أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
2977
التاريخ: 7-4-2016
2864
التاريخ: 7-4-2016
3155
التاريخ: 7-4-2016
3214
|
حقدَ معاوية على النّبي (صلّى الله عليه وآله) فقد مكث في أيّام خلافته أربعين جمعة لا يصلّي عليه وسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال : لا يمنعني عن ذكره إلاّ أنْ تشمخ رجال بآنافها .
وسمع المؤذن يقول : أشهد أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله فلم يملك إهابه واندفع يقول : لله أبوك يا ابن عبد الله! لقد كنت عالي الهمّة ما رضيت لنفسك إلاّ أنْ يُقرنَ اسمك باسم ربِّ العالمين! .
ومِن مظاهر حقده على الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ما رواه مطرف بن المغيرة قال : وفدت مع أبي على معاوية فكان أبي يتحدّث عنده ثمّ ينصرف إليّ وهو يذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه ؛ وأقبل ذات ليلة وهو غضبان فأمسك عن العشاء فانتظرته ساعة وقد ظننت أنّه لشيء حدث فينا أو في عملنا فقلت له : مالي أراك مغتماً منذ الليلة؟
ـ يا بُني جئتك مِن أخبث الناس.
ـ ما ذاك؟!
ـ خلوت بمعاوية فقلت له : إنّك قد بلغت مُناك يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلاً وبسطت خيراً ؛ فإنّك قد كبُرت ولو نظرت إلى إخوتك مِن بني هاشم فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه ؛ فثار معاوية واندفع يقول : هيهات هيهات! مَلَكَ أخو تيم فعدل وفعل ما فعل فوالله ما عدا أنْ هلكَ فهلكَ ذكره إلاّ أنْ يقول قائل : أبو بكر ؛ ثمّ مَلَكَ أخو عديّ فاجتهد وشمّر عشر سنين فوالله ما عدا أنْ هلكَ فهلكَ ذكره إلاّ أنْ يقولَ قائل : عمر ؛ ثمّ مَلَكَ أخونا عثمان فمَلَكَ رجلٌ لمْ يكن أحدٌ في مثل نسبه ، فعُمل به ما عُمل فوالله ما عدا أنْ هلكَ فهلكَ ذكره , وإنّ أخا هاشم يُصرخ به في كلّ يوم خمس مرات : أشهد أنّ محمّداً رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأيّ عمل يبقى بعد هذا إلاّ دفناً دفناً؟! , ودلّت هذه البادرة على مدى زعزعة العقيدة الدينية في نفس معاوية وإنّها لمْ تكن إلاّ رداءً رقيقاً يشف عمّا تحته مِن حبّ الجاهلية والتأثر بها إلى حدٍّ بعيد. وكانت النزعة الإلحادية ماثلة عند أغلب ملوك الاُمويِّين.
يقول الوليد في بعض خمرياته منكراً للبعث والنشور :
أدِر الكأس يميناً لا تدِرها ليسارِ
اسقِ هذا ثمّ هذا صاحبَ العود النضارِ
مِن كميتٍ عتّقوها منذُ دهرٍ في جرارِ
ختموها بالأماويـه وكافور وقارِ
وتأثّر الكثيرون مِن ولاتهم بهذه النزعة الإلحادية فكان الحجّاج يخاطب الله أمام الجماهير الحاشدة قائلاً : أرسولك أفضل أمْ خليفتك؟ يعني أنّ عبد الملك أفضل مِن النّبي العظيم (صلّى الله عليه وآله) ؛ وكان ينقم على الذين يزورون قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويقول : تبّاً لهم! إنّما يطوفون بأعواد ورمّة بالية هلاّ طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك! ألا يعلمون أنّ خليفة المرء خير مِن رسوله؟! .
وهكذا كان جهاز الحكم الاُموي في كثيرٍ مِن أدواره فقد تنكّر للرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) وازدرى برسالته.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|