المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الوثائق التي خلفها الملك (تهرقا) في المعبد الذي أقامه في (الكوة)
2025-03-15
مناظر معبد (صنم) وما تبقى منها
2025-03-15
FORWARD-BREAKOVER VOLTAGE
2025-03-15
الآثار التي عثر عليها في المعبد (صنم)
2025-03-15
وصف معبد (صنم)
2025-03-15
جسيمات جاما GAMMA PARTICLE
2025-03-15

تحليل البراز Stool analysis
26-1-2017
تقدير الكبريتات وزنا على هيئة كبريتات الباريوم
2024-06-22
Tense vowels FACE
2024-03-28
أنواع الارسابات المنقولة
2025-01-07
حتشبسوت تقيم مسلات.
2024-04-04
الأخطاء الهندسية المنتظمة
3-7-2022


الأنماط أو الطرق التربوية في القرآن / التربية بالنموذج  
  
19   12:01 صباحاً   التاريخ: 2025-03-15
المؤلف : د. بلال نعيم
الكتاب أو المصدر : التربية والتعليم في القران الكريم
الجزء والصفحة : ص 119 ــ 124
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

المقصود بالنموذج المثل الإنساني التربوي العالي، الذي يمثل في سلوكه قدوة وأسوة ونموذجاً يتم تقديمه للامتثال والاقتداء، في ضوء منظومة المبادئ التي يجسدها هذا النموذج في سلوكه. فكلما كان السلوك أكثر تطابقاً مع القيم والمبادئ كان الشخص صاحب السلوك مقدماً على أنه نموذج للاقتداء، ويتم الترويج له كمثل يجب على المكلف الذي يريد أن يمتثل الهدى والحق أن يمتثل ذلك النموذج وذلك السلوك، وهذا النمط التربوي قائم على جملة مقدمات:

1ـ منظومة القيم والمبادئ الإسلامية العليا (الحاكمة).

2ـ أن الإسلام قائم على التطبيق والسلوك وليس على منظومة قيم مجردة.

3ـ أن تطبيق المبادئ يتفاوت بين شخص وآخر، وأنه كلما كان الفرد شرعياً في سلوكه مراعياً للحق في امتثال الواجب وترك المحظور فإنه يصبح نموذجاً عملياً للإسلام.

4ـ التفاوت في التطبيق والامتثال للهدى يوصلنا إلى أعلى درجة في الحق، حيث الإنسان الكامل، أي النموذج الأعلى القابل للاقتداء.

5ـ المثل الأعلى بحسب النص القرآني هو من الله ولله، أي أن معاييره ترتبط بتمامية الحق في السلوك: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النحل: 60].

ومن الظلم للبشرية أن يوضع لها مثل عليا تكون ضعيفة في نسبة انتمائها وامتثالها للحق، ومن الظلم الساحق لها أن يتم تقديم نماذج منحرفة على أنها مثل عليا مع أنها تكون مثل سوء: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [النحل: 60].

والنماذج التي قدمها القرآن للناس هي الأنبياء والأولياء أي الأشخاص الكاملون إنسانياً وإسلامياً، وليس مجرد أشخاص امتثلوا الإسلام في نسبة ما، وإنما من كانوا مجبولين بالحق ومنصهرين به ومعه.

فإذا أراد الله سبحانه أن يربي الناس على فضيلة ما، فإنه من جهة يمدحها ويحفّز عليها ويدعو إلى الالتزام بها، لكن هناك طريقة أخرى هي الحديث عن نموذج بشري متقدم قد التزم هذه الفضيلة وكانت شعاراً له وسلوكاً ثابتاً. ومن جملة ما يمكن أخذه كأمثلة على النماذج القرآنية التي قدمت لتربية البشر على نحو المثال لا الحصر:

- صدقة الإمام علي (عليه السلام) وهو راكع في المسجد عندما تقدم منه فقير أو تقدم من المسلمين في المسجد وسأل حاجته فنزع الأمير (عليه السلام) خاتمه من إصبعه وتصدق به على الفقير. وهي حادثة لها دلالات تربوية واجتماعية وروحية متعددة. لكن في بعض جوانبها التربوية أن الله سبحانه وتعالى يحبب بالصدقة من خلال هذا النموذج الإنساني المتقدم (الإمام علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ)، وكأن لسان الوحي من خلال تقديم هذه الحادثة في القرآن أنني أريدكم متصدقين كما فعل ويفعل هذا النموذج المتقدم الراقي الذي لا يفعل شيئاً إلا لوجه الله ولا يتصرف تصرفاً إلا وله أولوية.

- إطعام أهل البيت (عليهم السلام) الطعام في ثلاثة أيام متتالية ليتيم وأسير ولمسكين، وهي حادثة مشهورة تم ذكرها في القرآن في سورة الإنسان. وهي أيضاً تدلّ على أن الله سبحانه الذي يحبذ الإطعام ويؤكد ويشدّد عليه في معظم سور القرآن، لاسيما القصار منها، يقول للسامعين وللتالين القرآن على مدى القرون إلى يوم القيامة: أريدكم مطعمين للطعام كما فعلت الزهراء (عليها السلام) وأهل بيتها مع المسكين واليتيم والأسير بالرغم من القلة والخصاصة.

- قضية صبر النبي أيوب (عليه السلام)، الصبر على البلاء، عندما أراد سبحانه أن يتحدث عن هذه الفضيلة قدمها من خلال نموذج محبّب هو أحد أنبياء الله (عليهم السلام)، وقدمها في أرقى صورها، وعلى نحو كان فيه النبي (عليه السلام) المتعدد البلاءات والامتحانات في حياته ومعيشته وبدنه، وكان مريضاً إلى حد لا يوصف، وكيف أنه سبحانه، لم يخذله ووقف بجانبه ووهبه أهله رحمة من عنده.

ـ العفة وحفظ الفرج، لقد رسم سبحانه في سورة يوسف لوحة كاملة عن النموذج الإنساني الذي يملك أعلى مقومات الجمال، والذي تهيأت له أفضل الفرص الجنسية والذي كان في مقتبل العمر، إلا أنه مخافة من الله وورعاً، لم يستغل تلك الفرص، ولم يستجب لتلك الرغبات، ولم يفتتن بجماله وبهائه، وإنما تورع وصرف نظره عن النساء الفاتنات وعن جمالهن وحسنهن وفضل السجن على ذلك، فهو نموذج تربوي متقدم لصيانة الفرج والعرض وللعفّة (فالله سبحانه، أمر المؤمنين بحفظ الفرج، لكنه قدم هذه الفضيلة على شكل نموذج هو الأرقى في هذه الفضيلة).

ـ الحكمة التي مثلها لقمان في كتاب الله، الحكمة التي تعني كيفية إخراج المفاهيم إلى حيز التطبيق مع رعاية المنطق والأحوال والمقامات والظروف، ومع الاعتدال من دون إفراط ولا تفريط، وغير ذلك من معايير وموازين للحكمة، وهي أي الحكمة فضيلة وكمال، أراد الله لعباده أن يكتسبوها وأن يمارسوها، وقال سبحانه: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة: 269]، ثم قدّم هذه الفضيلة في نموذج إنساني إلهي هو النبي لقمان (عليه السلام) له في مواعظه لابنه وهي مواعظ سلوكية تدل على الحكمة، وليست مجرد مفاهيم.

ويمكننا القول على نحو مجمل بأنه لا تخلو فضيلة أو قيمة يريد الله سبحانه أن يؤكدها ويرشد إليها، ويحولها إلى سلوك ويعتبرها من أمهات الفضائل والقيم، إلا وصورها في صورة إنسانية وقدمها في قالب نموذجي، على نحو يمكن للناس أن يتصوّروه وأن يتمّثلوه وأن يقتدوا به في حياتهم، علّ تلك النماذج تكون حافزاً للناس على امتثال تلك القيم، ومرشداً لهم إلى كيفية الالتزام بها.

وهذه الطريقة في التربية، تعتبر حديثة اليوم، وفي الاتجاهين السلبي أي الانحرافي وفي الاتجاه الإيجابي أي الهداية، فعندما تُصرف المبالغ الطائلة لصناعة النماذج البشرية الطليعية النجومية التي تُعبّر عن أمثلة عليا للأجيال الصاعدة فإن هذه النماذج تصبح أقصى الطموح لتلك الأجيال، يهتدون بها ويقتدون بها، ويمارسون سلوكها في سلوكهم وتصرفاتها في تصرفاتهم، حتى أدق التفاصيل في اللباس والمشي والأكل وركوب السيارة ومسك السيجارة وامتطاء الحصان وغير ذلك.

فلو أراد الغرب اليوم أن يُهيئ الأرضية الصالحة لنشر وتعميم ثقافته والمفاهيم التي يؤمن بها، فهو ليس بحاجة إلى برامج تثقيفية وتعليمية وتربوية عارمة، بل يكفيه أن يصنع هذه النماذج ويضخّها في سوق الإنتاج ويروج لها، فهي لوحدها تنقل المفاهيم الغربية إلى الأمم والشعوب التي لا بد ستتفاعل مع تلك النماذج النجومية التي تخترق حدود الدول لتكون نجوماً عالمية يقتدي بها العالمون في أقطار الأرض. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.