يمتد هذا الإقليم من دائرة عرض 25 جنوباً ويشمل الدول التالية: أريتريا، أثيوبيا، الصومال كينيا، تنزانيا، ملاوي زامبيا، وزمبابوي وموزمبيق ويمتد طوليا من الشمال إلى الجنوب فيضم (43) دائرة عرض ويخترقه خط الاستواء وبهذا الامتداد أصبح يمثل أقاليم طبيعية وتضاريسية ومناخية مختلفة. وأهم الظواهر الطبيعية فيه هو الأخدود الإفريقي العظيم الذي يخترق الإقليم من الجنوب إلى الشمال بخانق ضيق وطولي تمثله عدة بحيرات مثل : تنجانيقا ،وكيبو ،وادوارد وألبرت وبحيرة وسط كينيا وبحيرة توركانا، كما يضم مجموعة جبال مرتفعة كجبال كينيا 5248م ورونزوري 5136م وتتمثل الأراضي في أغلبها من هضبة واسعة تترك سهلاً ساحلياً مختلف الاتساع كما أنها تضم عدة مرتفعات ففي الشمال تمتد هضبة أثيوبيا الضخمة القديمة التي ترتكز على قاعدة صخرية صلبة وتعلوها صخور رسوبية كالحجر الجيري والرملي وتغطي في بعض الأحيان بطبقات سميكة من اللافا البركانية صاحبة الانكسار الكبير تأثرت الهضبة في العصور المتعاقبة بعوامل التعرية المائية وكونت حركات الرفع كثير من الخوانق كخانق النيل الأزرق حيث فصل الهضبة الأثيوبية عن الصومالية (الشرقية) وتتميز الهضبة في الغرب بارتفاعها الشديد مكونة جبال يصل ارتفاعها إلى (4620م) .

أما في الشرق فتنحدر الهضبة تدريجياً نحو الجنوب والجنوب الشرقي متصلة بهضبة الصومال التي ترتفع في قسمها المطل على خليج عدن. تمتد الهضبة في الجنوب نحو شرق كينيا وتستمر وعورتها خاصة الأجزاء الوسطى والجنوبية من كينيا مع الحدود الشمالية لتنزانيا، ويقطع الهضبة عدة أخاديد تجعلها على شكل كتل جبلية منفردة، وتحف الهضبة من الشرق سلسلة من المرتفعات والتلال كمرتفعات ماثيوز وكيتو في كينيا وجبال تجور ومرتفعات تنجانيقا وتتسع الهضبة في الجنوب ثم تضيق في تنزانيا وتستمر داخل ملاوي وموزمبيق حيث يقطعها نهر الزمبيزي.

السهل الساحلي نحو الجنوب حتى يضيق في كينيا ثم يتسع بعد دار السلام في تنزانيا ويتراوح اتساعه من 1كم - 60كم .

وينحصر السهل الساحلي ما بين الشواطئ البحرية والمحيطية من الشرق، أما من الغرب فتحده حافات كتل الهضبة وتتباين خصوبة هذا السهل فتنتشر التربة الخصبة الفيضية عند دلتاوات الأنهار إلى التربة المشتقة. التكوينات المرجانية في المناطق الأخرى.

ــ المناخ:

يتأثر مناخ إقليم شرق القارة بعدة عوامل هي :

1 - يمتد الإقليم ليشمل (43) دائرة عرض، كما أن خط الاستواء يقطعه مما يؤدي إلى تنوع مناخي.

2ـ تأثير المرتفعات كالهضاب والجبال التي لها خصوصيتها في عناصر المناخ وخاصة درجة الحرارة.

3ـ اتجاهات الرياح وطول فترتها، فعندما تكون موازية للساحل يكون تأثيرها قليل مما يؤدي إلى قلة كمية المطر.

ويمكن تمييز عدة أقاليم مناخية فيه :

1ـ الإقليم الاستوائي وأشباهه : يتمثل الإقليم في شمال تنزانيا وكينيا على امتداد المناطق الغربية من خط الاستواء وساعد على إظهاره وجود عدة مع بحيرات خاصة بحيرة فكتوريا فتسقط فيه الأمطار طول السنة . ارتفاعها في قمتين عند تعامد الشمس على خط الاستواء، وينتشر فيه الغطاء النباتي الكثيف حيث توجد أكثر غابات إفريقيا كثافة .

2ـ إقليم المناخ المداري ذو الأمطار الصيفية يمتد الإقليم على مساحات من الهضبة الداخلية والجنوبية الشرقية، وأغلب أجزاء تنزانيا وسواحل الصومال، وتسقط عليه الأمطار الصيفية عندما يكون صيف على الأجزاء الجنوبية من الكرة الأرضية ومتوسط المطر فيه (35) بوصة وهي أمطار متذبذبة، وتسود حشائش السافانا الجافة عديمة الفائدة بسبب عدم وجود ثروة حيوانية فيه لانتشار ذبابة التسي تسي مناخ الهضاب والمرتفعات ويتمثل هذا المناخ في وسط أثيوبيا ووسط كينيا، ويتميز بحرارة معتدلة وتصل كمية الأمطار على الجبال إلى 50 بوصة ويوجد خط الثلج الدائم على عدد من القمم التي تعلو أكثر من 5000م كجبال كليمنجارو في كينيا ورونزوري وتنتشر الزراعة في هذا الإقليم ويصحبها تركز سكاني عالي .

3ـ إقليم المناخ الصحراوي وأشباهه ويشمل الأجزاء الشمالية من كينيا وجنوب أثيوبيا والصومال وتقل كمية الأمطار فيه حتى تصل إلى (5) بوصة كما في الصومال وجنوب أثيوبيا ويتمثل الإقليم الصحراوي خير تمثيل في أجزاء من الصومال.

4ـ إقليم المناخ الساحلي الموسمي : وهو إقليم حار ورطب وتصل أمطاره إلى 50 بوصة وهي موسمية تأتي بها الرياح الموسمية الجنوبية الشرقية، ويقع الساحل الأوسط منه ضمن نطاق الانحناء الداخلي من حدود كينيا حتى دار السلام الذي يتميز بظروف استوائية وفيه يتداخل المناخ الاستوائي مع الموسمي.

ونتيجة لتنوع المناخ أصبح النبات الطبيعي شديد التنوع فتنمو الغابات الاستوائية على الشواطئ الشمالية لبحيرة فكتوريا وتعمم السافانا في شرق إفريقيا وينتشر جوز الهند والمنجرف في الدلتاوات كما تنتشر حشائش الاستبس عندما تقل كمية المطر حتى تصل إلى الجفافيات والشوكيات وتم إزالة مساحات كبيرة من الغابة المعتدلة في المناطق المرتفعة وزرعت بالبن والشاي.

ــ السكان :

يبلغ عدد السكان في هذا النطاق 189 مليون نسمة وتتباين الكثافة السكانية فيه حسب الحجم المساحي وعدد السكان والعوامل الطبيعية التي لها تأثير فاعل فتتماشى الكثافة العالية مع توفر الأمطار ووجود التربة الجيدة، وسمحت هذه الظروف بقيام الزراعة .

وتأتي في مقدمة دول الإقليم أثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 51 مليون نسمة ثم تنزانيا (28.700) ألف وتضم جيبوتي أقل عدد من يقدرون بـ500 ألف نسمة حسب إحصاء الأمم المتحدة لعام 1993 إفرنجي. وتعد الزيادة السكانية عالية جداً في هذا النطاق وتصل إلى 3.3% مما يدل على ارتفاع مستوى الخصوبة، والتحسن في الوضع الصحي، وتختلف نسبة النوع بين دول النطاق، لكنها في أغلب دول القارة مرتفعة وتصل إلى 50.1% في أثيوبيا 50.5% في تنزانيا و50.8% في الصومال.

وينقسم السكان إلى عدة أصول منها الحامية وتتوزع في شمال أوغندا وغرب كينيا كقبائل أبجالا والبوران والصوماليين وهم شعوب تمتهن تربية الحيوان وتبني بيوتها على هيئة أكواخ متجمعة .

وجماعة البانتو وهم أكبر الجماعات وتأثرت بالحاميين وهم يتوزعون في منطقة البحيرات حتى سواحل المحيط الهندي ويسكن البانتو في جنوب بحيرة فكتوريا وينقسمون إلى عدة قبائل كالفائده والسوجا في تنزاينا، واللامبو والمبرو في كينيا ويتوزع الشعب السواحلي في المنطقة الساحلية وتمتد لمسافة 900كم من نهر تانا حتى موزمبيق كما كان للعنصر العربي أثر بارز في أقاليم متعددة وخاصة في الصومال وجيبوتي وأرتيريا ومومباسا وزنجبار، كما يوجد وضوح لمؤثرات من عناصر شبه القارة الهندية كالهنود والباكستانيين. ويعيش النيليون في شمال كينيا وأوغندا كما تعيش مجموعة أوروبية قليلة كالبريطانيين واليونانيين والإيطاليين.

ويعيش أغلب السكان في المناطق الريفية حيث يمتهنون الزراعة والرعي ونسبة الحضر قليلة في هذا الإقليم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

UN. African Socio-Economic - P 1.

UN. Year Book - Part 4 - Control African - P. 4.45.1