أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-26
886
التاريخ: 2024-03-13
899
التاريخ: 2024-05-22
827
التاريخ: 2024-01-30
1001
|
وقد قام بأعمال التعمير والمباني التي تركها والده من غير أن تتمَّ في معبد «الكرنك»، بل يُحتمَل أنه نحت تماثيل لنفسه وأقامها هناك، ومن المدهش أنه لم ينحت اسمه على المسلة الثانية التي تركها والده خاليةً من النقش، بعد أن أحضرها إلى «الكرنك»، وقد يُعزَى ذلك لعدة أسباب:
أولًا: أن هذه المسلة ربما لم تنصب عدة سنين؛ وذلك لأن المباني الأخرى التي كانت قائمة على قدم وساق في هذا المعبد، قد حتمت تأخير نصبها في مكانها مؤقتًا، وبخاصة أن ذلك كان يحتاج إلى مجهود جبَّار.
ثانيًا: إن الجفاء الذي كان بين الملك وبين «حتشبسوت» قد يكون حائلًا في انتحالها لنفسه، وبخاصة أن الملكة كانت متفانيةً في حب والدها وآثاره كما سنرى بعدُ.
وثالثًا: يُحتمَل أن المسلة كانت تُعَدُّ في نظر الملوك أثرًا يقام بمناسبة العيد الثلاثيني، وأن «تحتمس الثاني» لم يحتفل لنفسه بأي عيد من هذا النوع؛ لأنه لم يكن قد أتمَّ مدةَ الثلاثين سنة اللازمة للاحتفال بهذا العيد؛ لأنه لم يحكم أكثر من عشرين سنة، ولم يُعترَف به ولي عهدٍ من قبل للملك قبل توليته العرش؛ ولذلك فإنه لم يقطع مسلات لنفسه، ولم ينتحل المسلة الثانية التي أحضرها والده من «أسوان»، بل نصبها «تحتمس الثالث»، وانتحلها لنفسه في عيده الثلاثيني، وهذا ما يظن أنه قد حدث (1). وقد بدأ «تحتمس» الثاني إقامة «البوابة» الثامنة، وكتب جزءًا من نقوش المدخل، وكذلك نحت لنفسه تمثالين نصبَا أمام هذه البوابة، هذا بالإضافة إلى أن عددًا من حجرات هذا المعبد قد تَمَّ نقشها في عهده (2).
وفي مدينة «هابو» تدل النقوش على أن هذا الفرعون قد أضاف بعض المباني للمعبد الذي أقامه في الأصل «أحمس» الأول، وانتحله لنفسه فيما بعدُ «تحتمس» الأول، وفي معبد الأمير «وازمس» في طيبة عُثِر على قطع من تمثالٍ كُتِب عليه السنة الثامنة عشرة من حكم تحتمس الثاني (A. S., I. p. 99)، وهذا التاريخ غاية في الأهمية؛ لأنه يبرهن لنا على أن ما قاله «مانيتون»، من أن هذا الملك حكم عشرين عامًا يقرب من الحقيقة. والظاهر أنه أقام بعض المباني في «إسنا»؛ إذ وُجِد عمودان هناك نُقِش عليهما اسمه، واحد منهما عليه ألقاب واسم الابن المحبوب من الإلهة «ساتت «(3)، أما الثاني فقد اغتصبه لنفسه «رعمسيس» الثاني، وهو جزء من مسلة، وقد ذكر عليه الإلهين «تننت»، «ومنتو «(4). ومن المحتمل أن هذين العمودين قد نُقِلَا من معابد «طود» المقابلة «لإسنا» على الضفة الثانية للنيل؛ وذلك لأن اسمها ذُكِر على كلٍّ منهما.
آثار في معبد قمة: وقد ترك لنا على معبد قلعة «قمة» نقوشًا على بابه، قام بتدوينها حاكم السودان «سني» الملقَّب بابن الملك، والظاهر أنه وضع اسمه بدلًا من اسم والده، وهاك النص:
على المصراع الأيسر: دوَّنها بتعطُّف الملك عمدة المدينة الجنوبية، والمشرف على مخازن غلال «آمون» وابن الملك، ومدير البلاد الجنوبية «سني»، والذي يسيطر على كل بلاد المازوي؛ لأنه كان رجلًا ممتازًا في قلب جلالة ملك الأرضين، له الحياة والسعادة والصحة.
على المصراع الأيمن: التعبُّد للإله «ختوم» وتقبيل الأرض أمام … ضرب حتى عنان السماء، وحتى عرض الأرض، وحتى قرار البحر، على يد ابن الملك المشرف على البلاد الجنوبية «سني»، يقول: الحمد لك هكذا لك آلهة الأفق، ويتضرع لك حاكم النجوم، ويرفع من شأنك تاسوع الفيضان العظيم (الفيضان العظيم هو المحيط في صورة بقرة)، كلَّ يوم أبد الآبدين (راجع: Urkunden IV. p. 141. Ff).
وفي «سمنة» نجد اسم «تحتمس» الثاني مع والده في نقشٍ مدوَّن فيه قائمة عطايا للإله «آمون» على الجدار الأمامي للمعبد (راجع: L. D, III. Pl. 47c). ووجد له لوحة يُحتمَل أنها من معبد «هليوبوليس»، نقش عليها ألقابه (Urkunden IV, p. 144). وتوجد عدة آثار أخرى مختلفة ذُكِر عليها اسمه، منها لوحة لشخص يُدعَى «باخن» يقدِّم قربانًا لهذا الملك، وهي محفوظة في متحف تورين (5)، كما نجد اسمه في النقش الذي خلفه «بنعاتي» مدير الأشغال على صخور شط الرجال (راجع: Petrie, “Season” p. 476). وقد نحت «تحتمس» الثاني تمثالًا لوالده «تحتمس» الأول، وهو محفوظ الآن بمتحف «تورين»، وقد جاء عليه: «الإله الطيب رب الأرضين «عا خبرن رع» محبوب «آمون» معطي الحياة مخلدًا، صنعه (التمثال) بمثابة أثر لوالده «تحتمس» المشرق مثل الشمس المرحوم «(6). وكذلك أهدى لوالدته تمثالًا كشف عنه في معبد الأمير «وازمس» أحد أولاد تحتمس الأول. وقد نُقِش عليه ما يأتي: «الإله الطيب رب الأرضين «عا خبرن رع»، صنعه بمثابة أثر لوالدته الزوجة الملكية، ووالدة الملك المرحومة «موت نفرت».» هذا وقد أُقِيم في عهده معبد في «بوهن» (وادي حلفة)، وقد ظهر هذا الملك على جدرانه هو و«حتشبسوت» في مرتبة واحدة من الأهمية (7). وفي عهد هذا الفرعون بدأ يظهر في أفق الحكومة المصرية «نب آمون» الذي كان يُلقَّب الأمير، والحاكم اليَقِظ الذي لا يعرف الملل، مدير قاعة الفرعون (أي: إدارة الموظفين) المرحوم «نب آمون»، وقد كان له مكانة عظيمة في عهد تحتمس الثالث.
............................................
1- راجع: Weigall, “History,” II. p. 286.
2- راجع: Petrie, “History,” II. p. 76.
3- راجع: Pierret, “Rec. d’Inscription,” p. 3.
4- راجع: Ibid. II. p. 43.
5- راجع: Lanzone, “Catalogo Generaie dei Musei di Antichità Regio Musco di Torino” , 1458..
6- راجع: Urkunden IV, p. 143.
7- راجع: Maciver & Woolley, “Buhen” , p. 11.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|