المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ظهور التلسكوبات
2025-01-12
آثار فسخ عقد الزواج بعد الدخول بالنسبة للنفقة في قانون الاحوال الشخصية الكويتي
2025-01-12
نضج وحصاد وتخزين البسلة
2025-01-12
مقبرة (شيشنق الثالث)
2025-01-12
الفرعون شيشنق الرابع وآثاره
2025-01-12
مندوبات الصلاة
2025-01-12

صنع المعروف لغيرك
11-6-2022
أصحاب الأيكة
19-1-2023
Geometric Triple
30-5-2020
المناذرة
12-11-2016
الاستقلال والحرية
8-1-2016
أم المؤمنين أم سلمة هند زوجة النبي ص
14-2-2018


المثقف الناقل  
  
2253   11:28 صباحاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص261-262
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

.. يقوم بترجمة ونقل المعرفة الاجتماعية الغربية إلى المتلقي من أجل التعرف عليها وفهمها في تخصصه (علم الاجتماع) فقد وصف عبد الباسط عبد المعطي هذا النوع من المثقفين بما يلي (إن طريقة التأليف في علم الاجتماع من قبل الاجتماعيين العرب تضمنت تقليد الغربيين إلى اختيار مواضيع غاية من الغرابة كأن يدرس شخص الاغتراب الصناعي وهو منحدر من مجتمع محلي- ريفي مما يدل على بعد العلم عن الواقع العربي وما موجود في علم الاجتماع العربي من كتابات هي:

ا. تآليف مترجمة

ب. أو ترجمة مؤلفة

ج. أو بحوث محاكية لمواضيع البحوث الغربية.

فضلاً عن ذلك فهناك:

‏1ـ التأليف من أجل التدريس الذي يتضمن النقل عن التراث الأنجلو - أمريكي وقد خلا هذا النقل من الحس النقدي وهذا جهد فردي لم يظهر فيه إبداع.

2 ـ الترجمة من أجل التدريس وهنا قد تكون الترجمة محاولة هروب من الواقع وخشية الصدام مع السلطة القائمة لغياب جو الحرية والديموقراطية في الجامعات العربية فيلجأ الاجتماعيون العرب إلى الترجمة، ولكن هذا أدى إلى نوع من أنوع الاستهلال والتبعية (ندوة الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع، 1981، ص177‏) ويضيف فردريك معتوق إلى ما تقدم فيقول (أن غالبية كتب علم الاجتماع في الوطن العربي تهدف إلى نقل وترويج النظريات المبتكرة في الغرب لبعض طلاب العلوم الاجتماعية في الجماعات العربية وميزة هذه المؤلفات أنها عاجزة عن الوقوف موقف النقد المنهجي الخلاق والملاحظ أن أصحابها لم يستوعبوا تماماً هذه النظريات بالرغم من أنهم درسوها إنما بقوا على سطحها مما جعل هذه المؤلفات أدوات تجعل في الترويج هذا الخطأ المنهجي الذي ينتشر أكثر فأكثر مع انتشار المؤلف. (معتوق 1985 ص265) .

وبناءً على ما تقدم نستطيع القول بأن المثقف السوسيولوجي العربي لم يساهم في العملية الثقافية المتخصصة نتيجة حاجة مجتمعه لها أو استجابة لدراسة مشكلات اجتماعية عانى منها المجتمع العربي بل تقليداً لما هو موجود في المعاهد الأكاديمية في أوربا وأمريكا، وهذا يعني أن المثقف العربي المختص تسلم دراسات ونظريات ومناهج جاهزة من عالم آخر وليس من مجتمعه أو تراثه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.