يوجد وحدتان سياستان منفصلتان في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة الملايو الأولى هي أتحاد ماليزيا الذي جمع بين مستعمرتين بريطانيتين سابقتين وتسع دول ملاوية كانت تحت سيطرة الحاكم البريطاني والتي اعطيت جميعا استقلالا تحت هذا الاتحاد الفيدرالي في عام 1957. أما الوحدة الثانية فهى سنغافورة المستعمرة البريطانية السابقة والتي تشمل الجزيرة التى تقع فيها سنغافورة ، وقد كان الطرف الجنوبي من شبه جزيرة الملايو حتى نهاية القرن التاسع عشر اقليما غير مستغل تماما يقطن به الملايوون السكان الأصليون المسلمون ذو البشرة البنية والذين ينتشروا في المناطق الساحلية على جانبي مضيق ملقا وفى شبه جزيرة الملايو وفى جزيرة سومطرة وقد ارتكزت حياة هؤلاء السكان على زراعة الأرز حيث الظروف الطبيعية ملاءمة لزراعته وعلى صيد الاسماك حيث لم يتمكنوا من تحقيق مستوى معيشى مرتفع كما تحقق لدى جيرانهم فى اليابان ولم يكن لديهم تنظيما سياسيا ولكن نظرا لاهتمام عديد من الدول الأوروبية بمضى ملقا فقد احتلت بعضها مواقع مختلفة على طول الخليج حيث اقامت في تلك المواقع قواعد بحرية . وكان أخرها القاعدة البريطانية التي اقيمت في سنغافورة وقد تطورت ثروة شبه الجزيرة مع بداية القرن العشرين حيث احضرت اشجار المطاط الطبيعي من الامزون لزراعتها هنا في المزارع التجارية حيث الظروف الجغرافية ملاءمة لإنتاجه على نطاق كبير ونظراً لأن زراعة المطاط طلبت ايدي  عاملة كثيرة ويسبب عزوف سكان الملايو عن الاشتراك فى زراعة هذا المحصول لتفرغهم لزراعة الأرز فقد شجع البريطانيون هجرة العمالة من مناطق متعددة من الشرق الأقصى ولاسيما من الصين والهند وجاوه وقد اثبت الصينيون تفوقا في هذا المضمار على بقية الجماعات العاملة الاخرى الوافدة .ويكون سكان الملايو خليطا جنسيا فالسكان الملايوون الأصليون يكونوا ما قرب من نصف السكان وهم أغلبية مسلمة في حين يكون الصينيون ما يقرب من 39٪ من مجموع السكان في مقابل 11% للهنود و1% أو أقل البقية العناصر الأوروبية ويبلغ مجموع سكان ماليزيا ما يقرب من 19 مليون نسمة . وقد عاشت هذه العناصر في الملايو قبل الحرب العالمية الثانية في ونام وانسجام نجد أن هذا الوضع قد تغير منذ الحرب العالمية الثانية بعد أن تعلم الملايوون معنى القومية وطالبوا بالاستقلال وقد كانت الاحوال الاقتصادية غير مستقرة في البلاد حينذاك فقبل الحرب العالمية الثانية كانت مزارع المطاط في الملايو وسومطرة تنتج سنويا ما يقرب من 90% من إنتاج المطاط العالمي ، ولكن بعد زراعة المطاط في أماكن أخرى من العالم قبل الهند الصينية وافريقيا أخذ مساهمة الملايو في تجارة المطاط العالمية في النقطان ولاسيما بعد ظهور المطاط الصناعي الذي ينتج أساسا في المانيا والولايات المتحدة الامريكية ومن ثم فقد وجدت الملايو نفسها بعد الحرب العالمية الثانية تساهم بأقل من 30% من المطاط العالمي .ويعتبر الصفيح مادة تصدير هامة في الملايو حيث وجد في حصى المجاري المائية ويمكن انتاجه بأسعار أكثر انخفاضا عن أسعار انتاجه في أي مكان آخر في العالم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أ. د. يسرى الجوهري: جغرافية العالم ص 619 وما بعدها.