يعتبر تصنيف التربة على أساس الأقاليم المناخية وماتتميز به من حياة نباتية طبيعية خاصة من أحدث التصنيفات العامة وهو كذلك من أكثر التصنيفات استخداما فى الوقت الحاضر، وقد كان الباحث الروسی جلینگا  من أول الباحثين الذين وجهوا النظر إلى وجود علاقة قوية بين توزيع الأنواع الرئيسية للتربة وبين الأقاليم المناخية ، فقد لاحظ في أوروبا مثلا أن تربة البودزول تمتد في شمال القارة فى نطاق يتفق مع نطاق المناخ البارد الرطب نسبيا ، الذي تسود فيه الغابات الصنوبرية ، وأنه إلى الجنوب من ذلك يمتد نطاق آخر تسود فيه التربة البنية ، وهو مناخ دافىء في فصل الصيف وتتكون نباتاته الطبيعية من غابات نفضية . ثم إلى الجنوب من ذلك توجد التربة السوداء المعروفة باسم تشرنوزيم Chernozem  في مناطق الحشائش ( الاستبس ) التي يسودها مناخ شبه جاف شديد الحرارة في فصل الصيف وفى نفس الوقت الذي لاحظ جلينكا ، وجود علاقة قوية بين توزيع التربة في أوروبا وبين الأقاليم المناخية بها لاحظ بعض الباحثين في أمريكا أن نفس العلاقة تقريبا موجودة بين أنواع التربة الرئيسية في هذه القارة وبين النطاقات المناخية بها ، وبعد ذلك تبين أن علاقات مشابهة موجودة كذلك في جهات أخرى من العالم ، ولذلك فقد أصبح من المتفق عليه تقريبا أن تصنيف التربة على أساس المناخ أفضل من تصنيفها على أساس نوع الصخر الأصلى أو اللون ، Processes يظهر بوضوح فى نواح كثيرة ، فالمناخ هو الذي يتحكم في تجوية الصخور وفي عمليات الإذابة والتصفية وفى عمليات تحلل المواد العضوية وفى كثير من العمليات الجيومورفولوجية التى تؤدى إلى جرف التربة أو نقلها وترسيبها وهكذا ، وفيما يلى وصف الأهم صفات التربة السائدة في بعض الأنواع المناخية الرئيسية وهي : 1 - الأقاليم الرطبة ، 2 - الأقاليم الجافة وشبه الجافة ، 3 - الأقاليم القطبية 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Glinka, K. D., The Great Soil Groups of the World and their Development, Translated (1) by Marbut Edwards Brothers, 1927.