أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1980
التاريخ: 27-11-2014
1946
التاريخ: 27-11-2014
1480
التاريخ: 27-11-2014
1826
|
قال تعالى : { وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ * وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم : 26ـ 28] .
تفسيرُ الآيات
( القانت ) : هو الخاضع ، الطائع ، فقوله : { كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ } أي خاضعون وطائعون له في الحياة والبقاء والموت والبعث ، وبالجملة كلّ ما في الكون مقهور لله سبحانه .
ثمّ إنّ هذه الآيات تتضمّن برهاناً على إمكان المعاد وتمثيلاً على بطلان الشرك في العبادة ، أمّا البرهان فقوله سبحانه : { وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ } ، واللام في قوله : ( وَلَهُ ) للمِلكية ، والمراد منه المِلكية التكوينية ، كما أنّ قنوطهم وخضوعهم كذلك ، ومفاد الآية : أنّ زِمام ما في الكون بيده سبحانه ، والكل مستسلمون لمشيئته سبحانه دون فرق بين الصالحين والطالحين ؛ وذلك لأنه سبحانه هو الخالق الذي يدبّر العالَم كيفما يشاء ، والمربوب مُستسلم لربّه .
ثمّ إنّه سبحانه رتَّب على ذلك مسألة إمكان المعاد بقوله : { وَهُوَ الّذي يَبْدَوَا الخَلْق ثمّ يُعيدهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه } .
وحاصلُ البرهان : إنّه سبحانه قادر على الخلق من العدم ـ كما هو المفروض ـ فالقادر على ذلك قادر على الإعادة ، إذ ليس هو إعادة من العدم ، بل إعادة لصورة الأجزاء المتماسكة وتنظيم المتفرّقة ، فالخالق من لا شيء أولى من أن يكون خالقاً من شيء .
ثمّ إنّ هذه الأولوية حسب تفكيرنا ورؤيتنا ، وإلاّ فالأمور الممكنة أمام مشيئته سواء ، قال علي ( عليه السلام ) :
( وما الجليل واللطيف ، والثقيل والخفيف ، والقوي والضعيف في خلقه إلاّ سواء ) (1) .
ولأجل توضيح هذا المعنى ، قال سبحانه : { وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } والمراد من المَثل : الوصف ، والمراد من المَثل الأعلى هو : الوصف الأَتم والأكمل ، الذي له سبحانه فهو : علم كلّه ، قدرة كلّه ، حياة كلّه ، ليس لأوصافه حدّ .
إلى هنا تمَّ ما ذكرهُ القرآن من البرهان على إمكانية قيام المعاد بحشر الأجسام .
وإليك بيان الأمر الثاني وهو : التنديد بالشرك في العبادة من خلال التمثيل الآتي :
ألقى سبحانه المَثل بصورة الاستفهام الإنكاري ، وحاصله : هل ترضون لأنفسكم أن تكون عبيدكم وإماؤكم شركاء لكم في الأموال التي رزقناكم إيّاها ، على وجه تخشون التصرّف فيها بغير إذن هؤلاء العبيد والإماء ورضاً منهم ، كما تخشون الشركاء الأحرار .
والجواب : لا ، أي لا يكون ذلك أبداً ولا يصير المملوك شريكاً لمولاه في ماله ، فعندئذٍ يقال لكم : كيف تجوّزون ذلك على الله ، وأن يكون بعض عبيده المملوكين كالملائكة والجنّ شركاء له ، إمّا في الخالقية ، أو في التدبير ، أو في العبادة .
والحاصل : إنّ العبد المملوك وضعاً لا يصحّ أن يكون في رتبة مولاه على نحو يشاركه في الأموال ، فهكذا العبد المملوك تكويناً لا يمكن أن يكون في درجة الخالق المدبّر فيشاركه في الفعل ، كأن يكون خالقاً أو مدبّراً ، أو يشاركه في الصفة كأن يكون معبوداً .
فالشيء الذي لا ترضونه لأنفسكم ، كيف ترضونه لله سبحانه ، وهو ربّ العالمين ؟ وإلى ذلك المَثل أشار بقوله :
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ } أي : ضربَ لكم مثلاً متخذاً من أنفسكم منتزعاً من حالاتكم { هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ } فقوله : ( هَلْ لَكُمْ ) شروع في المَثل المضروب ، والاستفهام للإنكار ، وقوله ( ما ) في ( مِنْ مَا مَلَكَتْ ) إشارة إلى النوع أي : من نوع ما مَلكت أيمَانكم من العبيد والإماء .
فقوله : { مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ } مبيّن للشِركة ، فقوله ( شركاء ) مبتدأ والظرف بعده خبره ، أي : شركاء فيما رزقناهم على وجه تكونون فيه سواء ، وعلى ذلك يكون ( من ) في شركاء زائدة .
فقوله : { تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ } بيان للشِركة ، أي يكون العبيد كسائر الشركاء الأحرار ، فكما أنّ الشريك يخاف من شركائه الأحرار ، كذلك يخاف من عبده الذي يعرف أنّه شريك كسائر الشركاء .
ثمّ إنّه يُتمّ الآية بقوله : { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } ، وعلى ذلك فالمشبّه هو : جَعل المخلوق في درجة الخالق ، والمشبّه به : جَعلُ المملوك وضعاً شريكاً للمالك .
_________________
1 ـ نهج البلاغة : الخطبة 185 .
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|