المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4909 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الفاصوليا Common Beans
2025-01-21
الآفات والأمراض التي تصيب الفاصوليا
2025-01-21
اختبار تحلل الكازائين Casein Hydrolysis Test
2025-01-21
الأقاليم المناخية والنباتية وأنماط التربة في أسيا
2025-01-21
سكان المملكة المتحدة
2025-01-21
الخصائص الفيزيائية للحموض الأمينية
2025-01-21

موقف القوانين من مسألة الانفراد بمسكن الزوجية
11-2-2016
كيفيّة نقل الرواية / الرسالة.
2023-12-19
i
24-10-2018
مهارة التقويم
10-3-2022
آلة اليونيتيب
15-7-2020
تفسير سورة يونس من آية (1 -78)
2024-01-13


التشبيه والتجسيم والرؤية وحكم القائل بذلك  
  
32   06:43 صباحاً   التاريخ: 2025-01-21
المؤلف : آية الله السيد محسن الخرّازي
الكتاب أو المصدر : بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 58 - 62
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الجلالية ( السلبية ) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014 949
التاريخ: 6-08-2015 995
التاريخ: 31-3-2018 968
التاريخ: 25-10-2014 1043

من قال بالتشبيه في خلقه - بأن صور له وجها ويدا وعينا، أو أنه ينزل إلى السماء الدنيا، أو أنه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر أو نحو ذلك - فإنه بمنزلة الكافر به جاهل بحقيقة الخالق المنزه عن النقص (1)، بل كل ما ميزناه بأوهامنا في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلنا مردود إلينا - على حد تعبير الإمام الباقر عليه السلام (2) - وما أجله من تعبير حكيم! وما أبعده من مرمى علمي دقيق .

وكذلك يلحق بالكافر من قال: إنه يتراءى لخلقه يوم القيامة، وإن نفى عنه التشبيه بالجسم لقلقة في اللسان (3)، فإن أمثال هؤلاء المدعين حمدوا على ظواهر الألفاظ في القرآن الكريم (4) أو الحديث (5) وأنكروا عقولهم وتركوها وراء

ظهورهم (6) فلم يستطيعوا أن يتصرفوا بالظواهر حسبما يقتضيه النظر والدليل وقواعد الاستعارة والمجاز.

____________________

(1) لما عرفت من أن الجسمية والأجزاء عين الحاجة إلى الأجزاء والمحل وهو تعالى عين الغنى ومنزه عن خصائص الممكنات، فمن اعتقد بإله متجسد فهو كافر بحقيقة الإله المنزه من النقص والحاجة، وما اعتقده بعنوان الإله ليس إلا ممكنا من الممكنات فالمجسمة والمشبهة وإن كانوا من طوائف المسلمين ولكنهم في الحقيقة من الكافرين. ثم إن من لا جسم له ولا حد له ولا مكان له وكان محيطا بكل شئ كيف يمكن أن ينزل من مكان إلى مكان آخر.

(2) كما هو المروي في المحجة البيضاء (أ): ونحوه روايات كثيرة منها: ما عن الرضا - عليه السلام - في قول الله عز وجل: " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " قال: " لا تدركه أوهام القلوب فكيف تدركه أبصار العيون " (ب) .

ومنها: ما روي عن الرضا - عليه السلام - أنه قال في توصيفه تعالى: " هو اجل من أن تدركه الابصار أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل " (ج).

وبالجملة أن الإبصار لا يمكن إلا إذا كان المبصر محدودا وفي جهة وهو لا يناسب الرب تعالى لأنه غير محدود ولا يتناهى وهكذا ما يتخيله الإنسان وإن كان مجردا عن المادة ولكنه متقدر بالأبعاد والأشكال، ومع التقدر المذكور يكون محدودا بحدود الأبعاد والأشكال، فكيف يمكن للإنسان أن يتخيل المبدأ المتعالي الذي لا يكون محدودا بحد أو بعد، فلذلك لا تناله يد البصر والوهم، بل العقل عاجز عن درك حقيقته وكنهه إذ لا ماهية ولا جنس ولا فصل له حتى يتعلقها ويعرفه بها ذاته وكنهه، بل يعرفه العقل بعون المفاهيم المنتزعة عن ذاته مع سلب مماثلة شئ به تعالى، ويقال عند توصيفه: أنه موجود وحي وعالم وقادر وليس كمثله شئ، أو أنه ليس بمحدود، أوليس بمتناه، فالعقل عاجز عن درك كنهه، ولكن له أن يعرفه بالمفاهيم المذكورة مع سلب خصائص الممكنات عنه (د).

قال ابن ميثم البحراني: " إن ذات الله تعالى لما كان برية عن أنحاء التركيب، لم يكن معرفته ممكنة إلا بحسب رسوم ناقصة تتركب من سلوب وإضافات تلزم ذاته المقدسة لزوما عقليا " (هـ) فافهم. ومما ذكر يظهر المراد من قول مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام - في نهج البلاغة: " لم يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته " (و).

ثم هنا سؤال وهو: أن الرؤية إذا كانت غير ممكنة فكيف روي عن علي - عليه السلام - أنه قال في جواب من قال له: هل رأيت ربك؟: " لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره "، ولكن الجواب عن ذلك منقول أيضا عنه - عليه السلام - حيث قال في جواب السائل: فكيف رأيته صفه لنا؟: " ويلك لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقايق الإيمان ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب - الحديث " (ز) ولعل المراد من الرؤية القلبية هو الشهود والعرفان القلبي والعلم الحضوري.

(3) لأن نفي الجسمية مع تصوير الرؤية بالعين والبصر لا يجتمعان إذ المرئي لا يكون مرئيا إلا إذا كان جسما، وفي جهة، وذا أبعاد، ثم إن المراد ممن ذهب إلى جواز الرؤية مع نفي الجسمية هم الأشاعرة (ح) ثم إن الرؤية بالروح والنفس كالرؤية في المنام أيضا مستحيلة لعدم كونه تعالى متقدرا بمقدار ومتحددا بحدود واشكال فلا مجال لرؤيته مطلقا.

(4) كقوله تعالى: " الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وانهم إليه راجعون " (ط) بدعوى أن الملاقاة لا تتحقق بدون الرؤية، مع أن المراد منها هو الكناية عن مسبب اللقاء وهو ظهور قدرة الرب عليه، فإن الرجل إذا حضر عند ملك ولقيه دخل هناك تحت حكمه وقهره دخولا لا حيلة له في رفعه (ي)، فهو لقاء القدرة والحكومة.

أو المراد منها هو جزاء ربهم، إذ من لقي الملك جزاه بما يستحقه، أو غير ذلك، وبالجملة فهو من باب ذكر السبب وإرادة المسبب.

وكقوله: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " (ك) وقد استدل به الأشاعرة على جواز رؤيته. وأجيب عنه:

بأن المراد هو الشهود القلبي والعلم الحضوري كما روي عن النبي - صلى الله عليه وآله - ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة محدودة (ل).

أو المراد هو الرجاء كما يقال: إن زيدا كان نظره إلى عمرو ومعناه أنه رجا به.

أو المراد هو النظر إلى ثواب ربها بتقدير المضاف، أو غير ذلك.

هذا كله مضافا إلى أن مقتضى الجمع بين تلك الآيات والآيات المحكمة الأخرى وكقوله: " لا تدركه الأبصار " وقوله: " ليس كمثله شئ " وقوله:

" لا يحيطون به علما " هو حمل تلك الآيات على وجوه لا تنافيها حملا للمجمل على المبين.

(5) كما روي عن النبي - صلى الله عليه وآله -: من " أن الله خلق آدم على صورته " (م) بدعوى رجوع الضمير في قوله: (على صورته) إلى الله - تعالى الله عنه -، مع احتمال كون الإضافة تشريفية كإضافة الكعبة إليه أو الروح إليه، كما هو المروي هذا مضافا إلى ما ورد من أن الناس حذفوا أول الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - مر برجلين يتسابان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبح الله وجهك ووجه من يشبهك، فقال - صلى الله عليه وآله -: " يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك، فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته " (ن).

ومضافا إلى أن من المحتمل أن المراد منه أن الله تعالى خلق آدم على الصورة الإنسانية من أول الأمر، لا صورة حيوان آخر بالمسخ، أو أن المراد من الصورة الصفة، فيكون المعنى أن آدم - عليه السلام - امتاز عن سائر الأشخاص والأجسام بكونه عالما بالمعقولات وقادرا على استنباط الحرف والصناعات، وهذه صفات شريفة للشخص نفسه مناسبة لصفات الله تعالى من بعض الوجوه (س)، وهكذا هنا روايات أخرى عن طرق العامة يستدل بها على جواز الرؤية في الآخرة، ولكنها مخدوشة من جهات مختلفة مذكورة في كتب أصحابنا الإمامية، وإليك ما ألفه العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين - قدس سره - تحت عنوان " كلمة حول الرؤية " واحقاق الحق (ع). على أن هذه الروايات مضافا إلى ضعفها معارضة مع روايات كثيرة أخرى فلا تغفل.

(6) مع أن الظواهر لا حجية لها عند قيام القرائن القطعية على خلافها، وأي قرينة أحسن من الأدلة العقلية القطعية التي لا مجال للتشكيك والترديد فيها. هذا مضافا إلى أن الظن لا يغني في الأصول الاعتقادية كما لا يخفى.

_______________

(أ) المحجة البيضاء: ج 1 ص 219.

(ب) بحار الأنوار: ج 4 ص 29.

(ج) بحار الأنوار: ج 3 ص 15.

(د) راجع أصول فلسفة: ج 5 ص 144 - 145.

(هـ) شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني: ج 1 ص 121.

(و) الخطبة: 49.

(ز) بحار الأنوار: ج 4 ص 27.

(ح) راجع اللوامع الإلهية: ص 82.

(ط) البقرة: 46.

(ي) راجع اللوامع الإلهية: ص 98.

(ك) القيامة: 22.

(ل) الميزان: ج 20 ص 204.

(م) راجع اللوامع الإلهية: ص 101.

(ن) مصابيح الأنوار: ج 1 ص 206.

(س) راجع اللوامع الإلهية: ص 104.

(ع) إحقاق الحق: ج 4 ص 133.

 

 

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.