إدارته»، وقد نقله الكاتب على عجل، وإذا كانت هناك زيادة فإنها كانت تدوَّن ويؤشَّر عليها بملاحظة قصيرة، ويعبر عنها كما يأتي: وردت بمثابة زيادة للسيد (الفرعون) له الحياة والصحة والسعادة، ثم تُذكر الزيادة بعدد الأرغفة والجعة. أما الدخل الذي كان خارجًا عن ذلك «الإتاوة»، فكان الكاتب دائمًا يقيده لضرورة طارئة، مثل مصاريف الأعياد، وكان حساب كل منهما يظهر منفصلًا عن الآخر من أول الأمر، ولكنا لا نعلم كيف كان جَبْي هذا، فهل كان عن طريق الضريبة أو الجزية أو محصول الأملاك الفرعونية؟ كل هذا لا نعلم عنه شيئًا قط، وقد كان هذا بالنسبة للكُتاب على حد سواء؛ لأنه كان يدوِّن ما كانت تمليه إدارة المخزن بوصفه دخلًا، وهذا الدخل كان ينقسم ثلاثة أقسام: (1) ما يجب أن يدخل. (2) ما دخل فعلًا. (3) ما بقي ولم يسدَّد بعد. أما موضوع ما دخل فعلًا فنجد البرهان عليه في الميزانيات التي في القوائم. ولدينا قوائم للدخل من إدارة «رأس الجنوب»، ومن «إدارة» ما يقدمه الشعب، ففي الإدارة الأولى كان الموظف الأعلى المسئول عنها هو الوزير، غير أننا نجد في قائمة أخرى مماثلة أن المورِّد للأطعمة هو مدير هيئة المستخدمين لبيت الأرزاق، وقد كانت الأشياء التي تُصرف في عيد «منتو» للمئونة يعبَّر عنها: هبات لعيد «منتو»، دون أن يذكر اسم الموظف الذي يصرفها، وإننا إذ نجد في أول مكان ذكرت فيه قائمة الإتاوة «إنو» نرى في الواقع النموذج للتعبير عنها في القيد في كل القوائم الأخرى الخاصة بهذا النوع من الدخل. فثلاثة أنواع الخبز «بعت» و«بايت» و«برسن نزم» وهي التي تُسمى إجمالًا في الميزانية دائمًا باسم خبز مختلف الأنواع «تا-شبن»، تُذكر بعد أنواع مختلفة من الفطائر. وكذلك كان عدد الفطائر الذي كان يكتب أحيانًا بالمداد الأحمر، وأحيانًا بالمداد الأسود، يدل على مختلف أنواع الفطائر أو نوع الغلة التي صُنع منها، ثم تتبع ذلك الجعة مع ذكر نوعها وحلاوتها؛ ففي القائمة الأولى قسمت هذه إلى «نزمت خنتو (؟)» و«شويت» و«حنباس تاحز»، ولكن كان يطلق عليه في الميزانية الخاصة بدخل العيد أنواعًا أخرى مختلفة من الجعة مثل جعة «قفط» وجعة «جاشو نشو دس» (مكيال)، أو إناء خاص وغير ذلك. وعند هذا الحد تنتهي القائمة بكومة القربان المجهزة بكل شيء. وتبتدئ محتويات هذه الكومة بالجعة في إبريق «قبي»، وأنواع أخرى من الجعة، ثم يأتي بعد ذلك فطائر مشطرة، وخبز «بَيِت حثا»، وخبز «برس وزع»، وخبز أبيض، وخضر، و«نبات الأرض»، وطير «عشا». ومما يبرهن على أن أكوام القربان هذه لم تكن لغرض القربان فقط، أنها كانت تُضم مع مجموعة جعة، حسب الميزانية، وقد كانت كومة القربان تُمد كذلك بأنواع فطائر أخرى، مع إضافة فطائر حلوة و«كعك حلو»، ونجد أن الكاتب قد جمع ثلاث قوائم قصيرة للإتاوة في واحدة (مجموع دخل هذه الأيام)، وذلك اختصارًا في تسجيل الميزانية، ونجد غير دخل إدارتي «رأس الجنوب» وإدارة «ما يقدمه الشعب» دخلًا خاصًّا قد أضيف إليهما، وقد كُتب عليه ما أُخذ بوساطة الخادم لهذا اليوم، ويحتوي ذلك على جعة وفطائر، وخبز، وكذلك نجد في قائمة دخل عنوانها: «مجموع دخل هذا اليوم»، وفي هذه القائمة نجد مذكورًا الموظفين المختلفين، هذا إلى ذكر إحدى أخوات الملك بوصفها مورِّدة للطيور أو العطور، فذكرت الطيور «زن زن» والبط «ست» والإوز «سر» والحمام، ثم جاء ذِكر الكندر «بخور»، كل هذه الأشياء كانت تقدَّم هدية لعيد «منتو» السابق الذكر، وقد قدَّم كل واحد من الموظفين ما يمكنه أن يقدمه، فالوزير الذي كان على رأس القائمة قدَّم قطعة من البخور طولها ذراع، أما رئيس الكتبة «رنف ام اب» فقد قدَّم خمس حمامات، في حين أن مدير الأملاك الأعظم قد ضرب الرقم القياسي؛ إذ قدَّم أحد عشر من الطيور المختلفة، ولا ندري إذا كان ذلك مجرَّد مصادفة أم لا.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم أنشطة وفعاليات قرآنية متنوعة في عدد من المحافظات
|
|
|