أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-6-2019
4679
التاريخ: 16-3-2016
3939
التاريخ: 16-3-2016
9006
التاريخ: 16-3-2016
3439
|
مع الطرماح :
والتحق الطرماح بالامام في اثناء الطريق وقد صحبه بعض الوقت وقد أقبل الامام على اصحابه فقال لهم :
هل فيكم احد يخبر الطريق على غير الجادة؟
فانبرى إليه الطرماح بن عدي الطائي فقال له :
أنا اخبر الطريق
سر بين أيدينا
وسار الطرماح يتقدم موكب العترة الطاهرة وقد ساورته الهموم فجعل يحدو بالابل بصوت حزين وهو يرتجز :
يا ناقتي لا تذعري من زجرى
وامضي بنا قبل طلوع الفجر
بخير فتيان وخير سفر
آل رسول اللّه أهل الفخر
السادة البيض الوجوه الزهر
الطاعنين بالرماح السمر
الضاربين بالسيوف البتر
حتى تحلى بكريم النجر
بما جد الجد رحيب الصدر
أتى به اللّه لخير أمر
سأمضي وما بالموت عار على الفتى
اذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
عمره اللّه بقاء الدهر
يا مالك النفع معا والضر
امدد حسينا سيدي بالنصر
على الطغاة من بقايا الكفر
على اللعينين سليلي صخر
يزيد لا زال حليف الخمر
والعود والصنج معا والزمر
وابن زياد العهر وابن العهر
واسرعت الابل في سيرها على نغمات هذا الشعر الحزين وقد فاضت عيون اصحاب الحسين وأهل بيته من الدموع وهم يؤمنون على دعاء الطرماح للحسين بالنصر والتأييد وحلل الدكتور يوسف خليف هذا الرجز بقوله : والرجز هنا ـ ولعله اول شعر كوفي يظهر فيه الحديث عن الحسين ـ يعتمد على البساطة في عرض الفكرة فهو لا يعدو أن يكون صورة من تحية البدو وترحيبهم بضيف عزيز قادم إليهم وهم خارجون لاستقباله. فالراجز يحث ناقته على السير السريع لتحل برحاب هذا الضيف
الذي يضفي عليه صفات المدح المألوفة عند البدو ويخلع عليه ما يتمثله البدوي في الرجل من مثل وفضائل فهو عنده كريم الأصل ماجد حر واسع الصدر ... لأن هذا الضيف ليس شخصا عاديا وانما هو حفيد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ومبعوث العناية الالهية إليهم لأمر هو خير الأمور ثم يختم هذه التحية البدوية بدعاء فطري ساذج ولكنه معبر عما يحمله له في نفسه من محبة صادقة واخلاص اكيد فيدعو أن يبقيه اللّه بقاء الدهر
وقال الطرماح للامام : واللّه إني لأنظر فما أرى معك أحدا ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء الذين أراهم ملازمين لك مع الحر لكان ذلك بلاء فكيف وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة بيوم ظهر الكوفة مملوءا رجالا فسألت عنهم فقيل ليوجهوا الى الحسين فناشدتك اللّه أن لا تقدم إليهم شبرا الا فعلت .
وإلى أي مكان يرجع الامام؟ واين يذهب؟ والأرض كلها تحت قبضة الأمويين فلم يكن له بد من الاستمرار في سفره إلى العراق وعرض له الطرماح أن يسير معه إلى جبل بني طي وتعهد له بعشرين الف طائي يقاتلون بين يديه ولم يستجب الامام لهذا الوعد الذي هو غير مضمون واستأذن الطرماح من الامام ان يمضي لأهله ليوصل إليهم الميرة ويعود إلى نصرته فاذن له وانصرف الى أهله فمكث أياما ثم قفل راجعا إلى الامام فلما وصل إلى عذيب الهجانات بلغه مقتل الامام فأخذ يبكي على ما فاته من شرف الشهادة مع ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) .
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|