أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5286
التاريخ: 8-10-2014
5411
التاريخ: 2024-06-12
923
التاريخ: 21-12-2015
5373
|
قال تعالى : {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 188] .
- جاء في القرآن الكريم والروايات مجموعة من المطالب التي تشير الى أن الأنبياء والأولياء كانوا يعلمون الغيب ، ثم إن هناك آيات وروايات أخرى تشير الى أنهم لا يعلمون الغيب ، ومن تلك الآيات ما نلحظه في هذه الآية التي تشير الى ذلك ! ويمكن الجمع بين هاتين المجموعتين من الآيات والروايات بعدة صور :
أ) عندما يقول إن الأنبياء والأولياء لا يعلمون الغيب ، فالمراد منه أن هؤلاء العظماء لا يعلمون الغيب ذاتياً ، وأما عندما يقول إنهم يعلمون الغيب فالمقصود منه أنهم يعلمونه الغيب ذاتيا ، وأما عندما يقول إنهم يعلمون الغيب ، فالمراد منه أن هؤلاء العظماء لا يعلمون الغيب ذاتياً ، وأما عندما يقول إنهم يعلمون الغيب فالمقصود منه أنهم يعلمونه بإلهام الله تعالى ووحيه ، كما نقول : لا يوجد نفط في المدينة الفلانية ومرادنا أن تلك الأرض لا ينبع منها النفط ، أي ليس فيها نفط ذاتياً ، ومرادنا من أن فيها نفطاً أي إن النفط يصل إليها بالأنابيب والحاملات والسفن والقطارات .
ب) العلم بالغيب عن نوعين ، والأنبياء يعلمون القسم الأكثر منه ، ونظير ذلك الأخبار التي أطلق عليها القرآن (الغيب) وهي أوحيت لنبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) : {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ...} [هود : 49] ، وهناك قسم آخر خاص بالله تعالى وليس لأحد الاطلاع عليه ، كزمان قيام القيامة .
إذن الذي لا يعلمونه من الغيب هو القسم الخاص بالله تعالى ، وأما الذي يعلمون منه فهو القسم الآخر .
ج) إن مخاطبي أولئك العظماء كانوا مختلفين ، فبعضهم كان من أهل الغلوّ والمبالغة فكان الأئمة يظهرون لأمثال هؤلاء أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب لئلا يغالوا فيهم ، وكان هناك من هو ناقص في معرفة أولئك العظام فكان النبي والأئمة (عليهم الصلاة والسلام) يظهرون لأمثال هؤلاء بعضاً من علم الغيب .
د) إن المراد من عدم العلم بالغيب ، عدم الحضور الذهني ، ولكن – وكما جاء في الروايات – أن الأئمة (عليهم السلام) يسطع لهم عمود من نور فيطّلعون به على كل شيء ، ومثال ذلك الإنسان الذي يقول : أنا لا أعلم رقم هاتف فلان ، ولكنه يملك دليل هواتف فيمكنه بمراجعته إن يعلم جميع الأرقام التي يريد .
هـ) إن العلم بالغيب ليس دليلاً على الكمال مطلقاً ، بل ربما يكون في بعض الأحيان دليلاً على النقص ، مثلاً عندما نام الإمام علي (عليه السلام) في فراش الرسول (صلى الله عليه وآله) ، فلو كان عنده علم بأن ذلك ليس فيه خطر على حياته لما كان ذلك الفعل كمالاً له (عليه السلام) ؛ لأن الجميع مستعد للنوم في مكان النبي في هذه الصورة ، فكان الكمال هنا بعدم العلم بالغيب .
و) إن الله تعالى لا يُطلع الأئمة (عليهم السلام) بعلم الغيب لو كان فيه نفعهم وضررهم ، نظير ذلك هذه الآية مورد البحث ، ولكن في الموارد التي يكون فيها الهدف من علم الغيب إرشاد وهدايتهم فإن الله تعالى يُطلع الأئمة عليه ، كما قال عيسى (عليه السلام) لأصحابه : لي أن أخبركم بما تدّخرون في بيوتكم ، {... وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران : 49] .
- وقيل إن أهل مكة قالوا : يا محمد ألا يخبرك ربّك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتريه فتربح فيه ، وبالأرض التي تريد أن تجدب فنرتحل منها الى أرض قد أخصبت ، فأنزل الله هذه الآية (1) .
________________
1. ينظر تفسير الأمثل ، ج2 ، ص 285 .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|