أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-07
377
التاريخ: 18-10-2016
1046
التاريخ: 25-10-2016
2229
التاريخ: 2023-06-05
1425
|
ثم ينادي (عليه السلام) الله تعالىٰ بهذا النداء الرقيق : « فيا من هو علىٰ المقبلين عليه مقبل ، وبالعطف عليهم عائد مُفضل ، وبالغافلين عن ذكره رحيم رؤوف ، وبجذبهم إلىٰ بابه ودود عطوف ».
وهذا النداء يتضمَّن نقطتين :
أن الله تعالىٰ يُقبل علىٰ من يقبل عليه ويعود عليهم بفضله.
ويعطف علىٰ الغافلين عنه ، ويذهب عنهم الغفلة بالجذبات الربانية.
وبعد هذه البداية يطلب زين العابدين (عليه السلام) من الله تعالىٰ أن يجعله من أوفر أهل الصلاح حظّاً من رحمته ، وأرفعهم منزلةً ، وأجزلهم قسماً ، يقول (عليه السلام) : «أسالك أن تجعلني من أوفرهم منك حظاً ، واعلاهم عندك منزلاً ، وأجزلهم من ودّك قسماً ، وافضلهم في معرفتك نصيباً ».
وتثير هذه الفقرة من الدعاء هذا السؤال : لقد كان الإمام يتمنىٰ أن يلحقه الله تعالىٰ بهم قبل قليل ، والآن يتمنىٰ أن يجعله الله من أوفرهم حظاً وأعلاهم منزلة عنده فكيف نضم هذا السؤال إلىٰ جنب ذلك السؤال ؟ وما الذي حدث في جو الدعاء وفي الجو النفسي للإمام حين الدعاء ، بحيث أدّىٰ إلىٰ هذه القفزه في الطلب والسؤال من طلب اللحوق بالصالحين إلىٰ طلب التقدم عليهم وإمامتهم ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب شرح سرٍّ من اسرار الدعاء. فقد علّمنا الله تعالىٰ أن لا نفتّر في السؤال ، ولا نبخل في الدعاء ، إذا كان المولىٰ كريماً. وما اقبح البخل في السؤال عندما يكون المسؤول كريماً. لا حدّ لخزائن رحمته ، ولا نفاد لها ، ولا تزيده كثيرة العطاء إلّا جوداً وكرماً ([1]).
وقد علّمنا الله تعالىٰ فيما علّمنا من آداب « عباد الرحمن » وأخلاقهم أن تطلب من الله تعالىٰ أن يجعلنا للمتقين إماماً ( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) ([2]).
ونقرأ في الدعاء الوارد عن المعصومين (عليهم السلام) كثيراً هذه الفقرة الطموحة « وآثرني ولا تُؤْثِر عليَّ أحداً ».
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|