أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-02-24
![]()
التاريخ: 2025-02-24
![]()
التاريخ: 2025-02-25
![]()
التاريخ: 2025-02-26
![]() |
[الفصل الأول: سيرته]
[المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته]
هو تقي الدين أبو عمرو عثمان بن صلاح الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن أبي نصر النصري الكردي الشرخاني الشهرزوري الأصل، الموصلي النشأة، الدمشقي الموطن والوفاة، الشافعي المذهب (1).
والنَّصْري: بفتح النون وسكون الصاد المهملة وبعدها راء مهملة أيضاً؛ نسبة إلى جدِّه ((أبي نصر)) (2).
والشَّرَخاني: بفتح الشين المعجمة والراء المهملة والخاء المعجمة؛ نسبة إلى ((شرخان)) قرية من قرى شهرزور (3).
والشَّهْرَزُوري: بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء وفتح الراء وضم الزاي وسكون الواو وفي آخرها راء مهملة. وهي كورة واسعة بين إربل وهمدان، تنسب إلى بانيها (زور بن الضحّاك) (4).
[المبحث الثاني: مولده]
اتّفق كلّ مَنْ ترجم لابن الصلاح على أنّ مولده كان سنة (577 هـ) (5)، لا خلاف بينهم في ذلك، وإنّما الخلاف كان في مكان ولادته، فالجمهور على أنّ ولادته كانت في مدينة ((شهرزور)) (6).
وانفرد تلميذه ابن خلّكان (7) بالقول أنّ مولده كان في ((شرخان))، وعلى الرغم من أنّ هذا الاختلاف ليس بذي بالٍ في إظهار خلافٍ ما، إلاَّ أنّ هذا الاختلاف – على تقدير وجوده - لا يلبث أن يزول إذا ما علمنا أنّ ((شرخان)) قرية تابعة إلى ((شهرزور))، فمَنْ نَسَبَ إلى الأول فقد دقّق، ومَنْ نَسَبَ إلى الثاني فقد اكتفى بذكر القطر الأعم، والله أعلم.
[المبحث الثالث: أسرته ونشأته وطلبه للعلم]
لَمْ توفّر المصادر التي بين أيادينا مادة علميّة عن أفراد أسرة مترجمنا، بل قصارى ما عرفناه عنهم: ما كان يتبؤه والده من المكانة الاجتماعيّة والمركز العلميّ المرموق. ولا ضير في أن نتعرّض لترجمة مقتضبة لوالده فنقول: لَمْ يكن والده صلاح الدين أبو القاسم عبد الرحمن يعرف تاريخ مولده على وجه الدقة، بل كان يخمن أنّه ولد سنة (539 هـ) (8)، وطلب العلم لا سيما الفقه، وبرع فيه حتَّى ((كان من جلّة مشايخ الأكراد المشار إليهم))(9)، ومن ثَمَّ تقلّبت به صروف الدهر ما بين موطنه والموصل، حتَّى استقر به الأمر في حلب (10)، فتولَّى هناك التدريس في المدرسة الأسديّة(11)، حَتَّى تُوفِّي بحلب في ذي القعدة سنة (618هـ) (12).
ولقد رعى الوالد ولده وأحسن تربيته، فلقَّن ابنه - الذي ظهرت عليه مخايل النباهة وعلوُّ الهمة وعظيم النشاط - الفقه، وممّا يدلّ على ذلك ما روي عنه أنّه أعاد قراءة كتاب " المهذّب " على والده أكثر من مرّة ولم يختطَّ شاربه بعد (13).
والذي يبدو لنا: أنّ الوالد لمّا أحسَّ بنهم ولده للعلم، اكتفى بأن أعطاه مبادئ العلوم الأوليّة، ومن ثم ترك لولده مهمّة اختيار طبيعة دروسه، فلم يهمل الولد تنويع مصادر معرفته، فطلب على مشايخ بلده الذين كان غالبهم من الأكراد (14).
وبعد أن أدرك أبو القاسم أن تطلّعات ولده تسمو به عن أن يفي بها معلمو قريته الصغيرة، فسافر به إلى مدينة الموصل (15) - إحدى أكبر حواضر الإسلام - ولم يطل المقام به كثيراً فيها (16)، فما هو إلاَّ أن اشتدَّ عوده وقوي على تحمّل أعباء الحياة، حَتَّى يمَّم وجهه صوب قبلة العلم وجوهرة الشرق دار السلام "بغداد" (17)، التي كانت آنذاك تعجّ بمظاهر العِلْم، وصنوف أرباب المعرفة وطلابهم، فوردها تقي الدين وسمع بها من جملة من المشايخ (18)، ثُمَّ بعد أن أحسَّ أن الرحلة سنّة من يطلب هذا الشأن (الحديث)، شدَّ رحاله إلى بلاد العجم، ولزم فيها الرافعي (19) وبه تفقّه وبرع في مذهب الشافعي (20).
ثُمَّ أجاب أبو عمرو داعي العلم في خراسان حيث الأسانيد العالية التي يرغب فيها أهل الحديث، فدخل نيسابور، ومرو، وهمذان، إلاَ أن أبرز مَنْ لَقِيَ من المشايخ هناك: الإمام أبا الْمُظَفَّر السمعاني (21)، وبعد أن سمع وحصّل ((الكثير بالموصل وبغداد ودنيسر (22) ونيسابور ومرو وهمذان ودمشق وحران)) (23)، وتأهّل لأن يكون إماماً يشار إليه بالبنان. عاد أدراجه بعد رحلة طويلة جال فيها أهم مراكز العلم في بلاد المشرق الإسلاميّ، فدخل دمشق وقد ناهز السادسة والثلاثين من عمره الذي كانت عدد سنواته (ستّة وستّين عاماً)، وكان ذلك في حوالي سنة (613 هـ) (24).
ثُمَّ قصد القدس فأقام بها (25)، ودرَّس في المدرسة الصلاحيّة وتسمّى الناصريّة أيضاً(26)، ثُمَّ لمّا أمر الملك المعظم بهدم سور القدس (27)، نزح إلى دمشق مستقرّاً بها (28)، وذلك في حدود سنة (630 هـ) (29).
ولا نُغْفِل أنّ أبا عمرٍو سافر إلى الحرمين حاجّاً، - قَبْلَ استقراره في دمشق وبعدها - وهو لَمْ يعدم في سفرته هذه علماً يضيفه إلى مخزون علمه (30).
[المبحث الرابع: وفاته]
بعد ستّة وستّين من الأعوام، جاءت سكرة الموت بالحق، فاختار الله تعالى ابن الصلاح إلى جواره الكريم، ففاضت روحه في صباح (31) يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر (32).
وقيل: ستة وعشرون (33)، في حين اكتفى بعض المؤرّخين بذكر الشهر من غير تعيين يوم منه (34).
وعلى كل التقديرات فإنّهم متّفقون على أنّ وفاته كانت سنة (643 هـ) (35)، وكثر التأسّف عليه وحمل نعشه على رؤوس الناس، وازدحم على سريره الخلق، وكان على جنازته هيبة وخشوع، فَصُلِّي عليه بجامع دمشق بعد الظهر، وشُيِّع إلى داخل باب الفرج وصُلِّي عليه هناك ثانية، ولم يقدر الناس على الخروج لدفنه؛ لأنّ دمشق كانت محاصرة من الخوارزميّة (36)، وَلَمْ يخرج مَعَهُ إلاَّ نحو عشرة أَنْفُس مخاطرين حَتَّى دفنوه في مقابر الصوفيّة خارج باب النصر (37)، فرحمه الله (38).
[الفصل الثاني: ثقافته]
[المبحث الأول: شيوخه]
حرص المترجَم على أن يتلقّى العلم من أفواه الرجال على ما جرت به عادّة أهل الإسلام، فرحل في سبيل ذلك - كما قدّمنا - إلى كثير من الأقطار، فبعد إقامته بالموصل ((دخل بغداد، وطاف البلاد، وسمع من خلق كثير وجمٍّ غفير ببغداد، وهمذان، ونيسابور، ومرو، وحران، وغير ذلك، ودخل الشام مرتين)) (39).
لذا رأينا أن نذكرهم على حسب بلدانهم التي سمع فيها منهم المترْجَم:
الموصل:
1. عماد الدين أبو حامد مُحَمَّد بن يونس بن منعة الإربلي ثُمَّ الموصلي الفقيه الشافعي، ت (608 هـ) (40).
2. أبو جعفر عبيد الله بن أحمد المشهور بـ(ابن السَّمين) (41)، ت (588 هـ) (42)، وهو أقدم شيخ له (43).
3. نصر بن سلامة الهيتي (44).
4. محمود بن علي الموصلي (45).
5. عبد المحسن بن الطوسي (46).
6. أبو الْمُظَفَّر بن البرني (47).
بغداد:
7. أبو أحمد ضياء الدين عبد الوهاب بن أبي منصور علي بن عبيد الله بن سكينة البغدادي الصوفي الشافعي (48)، شيخ الشيوخ الإمام العالم الفقيه المحدِّث الثقة المعمر القدوة الكبير شيخ الإسلام مفخرة العراق، ت (607 هـ) (49).
8. أبو حفص عمر بن مُحَمَّد بن مُعَمَّر بن أحمد البغدادي الدارقزي المؤدب المشهور بـ: ابن طَبَرْزَذ (50) الشَّيْخ المسند الكبير الرحلة، ت (607 هـ) (51).
بلاد العجم:
9. أبو القاسم عبد الكريم بن أبي الفضل محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين الرافعي القزويني (52) شيخ الشافعية عالم العجم والعرب إمام الدين، ت (623 هـ)(53).
مرو:
10. أبو الْمُظَفَّر فخر الدين عبد الرحيم بن الحافظ الكبير أبي سعد عبد الكريم بن محمد ابن منصور السمعاني المروزي الشافعي (54) الشَّيْخ الإمام العلاَّمة المفتي المحدِّث، ت (617 هـ) أو (618 هـ) (55).
11. محمد بن عمر المسعودي (56).
12. مُحَمَّد بن إسماعيل الموسوي (57).
13. أبو جعفر مُحَمَّد بن مُحَمَّد السنجي (58).
نيسابور:
14. أبو بكر، وأبو الفتح، وأبو القاسم: منصور بن مسند وقته أبي المعالي عبد المنعم ابن المحدِّث أبي البركات عبد الله بن فقيه الحرم أبي عبد الله مُحَمَّد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي ثُمَّ النيسابوري (59). الشَّيْخ الجليل العدل المسند، ت (608 هـ)(60).
15. رضي الدين أبو الحسن المؤيد بن مُحَمَّد بن علي بن حسن الطُّوسي ثُمَّ النيسابوريّ الشَّيْخ الإمام المقرئ الْمُعَمَّر مسند خراسان، ت (617 هـ) (61).
16. حُرَّة ناز أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمان بن الحسن بن أَحْمَد الجرجانية الأصل النيسابورية الشعرية (62) الشيخة الجليلة مسندة خراسان، ت (615 هـ) (63).
17. شهاب الدين أبو بكر القاسم بن الشَّيْخ أبي سعد عبد الله بن الفقيه عمر بن أَحْمَد النيسابوري ابن الصفَّار (64) الإمام الفقيه الشافعي المسند الجليل مفتي خراسان، ت (618 هـ) (65).
18. مُحَمَّد بن الحسن الصرَّام (66).
19. أبو المعالي بن ناصر الأنصاري (67).
20. إسماعيل بن عثمان بن إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر (68)، أبو النجيب القارئ النيسابوري، ت (617 هـ) أو (618 هـ) (69).
همذان:
21. أبو الفضل عبد الرحمان بن عبد الوهاب بن أبي زيد الْمُعَزِّم الهمذاني الفقيه(70)، ت (609 هـ) (71).
حران:
22. أبو مُحَمَّد عبد القادر بن عبد الله بن عبد الرحمان الرُّهاوي الحنبلي السفار (72) الإمام الحافظ المحدِّث الرَّحَّال الجوَّال محدِّث الجزيرة، ت (612هـ) (73).
دمشق:
23. فخر الدين أبو منصور عبد الرحمان بن مُحَمَّد بن الحسين بن هبة الله بن عبد الله الدمشقي الشافعي (74) بن عساكر، الشَّيْخ الإمام العالم القدوة المفتي شيخ الشافعية، ت (620 هـ) (75).
24. موفق الدين أبو مُحَمَّد عبد الله بن أحمد بن مُحَمَّد بن قدامة المقدسي الجَمَّاعيلي ثُمَّ الدمشقي الصالحي الحنبلي (76)، الشَّيْخ الإمام القدوة العلاَّمة المجتهد شيخ الإسلام، ت (620 هـ) (77).
25. جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن مُحَمَّد بن أبي الفضل بن علي الأنصاري الدمشقي الشافعي ابن الحرستاني (78)، الشَّيْخ الإمام العالم المفتي المعمَّر الصالح مسند الشام شيخ الإسلام قاضي القضاة، ت (624 هـ) (79).
حلب:
26. زين الدين أبو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله بن علوان الأسدي الشافعي (80) الشهير بـابن الأستاذ، قاضي حلب. ت (635 هـ) (81).
وغيرهم أعرضنا عن ذكرهم اختصارًا للمقام.
[المبحث الثاني: تلامذته]
ما كاد ابن الصلاح يلقي عصا ترحاله مستقراً بالقدس أوَّلاً، ثُمَّ دمشق ثانياً، حَتَّى تقاطر عليه طلبة العلم من كل صوب، يحدوهم أمل أن يفوزوا بالتَّتلمذ على يديه، والاغتراف من معين علمه. وما كان ابن الصلاح ليتمتَّع بهذا الفضل الذي يشهد به العدو قبل الصديق، والفضل ما شهدت به الأعداء - كما يقولون - لولا صفات أهَّلته لأن يكون مَوْئِل الباحثين عن الحقيقة الناشدين عن المعرفة؛ فبات من العسير علينا أن نحصيَ تلامذة إمام بهذا المستوى؛ لذا ارتأينا الاقتصار عَلَى أشهرهم، وهم:
1. شمس الدين أبو العباس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلّكان البرمكي الإربلي الشَّافِعِيّ (82) قاضي القضاة، ت (681 هـ) صاحب الكِتَاب المَشْهُوْر" وفيات الأعيان " (83).
2. عبد الرحمان بن نوح بن مُحَمَّد شمس الدين التركماني المقدسي ثُمَّ الدمشقي، أخذ عن ابن الصلاح (84)، وكان أعرف تلاميذه بمذهب الشافعي، مولده سنة (597 هـ)، سمع الكثير من الحديث، ودرَّس بالرواحية، وكان ذا هيبة ووقار وسمت حسن وخشوع، توفي سنة (654 هـ)، وكان قد بلغ الخمسة والثمانين عاماً (85).
3. كمال الدين أبو الفضائل سلار بن الحسن بن عمر الإربلي، أخذ عن ابن الصلاح(86)، قال النووي: ((هو شيخنا المجمع على إمامته وجلالته وتقدمه في علم المذهب عَلَى أهل عصره، والمرجع إليه في حلِّ مشكلاته)) (87). كان مفتي الشام، وتوفّي سنة (670 هـ) عن بضع وستين سنة (88).
4. كمال الدين أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي ثُمَّ المقدسي، أخذ العلم عن الفخر بن عساكر ثُمَّ عن ابن الصلاح (89)، وأعاد بعد ابن الصلاح بالرواحية عشرين سنة، توفي سنة (650 هـ)، ودفن إلى جانب ابن الصلاح (90).
5. أبو الفتح عمر بن بندار بن عمر التفليسي الشافعي القاضي، أخذ عن ابن الصلاح(91)، وسمع الحديث وتفقه في مذهب الشافعي وبرع فيه، ولي قضاء دمشق نيابة، ثُمَّ ترك الشام وتوجه إلى مصر فأدركته المنية هناك سنة (672 هـ) (92).
6. شمس الدين أحمد بن علي بن الزبير بن سليمان القاضي الجيلي الدمشقي الشافعي الشاهد الصوفي، سمع عَلَى ابن الصلاح (93)، توفي سنة (724 هـ) (94).
7. رشيد الدين إسماعيل بن عثمان بن مُحَمَّد بن عبد الكريم الحنفي، المعروف بـ: ابن المعلّم، كَانَ فاضلاً في مذهب الحنفية، سَمِعَ ابن الصَّلاَح (95) قَالَ الذهبي: كَانَ ديِّناً مقتصداً في لباسه متزهِّداً، غادر دمشق ودخل القاهرة وظل فِيْهَا حَتَّى توفي سنة (714 هـ) (96).
8. زين الدين أبو مُحَمَّد عبد الله بن مروان بن عبد الله بن فيروز الفارقي خطيب دمشق وشيخ دار الحديث، سمع ابن الصلاح (97)، قال الذهبي: ((كان فصيحاً متقناً متحرّياً لديه فضيلة جيدة مع دين وصيانة وقوة في الحق))، توفي سنة (703 هـ)(98).
9. ناصر الدين مُحَمَّد بن يوسف بن مُحَمَّد بن عبد الله المصري الأصل الدمشقي، المشهور بـ: ابن المهتار، سَمِعَ ابن الصَّلاَح (99)، توفي سنة (715 هـ) (100).
10. عماد الدين يَحْيَى بن أَحْمَد بن يوسف بن كامل الحسيني البصروي، سَمِعَ ابن الصَّلاَح (101)، وكان خيّراً متواضعاً سنيّاً شافعيّاً، توفي سنة (705هـ) (102). وغيرهم كثير.
[المبحث الثالث: نشره للعلم]
مرَّ بنا أن ابن الصلاح استوطن أولاً القدس، ومن ثم نزح إلى دمشق متّخذاً مِنْهَا مستقرّاً وموطناً، وكان المترْجَم منذ نعومة أظفاره قد تعوّد الدرس والتدريس، فعندما كان في مقتبل عمره ولا يزال غضّ العود طري البنية، وفي أول سفر له إلى الموصل، ولاَّه شيخه عماد الدين بن يونس الإعادة في درسه (103)، ثُمَّ لما اشتدّ عوده وصلب وبعد أن جمع شتات العلوم وأصبح علماً يشار إليه، أسندت إليه مهمة التدريس في المدارس التي كانت بمثابة جامعات تُخَرِّج علماء في مختلف التخصصات، ومن تلك المدارس التي درَّس فيها أبو عمرو هي:
1. المدرسة الصلاحية (104): وتسمَّى الناصرية أيضاً (105)، تقع في القدس وتنسب إلى بانيها السلطان الملك الناصر صلاح الدين أبو الْمُظَفَّر يوسف بن أيوب ابن شاذي الدويني الكردي الأصل التكريتي المولد (106)، وكان إنشاؤها سنة (583 هـ) للشافعية، وكانت كنيسة فهدمها وبناها مدرسة (107)، وهي الآن كنيسة للنصارى(108).
2. المدرسة الرواحيّة (109): وتنسب إلى بانيها زكي الدين أبي القاسم هبة الله ابن مُحَمَّد بن رواحة الحموي التاجر المعدَّل، ت (622 هـ) (110)، وابن الصلاح أوَّل مَنْ درَّس فيها (111)، وتقع شرقي مسجد ابن عروة بالجامع الأموي ولصيقه، شمالي جيرون، وغربي الدولعيّة، وقبلي السيفية الحنبلية (112)، وهي الآن دار (113).
3. دار الحديث الأشرفية (114): تقع بجوار باب القلعة الشرقي غربي المدرسة العصرونية وشمالي المدرسة القايمازية (115)، تنسب إلى بانيها الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك العادل بن أيوب، ت (635 هـ)، وافتتحت سنة (630هـ)، بعد أن استغرق بناؤها سنتين، ووقف عليها أوقافاً، وأول من ولي مشيختها أبو عمرو بن الصلاح، وبقي فيها ثلاث عشرة سنة (116)، وهي لا تزال مدرسة حَتَّى اليوم(117).
4. مدرسة ست الشام زمرد خاتون (118): وتسمَّى الشامية الجوَّانية (119) والشامية الصغرى (120)، وتقع قبلي المارستان النوريّ، تنسب إلى منشئتها ست الشام زمرد خاتون بنت نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان، ت (616هـ) (121)، قال مُحَمَّد كرد علي: ((وقد خربت هذه المدرسة ولم يبقَ فيها سوى بابها وواجهتها الحجريّة واتّخذت دارًا)) (122).
[المبحث الرابع: آثاره العلميّة]
على الرغم من كل الظروف العصيبة والمهمات العديدة التي كانت تقع على عاتق ابن الصلاح؛ فإنه قد ترك لنا ثروة علمية لا يستهان بها، يمكن من خلالها أن نتصور ما كان يتمتع به هذا الإمام من عقلية صلبة وفكر فسيح، خصب الزرع وارق النتاج. ولم يكن لمشاغله المتعددة بَيْنَ تدريس في المدارس الثلاث والإفتاء ومراعاة أحوال الناس عائق في وجه شلال فكره الهادر، فكانت ثماره عظيمة أغنت المكتبة الإسلامية ببحوث إن لَمْ تكن مستوفية، فإنها كانت ذات جدة وأصالة في أكثر موضوعاتها، ففتحت الباب لمن جاء بعده لتكون تلك الآثار محور تدور في فلكه كثير من المؤلفات.
واستطعنا أن نقف له على ما يربو على العشرين مؤلفاً، هي:
1. أحاديث في فضل الإسكندرية وعسقلان (123).
2. الأحاديث الكلية (124).
3. أدب المفتي والمستفتي (125).
4. الأمالي (126).
5. حديث الرحمة (127).
6. حكم صلاة الرغائب (128).
7. حلية الإمام الشافعي (129).
8. شرح معرفة علوم الحديث، للحاكم النيسابوري (130).
9. شرح الورقات لإمام الحرمين في أصول الفقه (131).
10. صلة الناسك في صفة المناسك (132).
11. صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط (133).
12. طبقات فقهاء الشافعية (134).
13. معرفة أنواع علم الحديث (135).
14. الفتاوى (136).
15. فوائد الرحلة (137).
16. مختصر في أحاديث الأحكام (138).
17. مشكل الوسيط (139).
18. مشكلات البخاري (140).
19.المؤتلف والمختلف في أسماء الرجال (141).
20. النكت على المهذب (142).
21. وصل بلاغات الموطأ (143).
22. وقف دار الحديث الأشرفية (144).
[المبحث الخامس: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه]
أطنب العلماء في الثناء عَلَى ابن الصلاح ثناءً منقطع النظير، يدل على ما تمتع به هذا الرجل من مكانة في قلوب الناس، وما تبوَّأه من المكانة المرموقة عندهم. ويتضح هذا جليّاً من أقوالهم التي نوردها، ومنها:
1. قول أبي عمرو بن الحاجب: ((إمام ورع، وافر العقل، حسن السمت متبحر في الأصول والفروع، بالغ في الطلب حَتَّى صار يضرب به المثل، وأجهد نفسه في الطاعة والعبادة)) (145).
2. وقول شمس الدين بن خلكان: ((كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال، وما يتعلق بعلم الحديث ونقل اللغة، وكانت له مشاركة في فنون عديدة، وكانت فتاويه مسددة)) (146).
3. وثناء صفي الدين المراغي بقوله: ((أحد الأئمة المشهورين، والعلماء العاملين، والحفاظ المذكورين، جمع بَيْنَ علوم متعددة: علم الفقه وعلم أصوله وعلم الحديث وعلم العربية، مع ما أوتي من التحري والإتقان، مضافاً إلى سلوك طريقة السلف، معظماً عند الخاص والعام)) (147).
4. وأطنب الذهبي في مدحه فقال: ((الإمام الحافظ العلاّمة شيخ الإسلام ... كان ذا جلالة عجيبة ووقار وهيبة، وفصاحة، وعلم نافع، وكان متين الديانة، سلفي الجُمْلة، صحيح النحلة، كافاً عن الخوض في مزلات الأقدام، مؤمناً بالله وبما جاء عن الله من أسمائه ونعوته، حسن البزة، وافر الحرمة، معظَّماً عند السلطان ... وكان مع تبحّره في الفقه مجوِّداً لما ينقله، قوي المادة من اللغة والعربية، متفنّناً في الحديث، متصوّناً مُكِباً على العلم، عديم النظير في زمانه)) (148).
5. ونقل اليافعي عن بعضهم أنه قال فيه: ((كان إماماً بارعاً حجة متبحراً في العلوم الدينية بصيراً بالمذهب وأصوله وفروعه، له يد طولى في العربية والحديث والتفسير، مع عبادة وتهجد وورع ونسك وتعبد، وملازمة للخير على طريقة السلف في الاعتقاد)) (149).
6. وقال السبكي: ((الشَّيْخ العلاّمة تقي الدين أحد أئمة المسلمين علماً وديناً ... وتفقه عليه خلائق، وكان إماماً كبيراً فقيهاً محدِّثاً زاهداً ورعا، مفيداً معلماً استوطن دمشق يعيد زمان السالفين ورعا، ويزيد بهجتها بروضة علم جنى كل طالب جناها ورعا، ويفيد أهلها فما مِنْهُم إلاَّ من اغترف من بحره واعترف بدُرِّهِ وحفظ جانب مثله ورعا))(150).
7. واختصر الإسنوي وصفه فقال: ((كان إماماً في الفقه والحديث، عارفاً بالتفسير والأصول والنحو، ورعاً زاهداً، ملازماً لطريقة السلف الصالح)) (151).
8. وقال ابن كثير: ((الإمام العلاّمة مفتي الشام ومحدّثها ... وكان ديّناً زاهداً ورعاً ناسكاً، على طريقة السلف الصالح، كما هو طريقة متأخري أكثر المحدِّثين مع الفضيلة التامة في فنون كثيرة، ولم يزل على طريقة جيدة حَتَّى كانت وفاته)) (152).
9. وقال ابن قاضي شهبة: ((الإمام العلاّمة مفتي الإسلام ... الإمام البارع)) (153).
10. وقال السيوطي: ((الإمام الحافظ شيخ الإسلام ... يضرب به المثل، سلفيّاً زاهداً حسن الاعتقاد وافر الجلالة)) (154).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: وفيات الأعيان 3/ 243، وسير أعلام النبلاء 23/ 140، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430، والعبر 5/ 177، ومرآة الجنان 4/ 84 - 85، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 326، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 133، والبداية والنهاية 13/ 142، والنجوم الزاهرة 6/ 354، وطبقات الحفاظ: 499، والدارس 1/ 16، وطبقات المفسرين للداوودي 1/ 377، وطبقات الشافعية لابن هداية الله: 220، وشذرات الذهب 5/ 221، والأعلام 4/ 407.
(2) انظر: اللباب 3/ 311، ووفيات الأعيان 3/ 245.
(3) وفيات الأعيان 3/ 245.
(4) انظر: اللباب 2/ 216، ومعجم البلدان 3/ 375، ومراصد الاطلاع 2/ 822.
(5) انظر: وفيات الأعيان 3/ 224، وسير أعلام النبلاء 23/ 140، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430، والعبر 5/ 177، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 326، والنجوم الزاهرة 6/ 354، والدارس 1/ 16، وشذرات الذهب 5/ 221.
(6) انظر: المصادر السابقة.
(7) وفيات الأعيان 3/ 244، وتابعه الزركلي في الأعلام 4/ 207.
(8) انظر: وفيات الأعيان 3/ 244 - 245.
(9) وفيات الأعيان 3/ 243.
(10) انظر: تاريخ الإسلام وفيات (618 هـ) ص: 364، الترجمة (532).
(11) انظر: سير أعلام النبلاء 22/ 148. وهذه المدرسة منسوبة إلى بانيها أسد الدين شيركوه بن شاذي. ولم يبقَ منها اليوم سوى قبلتها وقبة، وقد رمّمت فيها سنة (1316هـ) ثماني حجرات. انظر: وفيات الأعيان 3/ 243، وخطط الشام 6/ 104.
(12) انظر: تاريخ الإسلام وفيات (618 هـ)، وسير أعلام النبلاء 22/ 148.
(13) انظر: وفيات الأعيان 3/ 243.
(14) انظر: مقدمتنا لشرح التبصرة والتذكرة 1/ 11.
(15) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 140.
(16) انظر: تذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(17) انظر: الدارس 1/ 16، وتاريخ علماء بغداد: 140.
(18) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141.
(19) ستأتي ترجمته في مبحث: شيوخه.
(20) انظر: طبقات الشافعية لابن هداية الله: 221.
(21) ستأتي ترجمته في مبحث: شيوخه.
(22) بضم أوله: بلدة عظيمة مشهورة من نواحي الجزيرة، وتدعى: قوج حصار. معجم البلدان 2/ 478.
(23) طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 113.
(24) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 142.
(25) انظر: الأنس الجليل 2/ 104.
(26) انظر: مرآة الجنان 4/ 85، والبداية والنهاية 13/ 142.
(27) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141.
(28) انظر: شذرات الذهب 5/ 221.
(29) انظر: طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 133.
(30) انظر: مقدمتنا لشرح التبصرة والتذكرة 1/ 12.
(31) وقال الذهبي: ((في السحر)). سير أعلام النبلاء 23/ 143، وقال ابن كثير: ((ليلة الأربعاء)). البداية والنهاية 13/ 142.
(32) انظر: وفيات الأعيان 3/ 244، وتذكرة الحفاظ 4/ 1431، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 327، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 134، والبداية والنهاية 13/ 142، وطبقات الحفاظ: 503، وطبقات الشافعية لابن هداية الله: 221، وشذرات الذهب 5/ 222.
(33) انظر: الذيل على الروضتين: 175، والعبر 5/ 178، والدارس 1/ 17.
(34) انظر: مرآة الجنان 4/ 85، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 115، والنجوم الزاهرة 6/ 354.
(35) انظر: المصادر السابقة جميعها.
(36) هم أقوام ينسبون إلى ((خوارزم))، وهي سلطنة نشأة في القرون الوسطى، وكان دخولهم إلى الإسلام بواسطة السلاجقة الأتراك، وقد استعان بهم الملك الصالح أيوب صاحب مصر لأخذ دمشق من يد عمِّهِ الملك الصالح إسماعيل. انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 143، ومرآة الجنان 4/ 83 - 84.
(37) قال السبكي: ((قبره على الطريق في طرفها الغربي، ظاهر يزار ويتبرك به)). طبقات الشافعية الكبرى 8/ 328.
قال شعيب الأرناؤوط: ((وقد درست، وقام مكانها عمائر ومستشفى ومسجد)). هامش سير أعلام النبلاء 23/ 143.
(38) انظر: وفيات الأعيان 3/ 243، وسير أعلام النبلاء 23/ 143، وتذكرة الحفاظ 4/ 1431 والعبر 5/ 178، ومرآة الجنان 4/ 85، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 327، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 134، والبداية والنهاية 13/ 142، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 115، والنجوم الزاهرة 6/ 354، وطبقات الحفاظ: 503، والدارس 1/ 17، وطبقات المفسرين للداوودي 1/ 377، وطبقات الشافعية لابن هداية الله: 221، وشذرات الذهب 5/ 222، والأعلام 4/ 207.
(39) مرآة الجنان 4/ 85 - 86، وانظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 113، والدارس 1/ 16.
(40) انظر: وفيات الأعيان 3/ 243، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430، وترجمته في: الكامل لابن الأثير 12/ 143، والتكملة لوفيات النقلة ترجمة (1198)، ووفيات الأعيان 4/ 253، وسير أعلام النبلاء 21/ 498، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 45، والبداية والنهاية 13/ 62.
(41) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 140، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 326.
(42) انظر: سير أعلام النبلاء 21/ 229.
(43) انظر: طبقات الشافعية الكبرى 8/ 326.
(44) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 140، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 326.
(45) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 140، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 326.
(46) انظر: المصدرين السابقين.
(47) انظر: ما سبق.
(48) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 140، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(49) ترجمته في: الكامل 12/ 122، والتكملة (1146)، وسير أعلام النبلاء 21/ 502، والبداية والنهاية 13/ 61.
(50) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 140، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(51) ترجمته في: الكامل 12/ 122، والتكملة (1158)، ووفيات الأعيان 3/ 452، وسير أعلام النبلاء 21/ 507، والبداية والنهاية 13/ 61، والنجوم الزاهرة 6/ 201، وشذرات الذهب 5/ 26.
(52) انظر: طبقات الشافعية الكبرى 8/ 283.
(53) ترجمته في: تهذيب الأسماء واللغات 2/ 264، وسير أعلام النبلاء 22/ 252، والعبر 5/ 94، وفوات الوفيات 2/ 7، ومرآة الجنان 4/ 45، والنجوم الزاهرة 6/ 266.
(54) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430. وانظر: معرفة أنواع علم الحديث: 314 من هذه الطبعة.
(55) انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 22/ 107، والعبر 5/ 68، وميزان الاعتدال 2/ 606، ولسان الميزان 4/ 6، وشذرات الذهب 5/ 75.
(56) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 142، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 326.
(57) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 142.
(58) انظر: المصدر السابق.
(59) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 140 - 141، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(60) ترجمته في: التكملة (1202)، وتاريخ الإسلام وفيات (608)، وسير أعلام النبلاء 21/ 494، والنجوم الزاهرة 6/ 204، وشذرات الذهب 5/ 34.
(61) ترجمته في: التكملة (1765)، ووفيات الأعيان 5/ 345، وتاريخ الإسلام وفيات (617)، وسير أعلام النبلاء 22/ 104 - 105، والنجوم الزاهرة 6/ 251، وشذرات الذهب 5/ 78.
(62) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 140، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(63) ترجمتها في: التكملة (1648)، ووفيات الأعيان 2/ 344، وتاريخ الإسلام وفيات (615)، وسير أعلام النبلاء 22/ 85، والنجوم الزاهرة 6/ 226، وشذرات الذهب 5/ 63.
(64) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(65) ترجمته في: التكملة (1860)، وتاريخ الإسلام وفيات (618)، وسير أعلام النبلاء 22/ 109، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 148، والنجوم الزاهرة 6/ 253، وشذرات الذهب 5/ 81 - 82.
(66) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(67) انظر: المصدرين السابقين.
(68) انظر: المصدرين نفسيهما.
(69) ترجمته في تاريخ الإسلام وفيات (617 هـ)، ص: 297 - 298 الترجمة (437).
(70) انظر: تذكرة الحفاظ 4/ 1430، وطبقات المفسرين للداوودي 1/ 377.
(71) ترجمته في: التكملة (1236)، وتاريخ الإسلام وفيات (609 هـ)، وسير أعلام النبلاء 22/ 20، وشذرات الذهب 5/ 37.
(72) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(73) ترجمته في: التكملة (1399)، وتذكرة الحفاظ 4/ 1387، وتاريخ الإسلام وفيات (612 هـ)، وسير أعلام النبلاء 22/ 71، والبداية والنهاية 13/ 69، وذيل طبقات الحنابلة ... 2/ 82 - 86، وشذرات الذهب 5/ 50 - 51.
(74) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141.
(75) ترجمته في: الكامل 12/ 172، والتكملة لوفيات النقلة (1935)، ووفيات الأعيان 3/ 135، وتاريخ الإسلام وفيات (620 هـ)، وسير أعلام النبلاء 22/ 187، وطبقات الشافعية الكبرى 5/ 66، والبداية والنهاية 13/ 101.
(76) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141.
(77) ترجمته في: معجم البلدان 2/ 113، والتكملة (1944)، وتاريخ الإسلام وفيات (620)، وسير أعلام النبلاء 22/ 165، والبداية والنهاية 13/ 99، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 133، وشذرات الذهب 5/ 88.
(78) انظر: تذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(79) ترجمته في: معجم البلدان 2/ 241، والتكملة (1568)، وتاريخ الإسلام وفيات (624)، وسير أعلام النبلاء 22/ 80، والبداية والنهاية 13/ 78، والنجوم الزاهرة 6/ 220، وشذرات الذهب 5/ 60.
(80) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(81) ترجمته في: تاريخ الإسلام وفيات (635 هـ)، ص: 220 - 221، الترجمة (333).
(82) انظر: وفيات الأعيان 3/ 243.
(83) ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى 2/ 166، والبداية والنهاية 13/ 38، والنجوم الزاهرة 7/ 353.
(84) انظر: تذكرة الحفاظ 4/ 1471.
(85) ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى 8/ 188، والبداية والنهاية 13/ 195، والدارس 1/ 49، وشذرات الذهب 5/ 265.
(86) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141، وتذكرة الحفاظ 4/ 1431.
(87) تهذيب الأسماء واللغات 1/ 18، وانظر: طبقات الشافعية الكبرى 8/ 149.
(88) ترجمته في: العبر 5/ 293، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 149، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 132، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 18، وشذرات الذهب 5/ 331.
(89) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141.
(90) ترجمته في: العبر 5/ 227، وطبقات الشافعية الكبرى للإسنوي 1/ 141 - 142، والبداية والنهاية 13/ 213، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 102.
(91) انظر: شذرات الذهب 5/ 337.
(92) ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى 8/ 309، والبداية والنهاية 13/ 267، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 143، وشذرات الذهب 5/ 337.
(93) انظر: الدرر الكامنة 1/ 209.
(94) ترجمته في: الدرر الكامنة 1/ 209، وشذرات الذهب 3/ 63.
(95) انظر: الدرر الكامنة 1/ 469.
(96) ترجمته في: الدرر الكامنة 1/ 469.
(97) انظر: الدرر الكامنة 2/ 304 - 305.
(98) ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى 10/ 44، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 215، والدرر الكامنة 2/ 304 - 305، وشذرات الذهب 3/ 8.
(99) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141.
(100) ترجمته في: الدرر الكامنة 4/ 313.
(101) انظر: الدرر الكامنة 4/ 413.
(102) ترجمته في: المصدر السابق.
(103) انظر: وفيات الأعيان 3/ 243، وتذكرة الحفاظ 4/ 1430.
(104) انظر: وفيات الأعيان 3/ 244، والدارس 1/ 251.
(105) انظر: البداية والنهاية 12/ 289، وفي المطبوع من شذرات الذهب 5/ 221: ((النظامية))، وهو خطأ طباعي.
(106) انظر: العبر 4/ 270.
(107) انظر: البداية والنهاية 12/ 289.
(108) انظر: خطط الشام 6/ 121.
(109) انظر: طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 133، والدارس 1/ 21.
(110) انظر: الدارس 1/ 265، وترجمته في: العبر 5/ 92، وتاريخ الإسلام وفيات (622 هـ) ص: 126، الترجمة (148).
(111) انظر: طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 133، والدارس 1/ 21.
(112) انظر: الدارس 1/ 265 - 266.
(113) انظر: خطط الشام 6/ 79.
(114) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141.
(115) انظر: الدارس 1/ 19.
(116) انظر: العبر 5/ 178، طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 133، والدارس 1/ 21.
(117) انظر: خطط الشام 6/ 72.
(118) انظر: سير أعلام النبلاء 23/ 141.
(119) انظر: طبقات الشافعية الكبرى 8/ 327، والبداية والنهاية 13/ 168، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 445.
(120) انظر: تذكرة الحفاظ 4/ 1430، وسير أعلام النبلاء 23/ 141، وطبقات المفسرين 1/ 377.
(121) انظر: وفيات الأعيان 3/ 244، والدارس 1/ 301.
(122) خطط الشام 6/ 79.
(123) توجد منه نسخة خطية في برلين. انظر: الفهرس الشامل للتراث الإسلامي (قسم الحديث) 3/ 1457.
(124) ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم: 3.
(125) طبع بتحقيق الدكتور: موفق بن عبد الله بن عبد القادر.
(126) منه نسخة في المكتبة الأزهرية برقم [(3749) 9030]. انظر: الفهرس الشامل 1/ 241.
(127) انظر: صلة الخلف بموصول السلف: 398.
(128) انظر: صلة الخلف بموصول السلف: 215.
(129) منه نسخة خطية في الظاهرية (مجموع 59). انظر: الفهرس الشامل 1/ 633.
(130) ملء العيبة 3/ 218.
(131) توجد منه نسخ خطية. انظر: تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 6/ 211.
(132) منه نسخة خطية في دار الكتب المصرية برقم (219 م مجاميع). انظر: الفهرس الشامل 2/ 1052.
(133) طبع بتحقيق الدكتور: موفق بن عبد الله بن عبد القادر.
(134) فُقِدَ ولم يبقَ سوى مختصره للنووي.
(135) وهو كتابنا هذا، وسنفصل القول فيه فيما يأتي.
(136) طبع بتحقيق الطبيب: عبد المعطي أمين قلعجي، وكان قد طبع من قبل في إدارة المطبعة المنيرية ضمن مجموعة الرسائل المنيرية.
(137) انظر: طبقات الشافعية الكبرى 8/ 327، والتقييد والإيضاح: 39، والنكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 573.
(138) توجد نسخته الخطية في مكتبة راغب باشا برقم (1470 مجاميع). انظر: الفهرس الشامل 3/ 1408.
(139) انظر: وفيات الأعيان 3/ 244، وسير أعلام النبلاء 23/ 142.
(140) منه نسخة خطية فريدة في مكتبة جلبي عبد الله أفندي برقم (76). انظر: الفهرس الشامل 3/ 1486.
(141) توجد منه نسخة في المكتبة الظاهرية برقم (عام 6897). انظر: الفهرس الشامل 3/ 1540.
(142) انظر: طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 134، والأنس الجليل 2/ 101.
(143) وهو مطبوع بعناية أبي الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري. وطبع مرة أخرى في آخر توجيه النظر مع تعليقات الشيخ عبد الفتاح أبو غدة....
(144) انظر: البداية والنهاية 13/ 168.
(145) سير أعلام النبلاء 23/ 142.
(146) وفيات الأعيان 3/ 243.
(147) تاريخ علماء بغداد: 132.
(148) سير أعلام النبلاء 23/ 140 - 142.
(149) مرآة الجنان 4/ 85.
(150) طبقات الشافعية الكبرى 8/ 326 - 327.
(151) طبقات الشافعية 2/ 133.
(152) البداية والنهاية 13/ 142.
(153) طبقات الشافعية 2/ 113.
(154) طبقات الحفاظ: 503.
|
|
النوم 7 ساعات ليلا يساعد في الوقاية من نزلات البرد
|
|
|
|
|
اكتشاف مذهل.. ثقب أسود ضخم بحجم 36 مليار شمس
|
|
|
|
|
العتبة العلوية المقدسة تعقد اجتماعها السنوي لمناقشة الخطة التشغيلية وتحديثها لعام 2025
|
|
|