أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2014
5946
التاريخ: 26-09-2014
5529
التاريخ: 5/9/2022
1371
التاريخ: 17-12-2015
4991
|
قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى : 51]. يطلق كلام اللَّه سبحانه على العديد من المعاني ، منها قضاؤه وقدره : {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} [الفاتحة : 19]. . والخلق والإيجاد : {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ } [النساء : 171] . والحق : {وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [التوبة : 40]. .
والكون الذي أوجده بكلمة { كن } . والإلهام : { أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً } كما يأتي . . ومن كلام اللَّه الكلام المسموع : {يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [البقرة : 75].
وهذا الكلام هو الذي يسمعه النبي من وراء حجاب أو يرسل اللَّه به إلى النبي رسولا .
وقد ذكر سبحانه في الآية التي نحن بصددها - ثلاثة أوجه لتكليمه الرسل ، وكيفية اتصاله بهم : الأول إلقاء المعنى في قلب النبي مباشرة ومن غير واسطة ، وهذا هو المراد بقوله : آ إلا وحيا » . الثاني أن يخلق اللَّه الكلام كما يخلق غيره من الكائنات ، فيسمعه النبي لا بواسطة رسول من اللَّه بل من وراء حجاب أي ان النبي يسمع الكلام ولا يرى المتكلم ، وهذا هو المقصود من قوله تعالى :
{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء : 164] . الثالث أن يرسل سبحانه إلى رسوله ملكا يبلغه رسالات ربه . قال الملأ صدرا في الأسفار : « إياك أن تظن ان تلقّي النبي (صلى الله عليه واله ) كلام اللَّه بواسطة جبريل وسماعه منه كاستماعك من النبي ، أو تقول ان النبي ( صلى الله عليه واله ) كان مقلدا لجبريل » .
وليس من شك انه لا يظن هذا الظن أو يقول هذا القول إلا جاهل . . لأن ما بلَّغه جبريل لمحمد ( صلى الله عليه واله ) هو كلام اللَّه بالذات ، ووعاه الرسول الأعظم على حقيقته ، وعليه تكون معرفة الرسول بكلامه تعالى هي عين كلام اللَّه ، وكلام اللَّه هو عين معرفة الرسول .
{ وكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا }. المراد بالروح هنا القرآن لأنه حياة للأرواح والأبدان أيضا ، قال الإمام علي ( عليه السلام ) : كتاب اللَّه تبصرون به ، وتنطقون به ، وتسمعون به { ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ ولَا الإِيمانُ } . المراد بالكتاب القرآن ، وبالإيمان شريعة اللَّه التي بينها سبحانه لنبيه الكريم بعد أن اختاره سبحانه لرسالته ، وقد اختلفوا في تفسير هذه الآية على أقوال أنهاها الرازي إلى خمسة وأرجحها - فيما نرى - قول الشيخ إسماعيل حقي في تفسير روح البيان ، وهذا نصه « المراد بالإيمان تفاصيل ما جاء في القرآن التي لا تهتدي إليها العقول ، لا الايمان بما يستقل به العقل والنظر ، لأن دراية النبي ( صلى الله عليه واله ) لا ريب فيها ، وقد أجمع أهل الوصول - إلى معرفة اللَّه وأنبيائه - على ان الرسل كانوا مؤمنين قبل الوحي معصومين من الكبائر والصغائر الموجبة لنفرة الإنسان عنهم قبل البعثة وبعدها فضلا عن الكفر » .
{ولكِنْ جَعَلْناهُ} - أي القرآن – { نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا } وهم الذين طلبوا الهداية بتجرد واخلاص والحق لوجه الحق ، أما من عاند وتمرد فيدعه اللَّه وشأنه : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } [الزمر : 3]. {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ} [الشورى : 52، 53]. النبي ( صلى الله عليه واله ) يدعو إلى الإسلام دين اللَّه وصراطه القويم ، ومن سلك هذا الصراط فقد سلك الطريق الواضح إلى اللَّه ، وأمن جميع العواقب {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } [إبراهيم : 2] .
ان دعوة رسول اللَّه هي السبيل إلى مالك الكون وجامع الخلق في يوم لا ريب فيه ، فمن استمع لدعوة رسوله وأجاب فهو غدا مع الصدّيقين والنبيين وحسن أولئك رفيقا ، ومن نكص عنها ونأى فهو في نار جهنم ضجيع حجر وقرين شيطان .
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|