أولاً : الفرائض لغة

جمع فريضة وهي فعيلة من الفرض كصفائح جمع صفيحة وصحائف جمع صحيفة وحدائق جمع حديقة، وهي مأخوذة من الفرض الذي له معان عديدة في اللغة، ومنها: التقدير كما في قول الله تعالى: ]وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ[ (1).أي قدرتم وفرض له العطاء: قدر له نصيباً(2).  ومنها التنزيل كما في قول الله تعالى: ]إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ[(3). أي ان الذي أنزل عليك القران يا محمد لرادك إلى مكة في موعد معين، ومنها التحليل كما في قول الله تعالى : ]مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ[(4).أي فيما احل الله له، ومنها التبين كما في قول الله تعالى : ]قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ[ (5). أي قد بين لكم، ومنها الالزام والايجاب كما في قولنا: فرض الله علينا خمس صلوات في اليوم، أي ألزمنا وأوجبه علينا، ومنها كذلك البيان كقول الحق سبحانه وتعالى : ]سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا[ (6). أي بينا احكامها. والفرض كذلك ما يعطى من غير عوض كقول العرب: ما أصبت منه فرضاً ولا قرضاً: أي لم آخذ منه شيئاً لا بعوض ولا بدون عوض(7).

ثانياً : الفرائض اصطلاحا

هو نصيب مقدر شرعاً للوارث، أو هو نصيب ثبت بدليل مقطوع به، ويسمى هذا النوع من الفقه فرائضاً، لأنه سهام مقدرة مقطوعة مبينة، فكل المعاني المذكورة آنفاً موجودة في الميراث(8).

وعرفت الفرائض بانها: علم بأصول من فقه وحساب، ومن تلك الأصول المتعلقة بالمنع من الميراث والحجب، بل هي العمدة في ذلك، إذ بدونها لا تعرف الحقوق، لذا قالوا: من لامهارة له بها لا يحل له أن يقسم فريضة، إذ ربما أعطى الممنوع وحجب الوارث، فتضيع الحقوق عن أصحابها بدلاً من إيصالها إليهم، ومن جملة الأصول كذلك معرفة كون الوارث ذا فرض أو عصبة أو ذا رحم، ومعرفة أسباب الميراث والتصحيح والعول والرد وغير ذلك(9).

_________________

[1]- سورة البقرة : الآية 237.

2- انظر سعدي أبو حبيب المصدر السابق، ص283.

3- سورة القصص ، الآية 85.

4- سورة الاحزاب ، الآية 38

5- سورة التحريم ، الآية 2

6- سورة النور ، الآية 1

7- عدد من العلماء، المعجم الوسيط، جـ2، مجمع اللغة العربية، مطبعة مصر، القاهرة، 1973، ص689.

8-  الشيخ نظام وجماعة من علماء الهند الاعلام ، المصدر السابق ، ص447.

9- السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني، شرح السراجية، مطبعة مصطفى الحلبي، القاهرة،
1944، ص5.