المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 7170 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرض تجعد الأوراق المتسبب عن الفطر Tephrina
2025-03-17
أسرة الملك (تهرقا)
2025-03-17
آثار أخرى للفرعون (تهرقا) في متاحف العالم والمتحف المصري
2025-03-17
آثار (تهرقا)في القطر المصري
2025-03-17
آثار (تهرقا) الأخرى ومخلفاته في بلاد النوبة
2025-03-17
لوحة السربيوم ونهاية عصر (تهرقا)
2025-03-17

الأسباب المهيئة للمرض النفسي
29/9/2022
آفات التوحيد العبادي
2023-05-13
شبهة الآكل والمأكول في معاد الجسد
17-4-2018
كيفية صلاة الميت
7-11-2016
Mass Spectroscopy
13-1-2022
Vowels START
2024-03-01


آثار (تهرقا) الأخرى ومخلفاته في بلاد النوبة  
  
19   02:32 صباحاً   التاريخ: 2025-03-17
المؤلف : سليم حسن
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة : ج11 ص 200 ــ 207
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2017 2254
التاريخ: 2025-03-11 154
التاريخ: 2024-08-12 917
التاريخ: 2024-02-01 1472

خلف الفرعون «تهرقا» آثارًا كثيرة أخرى غير التي ذكرناها فيما سبق في بلاد النوبة عامة، ولا نزاع في أنه يعد حتى الآن في طليعة الملوك الذين تركوا لنا آثارًا عدة في هذا الشق من وادي النيل، وهاك أهم ما عثر عليه حتى الآن.

(1) خور حنوشية: عُثر للملك «تهرقا» على متن مكتوب على الصخر في خور حنوشية التي تقع بين كلابشة وبيت الوالي، وقد أرخ بالسنة التاسعة عشرة، ويلحظ أن هذا المتن قد هشم من اليسار وذكر عليه السنة التاسعة عشرة الشهر الثالث من فصل الفيضان، ثم ذكر بعد ذلك اسم الفرعون وألقابه الفرعونية المعروفة، ويقول «ويجول»: إنه على ما يظهر قد دون هذا النقش وهو في طريقه إلى عاصمة ملكه في الجنوب بعد أن هزمه «إسرحدون» ملك آشور، هذا ولدينا نقش آخر على صخر كذلك على مسافة كيلو متر من غربي طيفة مؤرخ بنفس السنة والفصل.

ويقول «ويجول» كذلك إنه كتب تخليدًا لسير «تهرقا» متقهقرًا إلى السودان حوالي عام 669-668 ق.م، وذلك عندما دخل «إسرحدون» مصر من الشمال، والواقع أن هذا النقش يدل على محاولة «تهرقا» أن يظهر ما كان عليه من شجاعة وإقدام ودخوله بلاده دخول الملك المظفر، على الرغم من أن النقش يعد سجلًّا دون فيه لحظة سيطر فيها «تهرقا» على جيشه وقاده بنظام في ساعة عصيبة من جراء هزيمته المنكرة التي هزم فيها على يد «إسرحدون» ولا غرابة في ذلك؛ فإن «تهرقا» لم يذكر لنا شيئًا قط عن حروبه مع «آشور».

(2)  ووجد كذلك للملك «تهرقا» جزء من لوحة مصنوعة من الطين عليها طغراؤه، ويحتمل أنه وجد بالقرب من الكنيسة القبطية الواقعة قبالة «أبريم».

(3) قصر أبريم: وكذلك وجد في معبد قصر أبريم قطعة حجر عليها اسم «تهرقا» مثبتة بالجدار.

(4) بهين: وجد في معبد بهين الجنوبي صورة للملك «تهرقا» (؟) على سمك باب المحراب وقد مثل وهو داخل، كما وجدت كذلك صورته على قطعة من مقصورة راكعًا وفي يده إناء نبيذ وهو يتقبل علامة الحياة من الإله.

(5) سمنة – معبد تهرقا: كشف الأثري «بدج» عن معبد للملك «تهرقا» في أوائل القرن العشرين في سمنة، ويقع هذا المعبد جنوبي معبد الفرعون «تحتمس الثالث» الذي أقامه في هذه الجهة، ومعبد «تهرقا» مقامة جدرانه من اللبنات، وقد أقيم تكريمًا للملك «سنوسرت الثالث» فاتح السودان والذي كان يعد ضمن آلهة هذه البلاد، ولا نزاع في أن «تهرقا» كان يؤله «سنوسرت» تشبهًا بالفاتح العظيم «تحتمس الثالث» الذي أله «سنوسرت» من قبله ومثل وهو يقدم له القربان، ومن ثم كان «تهرقا» يعد نفسه من عظماء الفاتحين ويتشبه بهم، ولا غرابة إذن أن نجد سترابون قد وضعه في مصاف الفاتحين في العالم (راجع Strabon XV, l, 16 & Ibid l, 3:21).

وتدل شواهد الأحوال على ما يظن على أن هذا المعبد كان موجودًا من قبل، وأن «تهرقا» قد جدده، فقد وجد في داخله تمثال لأحد ملوك الأسرة الثالثة عشرة يدعى «خوتاوى رع».

وقد وجد معبد «تهرقا» عند الكشف عنه سليمًا، ويبلغ طوله حوالي ثلاثة وعشرين مترًا وعرضه حوالي عشرين مترًا ونصف متر، وكان يحتوي على ردهة أمامية مقام فيها ستة عمد وعلى حجرة في داخلها محراب مستطيل طوله خمسة أمتار وثمانية وأربعون سنتيمترًا، والمسافة بينها وبين المحراب 1٫95 من الأمتار، وتوجد في المحراب مائدة قربان نقش عليها طغراء «تهرقا» وكذلك طغراء «سنوسرت الثالث»، والنقش بأكمله هو: ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تهرقا» العائش سرمديًّا عمله بمثابة أثره لوالده الإله الطيب «خع-كاو-رع» محبوبه، من هذا نفهم أن «تهرقا» قد أقام هذا المعبد ووهبه للملك المؤله «سنوسرت الثالث» وقد اعتبره بمثابة والده، وهذا النقش له أهمية ملحوظة لا تقتصر على أن «تهرقا» قد أقام معبدًا في سمنة وحسب بل لأنه قد عد «سنوسرت الثالث» وهو أول ملك استولى على السودان فعلًا بمثابة جد إلهي، وفي هذا ما يدل على أن ملوك الأسرة الخامسة والعشرين يعدون أنفسهم من أصل مصري، ومما يلفت النظر هنا أن «تهرقا» قد مر على ملوك مصر العظام أمثال «تحتمس الثالث» الذين أقاموا معابد في بلاد «كوش» واختار أول فاتح مصري لوطنه وإلهه.

(6) جبل برقل: نحت الفرعون «تهرقا» معبدًا للإله «آمون» في الصخر في جبل برقل إلى عمق حوالي خمسين قدمًا، ويرى في خرائبه بقايا نقوش على جدران حجراته التي كانت فيما سبق في الجبل.

وعلى رأي كايو Caillaud كان هذا المعبد يحتوي على قاعة صغيرة تشمل أربعة أعمدة وحجرة صغيرة تشمل عمودين ومحرابًا، وتدل الظواهر على أنه كان لهذا المعبد ردهة أمامية مقامه على ستة أعمدة لا تزال بقاياه مبعثرة حتى الآن.

هذا؛ ولا تزال بقايا بوابته ظاهرة، وهذا المعبد يعرف عند الأثريين بالمعبد رقم B 200.

(7) معبد جبل برقل الكبير رقم B 300: وعلى مسافة قريبة من المعبد السابق معبد كبير سماه ريزنر المعبد رقم B 300 أقامه الملك «تهرقا» أو «ترهاقا» كما جاء ذكره في التوراة، وهذا المعبد كان في الأصل قد أقيم للإله «آمون» ولكن سماه كل من الرحالين «كايو» «وهسكنز» خطأ معبد «تيفون»؛ وذلك لأنهما وحدا صورة الإله «بس» التي حفرت على بعض أعمدة المعبد بالإله «تيفون»؛ أي الإله ست «إله الشر والخبث» وعلى أية حال فإن كلًّا من الإلهين «تيفون» «وبس» كان له صفات خاصة به تختلف عن صفات الإله الآخر.

ويواجه باب معبد «تهرقا» هذا نقطة البوصلة 143 للشمال الحقيقي، ويبلغ طول المعبد حوالي 115 قدمًا وعرضه حوالي خمسين قدمًا، وكان عمق بوابته حوالي إحدى عشرة قدمًا وعرضها حوالي قدمين ونصف القدم، ومن المحتمل أنه كان يوجد أمام البوابة بعض مبانٍ خارجة عن البناء الأصلي ترتكز على أربعة أعمدة، وتوجد خلف البوابة ردهة نقش على إفريزها هذا المتن بمثابة اهداء المعبد: «تهرقا» العائش سرمديًّا، لقد عمله «أي المعبد» أثرًا له لأمه «موت» صاحبة «نباتا»، فقد أقام لها معبدًا من جديد من الحجر الرملي الأبيض الجميل، وكان جلالته قد وجد أن هذا المعبد قد أقامه الأجداد من الحجر بصورة رخيصة، فأمر جلالته بأن يقام هذا المعبد بمبانٍ ممتازة سرمديًّا ونقش في نفس الردهة متن كالسابق وهو: لقد عمله بمثابة أثره لوالدته «موت» سيدة السماء وملكة النوبة، وقد أقام بيتها وزاد في معبدها من جديد بالحجر الرملي الأبيض، وتحتوي هذه الردهة على ستة عشر عمودًا منظمة في صفوف مزدوجة، ويقع كل صف مزدوج على جانب الممر.

وخلف الردهة السابقة ردهة أخرى تحتوي على ثمانية عمد في صفين مزدوجين، ويرى الأثري «هسكنر» أن هاتين تؤلفان خارجة طولها 59 قدمًا وعرضها 50 قدمًا، وقد عثر كل من «كايو» «ولبسيوس» على آثار للجدار الذي يفصل الردهتين، وهذه الآثار لا تزال ظاهرة، والعمد التي أقيمت على كل من جانبي الممر كانت مستطيلة الشكل كما كانت مزينة بصورة الإله «بس» (إله الفرح والسرور) الذي يلبس ريشًا عاليًا، ويبلغ طول كل عمود سبع عشرة قدمًا وثلاث بوصات، والعمد التي نصبت بين عمد الإله «بس» كانت أعلى قليلًا، ولكن محيط العمود كان ثلاث أقدام وست بوصات فقط، وقد أقيمت على قواعد مستديرة بدلًا من مربعة، وكل عمود محلى بتاج على هيئة رأس البقرة حتحور، ومما تجدر بنا ملاحظته هنا أن أوجه البقرة حتحور كانت تتجه نحو جدران المعبد، فإذا كانت أوجه حتحور قد اتجهت إلى الشمال والجنوب من جوانب العمد فإن صورها كان يغطي عليها العمد التي رسمت عليها صور إله بس، وهي العمد التي كانت مقامة أمامها.

نصل بعد الردهة الثانية إلى حجرة صغيرة منحوتة في الصخر الأصم، وعلى جانبي الممر أقيم عمود مستطيل محلى بصورة الإله «بس» نقش عليه اسم الملك «تهرقا» وألقابه، ويرى حتى يومنا هذا على أجزاء الكرنيش الباقية نقش ذكر فيه تقديس الملك للإله آمون الممثل برأس كبش والإلهة «موت» سيدة «تاستي» وألقاب كثيرة للملك، كما يشاهد على جدران المعبد بقايا نقوش وصور مثل فيها الملك يتعبد ويقدم القربان لآلهة الجبل المقدس؛ أي جبل «برقل» وبخاصة يقدم البخور للإله أنحور «أونوريس إله الحرب والنصر»، ونشاهد في إحدى هذه المناظر الملكة «تكاها تاماني» زوج «تهرقا» ترتل بالصناجات أمام الإله آمون، هذا ونجد في نقوش هذا المعبد ما يشير إلى أن الملك يقوم بتجديد المعبد؛ أي إنه لم يكن المؤسس الحقيقي له، ومن البديهي أن بقايا الألوان التي لا تزال ثابتة على الأحجار فيه تدل على أن هذا الجزء من المعبد الذي فيه الألوان كان ملونًا، وعلى الرغم من أنها تكشف عن سذاجة بالنسبة للذوق الحديث إلا أنها كانت من غير شك تروق في أعين أهل العصر الذي عملت فيه، والممر الأخير يوصل إلى المحراب الذي يبلغ طوله حوالي ثلاث وعشرين قدمًا وعرضه ثلاث عشرة قدمًا، وجدران هذا المحراب مزينة بسلسلة من المناظر يشاهد فيها الملك «تهرقا» يقدم قربانًا إلى عدة آلهة وإلهات، وبعض الآلهة يتبع مجموعة «آمون رع» وهو الإله الذي أهدت له الآلهة هذا المعبد كما ذكرنا آنفًا، ويوجد على اليسار حجرة في حجم المحراب غير أنها أقل منه بقليل جدًّا، ويشاهد على جدرانها الملك «تهرقا» يقدم قربانًا للآلهة ومن بينهم الإله «ددون» إله بلاد النوبة، ويوجد على يمين المحراب حجرتان إحداهما خلف الأخرى والأولى طولها سبع عشرة قدمًا وعرضها سبع أقدام وسبع بوصات، والأخرى طولها خمس أقدام وعرضها سبع أقدام، ويلحظ في الحجرة الكبيرة أن المناظر فيها تمثل الملك يقدم قربانًا لآلهة آخرين، أما الحجرة الصغيرة فليس فيها نقوش، والظاهر أنها لم تكن قد تمت بعد.

والواقع أن أهم منظر يلفت الأبصار في هذا المعبد هو المنظر الذي ظهر فيه الإله «ددون» إله بلاد النوبة الأصلي، وتدل الأحوال على أن هذا الإله قد بقي خامل الذكر في النقوش المصرية القديمة منذ عهد الملك «سيتي الأول» في بلاد النوبة حتى عهد الملك «تهرقا» فقد وجدناه مذكورًا بين آلهة معبد جبل «برقل» الذي نحن بصدده الآن، ففي الحجرة الغربية التابعة للمحراب؛ أي التي على يسار المحراب نرى «تهرقا» يقدم رغيفًا من الخبز للإله «ددون» سيد بلاد النوبة، ومما يؤسف له أنه لم يبقَ من صورة الإله نفسه إلا تاجه، وهو يتألف من قرني «كبش» في وسطهما قرص الشمس تكنفه ريشتان عاليتان من ريش النعام، وهذه أول مرة نرى فيها الإله «ددون» يمثل بلباس رأس غير الكوفية التي كان يرى بها عادة، وعلى ذلك لا يجوز لنا أن نستنبط من هذا التجديد في تصويره أنه في خلال هذه المدة الطويلة التي اختفى فيها من الآثار قد وحد مع إله آخر مصري المنبت كان يلبس التاج الخاص به، غير أن هذا الموضوع يستلزم البحث والتدقيق، وإن كان في الواقع لا غرابة فيه؛ لأن بلاد السودان ومصر كادت تكون موحدة في كثير من مظاهر الحياة وبخاصة في الدين والعادات والنظم الاجتماعية، فنجد مثلًا أن «تهرقا» الكوشي الأصل قد أقام في الكرنك بالقرب من معبد «آمون» بالكرنك «ولكن خارج أسواره» معبدًا صغيرًا تخليدًا لتتويجه في طيبة، وهذا المعبد كان مهدى للإله «أوزير بتاح»، ويوجد في أحد مناظره أربعة آلهة محمولين في موكب يقف كل واحد منهم على حامل خاص، ويمسك كل واحد منهم بذراعيه المرفوعتين كاهنًا وأميرة، ويلقب الكاهن هنا بلقب «فاتح مصراعي باب السماء» وهو من أهم الشخصيات مقامًا في وظائف الكهنة في الكرنك واسمه «حور محب»، وتقوم الأميرة هنا بوظيفة الزوجة الإلهية والمتعبدة الإلهية لآمون، وتدعى «أبارا» أما أربعة الآلهة المحمولين باحتفال فهم على حسب ما يمكن استخلاصه من المتون المهشمة ما يأتي: الإله «ددون» والإله «سبد» (إله الشرق؛ أي آسيا) والإله «سبك» في صورة تمساح «وهو إله الغرب؛ أي «التحنو»؛ أي الليبيين» والإله «حور» محبوب والدته وقد مثل في صورة صقر، والإله «ددون» قد مثل هنا بلباس رأس بسيط وهو كوفية وله لحية طويلة مستعارة، ويزين رقبته قلادة كبيرة، ويغطي جسمه قميص ضيق يفصِّل أجزاء جسمه له حمالتان، ويتدلى من حزامه ذيل الحيوان المعروف الذي يلبسه الملوك والآلهة. والمتن الذي يتبع هذا الإله مهشم، ولكن يمكن أن نقرأ منه اسم هذا الإله ولقبه وهو «ددون» الذي على رأس بلاد النوبة، هذا وقد نقش تحت كل من هؤلاء الآلهة سطر عمودي جاء فيه: نطق: أن «ددون» قد نصب فوق حامله لأجل أن يعمل.

ومعنى هذا المتن أن إلهًا من هؤلاء الآلهة الأربعة كان يمثل الملك نفسه، وإذا كان «تهرقا» قد ظهر في صورة كل من الإله «ددون» والإلهة «سبد» والإله «سبك» والإله «حور محبوب والدته» فإن ذلك يرجع إلى أن هؤلاء الإلهة يمثلون الجهات الأربع الأصلية؛ أي الجنوب والشرق والغرب والشمال، وكان الملك يقصد من ذلك أنه سيحكم أركان العالم الأربعة.

وهذا الحفل يرجع تاريخه إلى عهد ذكريات تتويج «حور» بعد موت والده «أوزير»، ومن ثم نفهم أن «ددون» كان يمثل الجنوب؛ أي أعالي النيل في حين أن «سبد» كان يمثل الشرق؛ أي الصحراء الغربية وسيناء وسواحل البحر الأحمر ويمثل «سبك» الغرب؛ أي الصحراء اللوبية والواحات ولوبيا، ويمثل «حور محبوب والدته» الشمال؛ أي مصر نفسها، ومن ذلك نفهم أن الآلهة الأربعة كانوا يقدمون بكل تقديس للملك «تهرقا» في مناسبة عيد تتويجه في طيبة سيادتهم على الأقاليم التي يسيطرون عليها، هذا إلى أن أهل طيبة كانوا يعبرون في حضرة إلهم «آمون رع» عن قبولهم الأمير الذي يقدمه لهم آلهة أركان العالم الأربعة ملكًا عليهم.

ولا نزاع في أن معنى هذا المنظر مفهوم من تلقاء نفسه، ومع ذلك فقد أكده لنا منظر آخر في نفس المعبد حيث نجد الملكة «أبار» تشد قوسها وتُفَوِّق سهامها إلى الجنوب والشمال والغرب والشرق على الأعداء الذين سلمهم لها الإله «آمون»، ويلحظ هنا أن كلًّا من الأقاليم الأربعة قد خصص بالعلامة الهيروغليفية الدالة على البلد، وأن كلًّا منها قد أصيب بسهم، والواقع أننا هنا أمام الشعيرة التي كانت تصحب منظر إطلاق طيور في الجهات الأربعة للأفق في يوم تتويج الفرعون أو يوم الاحتفال بعيد تتويجه، ولدينا مثلان غير ما ذكرنا؛ واحد بالكرنك ويرجع لعهد الملك «تحتمس الثالث»، والآخر في نقوش إدفو من عهد أحد ملوك البطالمة.

نعود الآن بعد هذا الشرح المفصل إلى معبد جبل «برقل» فنقول: إن المناظر والمتون التي على جدران المعبد لا تحدثنا بشيء عن تاريخ «تهرقا» وحكمه، ولكن نفهم أن المبنى من أوله إلى آخره يكاد يكون نسخة «طبق الأصل» من المعابد الجنازية في مصر، ومن المدهش أن «تهرقا» لم يقلد عظماء ملوك مصر في نقش جدران معبديه الخارجية بتدوين انتصاراته عليها كما فعل «رعمسيس الثاني» مثلًا، ومن المحتمل أنه لم يجد لنفسه انتصارات يدونها على هذه الجدران، على الرغم من أنه كان يعد في نظر الإغريق قائمًا كما سنتحدث عن ذلك فيما بعد.

ويقول الأثري بدج: ومن الخاصيات التي تلفت النظر في هذا المعبد العمد المرسوم عليها صور الإله «بس»، ونجد نظائرها في «نجع» وفي أماكن أخرى في السودان، وهذا يحدو بنا إلى الاعتقاد بأن الإله «بس» كان إلهًا محليًّا، والمعتقد أنه هو إله مصري، ومن الجائز أن اسم «بس» قد أطلق على هذا الإله؛ لأنه يرتدي جلد الحيوان «بس» الذي وحد بالحيوان Filis Cyrailurus، وتمثيل هذا الإله لابسًا لباس رأس بريش يدل على أنه حيوان بري أو شبه بري، وأن خواصه أفريقية الأصل أكثر منها آسيوية، وصورة «بس» توحي بأن موطنه هو موطن الأقزام، هذا إلى أن علاقة اسم هذا الإله ببلاد «بنت» وأرض الأرواح تشير إلى وجود اعتقاد بأن عبادته كانت من إنتاج أقوام الجزء الشرقي من وسط أفريقيا، يضاف إلى ذلك أن الإله «بس» كان يعد إله الفرح والسرور والمرح، وهذه كلها سجايا يتصف بها أهل أواسط أفريقيا وبلاد السودان.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).