أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-12
1625
التاريخ: 2023-10-11
1048
التاريخ: 29-9-2016
12960
التاريخ: 10-12-2015
4017
|
مشاكل التوسع في استخدام المبيدات
نشأ الاهتمام بأسلوب المكافحة المتكاملة أساساً نتيجة للمشاكل التي نجمت عن الاعتماد الكلى على المبيدات الكيميائية العضوية المخلقة في مواجهة الآفات وقد يرجع الخطأ الأساسي في هذا الصدد إلى التوسع في استخدام هذه الكيميائيات دون مراعاة للعلاقات المتشابكة والمعقدة في النظام البيئي ولا سيما بالنسبة للجوانب الأساسية لديناميكية أعداد أنواع الآفات ويمكن سرد أهم المشاكل التي فرضت نفسها مع التطبيق المكثف وغير الرشيد للمبيدات الكيميائية فيما يلى:–
1- الأضرار المتعلقة بصحة الإنسان
نظراً للطبيعة البيولوجية النشطة لمبيدات الآفات فإنها تسبب أضراراً خطيرة على صحة الإنسان خاصة على العمال المشتغلين بصناعة وتجهيز المبيدات وكذلك القائمين بعملية التطبيق ومن الأمثلة البارزة على ذلك ما حدث في نيكاراجوا حيث وقعت أكثر من 3000 حالة تسمم وما يربو على 400 حالة وفاة بين العمال الذين يعملون في حقول القطن سنوياً على مدى عشر سنوات (1962–1972). وتمثل مشكلة المخلفات تحدياً هائلاً لاستخدام المبيدات الكيميائية في العالم محدثة أخطاراً عديدة تتعرض لها صحة الإنسان نتيجة وجود متبقيات المبيدات في أو على المحاصيل الغذائية وهذه قد لا تحدث أضراراً مباشرة على صحة الإنسان إلا أن الخطورة تكمن في الضرر على المدى الطويل. وهناك نوعين من التسمم هما التسمم الحاد ويؤدى إلى الوفاة الفورية والتسمم المزمن وتحدث أعراضه بعد فترة زمنية أطول وتظهر في صورة فشل كلوي أو كبدي أو أورام سرطانية أو خلل في وظائف الدم أو تشوه في الأجنة.
2- التلوث البيئي والتأثير على الحياة البرية
قد يرجع فشل الكثير من مبيدات الآفات في إحداث الأثر المطلوب نتيجة لعوامل بيئية قد تؤدى إلى درجة تطاير المادة. أظهرت الدراسات التطبيقية أن 1% أو أقل من محلول الرش المعامل بالطائرة يصل إلى مكان التأثير داخل الآفة المستهدفة بينما يصل حوالى 45% من المحلول إلى المحصول المستهدف وتفقد الكمية الباقية التي تصل إلى البيئة المحيطة بفعل التطاير أو تساقط الرذاذ بعيداً عن الهدف. هناك العديد من المركبات مثل ال د.د.ت والتي تتميز بصفة الثبات الكيميائي وبقدرتها على الانتقال والتراكم في مكونات السلسلة الغذائية للإنسان والحيوانات البرية حيث يزداد تركيز المبيد في عمليات متتابعة كما تحدث ظاهرة معروفة باسم التضخم البيولوجي ويصل هذا التضخم في الأسماك التي تعيش في بحيرة ميتشجان من حوالى 0.00002 جزء في المليون في الماء إلى أكثر من 10 أجزاء في المليون في الأسماك التي تعيش فيها. تحدث المبيدات أضراراً خطيرة على بعض الأسماك والطيور وغيرها من الحيوانات البرية وقد تؤدى التأثيرات الضارة إلى الموت المباشر للأنواع المرغوبة أو تتداخل في عمليات التكاثر أو قد تحدث خللاً في السلسلة الغذائية مما يؤدى إلى هلاك وانقراض هذه الحيوانات.
3- التأثير على الحشرات الملقحة
تؤثر مبيدات الآفات على نحل العسل والحشرات الملقحة الأخرى مما يؤدى في النهاية إلى انخفاض معدل التلقيح في الأزهار خصوصاً في المحاصيل ذات التلقيح الخلطي بالإضافة إلى ضعف قوة طوائف النحل كنتيجة لموت عدد كبير من الشغالات التي تقوم بجمع الرحيق وقد ترتب على ذلك انخفاض إنتاجية المحاصيل الحقلية والبستانية. ظهرت هذه المشكلة بشكل خطير في مصر بعد تنفيذ نظام الرش الجوي للمبيدات بالطائرات.
لتخفيف حدة أضرار المبيدات على نحل العسل.. تم وضع بعض القواعد في مصر أثناء عمليات رش هذه السموم منها، تحديد مواقع المناحل وعدم رش الأراضي الملاصقة للمناحل لمسافة 100 متر على الأقل في نفس يوم الرش ولزيادة الاحتياط يحرم رش زمام القرية وذلك إذا احتوت القرية على ألف خلية إفرنجية وللضرورة يجب أن يبدأ الرش في التجمعات القطنية القريبة من مواقع المناحل في الصباح الباكر ثم في الأماكن المجاورة لها وهكذا حتى يأتي الدور في آخر رشة على التجمعات البعيدة عن المناحل, وذلك لإعطاء الفرصة لشغالات النحل لتجمع الرحيق من القطن أطول فترة ممكنة ويمكن استخدام المواد الطاردة للنحل مخلوطة مع المبيدات أو منع استعمال المبيدات بقدر الإمكان لمكافحة دودة ورق القطن في البرسيم حيث يمثل هذا المحصول أحد المصدرين الرئيسين لمحصول العسل في مصر.
4- الأثر الضار على النبات
يؤدى استعمال بعض المبيدات إلى حدوث أضرار للنباتات الخضراء (خصوصاً المحاصيل الحساسة والضعيفة النمو). وإذا استخدمت المبيدات بتركيزات أعلى من الموصى بها أو في توقيت غير مناسب أدى ذلك إلى حدوث أضرار في صورة حروق للأوراق أو تحور في أشكالها مما يؤدى إلى جفافها ثم سقوطها ويموت النبات في نهاية الأمر. وقد يحدث الضرر نتيجة وصول المبيد للعصارة النباتية كما في حالة المبيدات الجهازية التي لها خاصية النفاذ داخل الأنسجة أو السريان في العصارة مما يؤدى لحدوث خلل داخلي في النشاط الإنزيمي والبيوكيميائى للنبات يعمل على توقف عمليات التمثيل الغذائي مما يؤدى إلى موت النبات.
5- أثر المبيدات على التربة
تتلوث التربة من جراء تساقط المبيدات أثناء رش المحاصيل الزراعية أو نتيجة لمعاملة التربة أو البذور بطريقة مباشرة بغرض الوقاية من أو مكافحة آفات التربة. ويؤدى تراكم المبيدات في التربة وزيادة تركيزها أحياناً إلى التأثير على نمو وإنتاجية النبات أو الكائنات الحية النافعة التي تسكن التربة أو يؤدى إلى انخفاض نسبة إنبات البذور أو إحداث تشوهات خطيرة للنبات ومن جهة أخرى قد تؤثر المبيدات على التربة من حيث الخصوبة والخواص الطبيعية والكيميائية. ولبعض المبيدات الكلورينية العضوية مثل (د.د.ت وسادس كلورور البنزين) خاصية الثبات الكيميائي في التربة لمدة تتجاوز ثلاثين عاماً في بعض الأحيان ثم الاتحاد مع مكونات التربة مما يؤثر تأثيراً ضاراً على النبات والتربة معاً.
6- الخلل في التوازن الطبيعي
لعل الاستخدام المكثف وغير الواعي للمبيدات بقصد خفض أعداد بعض الأنواع التي زادت عن معدلها الطبيعي قد أدخل عنصراً جديداً في البيئة الطبيعية للحشرات. ومن الجدير بالذكر أن استجابة أنواع الحشرات لأى مادة كيميائية ليست متكافئة. وفي غالبية الأحوال يدخل الإنسان المبيد في البيئة الطبيعية دون علم مسبق ومفصل بعواقب هذا التدخل وانعكاساته على الحشرات المختلفة الضارة منها والنافع. ومن المؤسف أن ينساق الإنسان وراء فلسفة خاطئة وهى التخلص من الآفة دون أية اعتبارات أخرى فالأكاروس لم يصل إلى مرتبة الآفات الخطيرة ولم يظهر كمشكلة لها كيانها إلا بعد إدخال مبيد ال د.د.ت واستعماله بكثافة في مصر لمكافحة بعض آفات القطن وأشجار الفاكهة عقب الحرب العالمية الثانية. كما أدى استعمال مركب ال د.د.ت كذلك إلى ظهور المن والعنكبوت الأحمر بكثرة على الذرة نتيجة للخلل الذى أحدثته هذه المركبات على التوازن الطبيعي بين الآفات. وعموما فإن استخدام المبيدات الكيميائية دون دراسة واعية قد يؤدى إلى ظهور موجات وبائية من الآفة عقب استخدام المبيد أو ظهور آفات ثانوية بشكل وبائي.
7- مقاومة الآفات لفعل المبيدات
وتعنى مقاومة الآفة لفعل المبيد الذى كان يقتلها من قبل– ترجع المقاومة إلى أسباب وراثية حيث يعمل المبيد كأداة ضغط انتخابي تستبعد فيه الأفراد الحساسة بالموت وتبقى الأفراد المقاومة حية. واستمرار التعرض للمبيد يزيد من مستوى وتطور صفة المقاومة. وترجع المقاومة إلى عدم قدرة المبيد على النفاذ داخل جسم الحشرة أو تخزينه في أماكن غير حساسة أو تمثيله إلى مركبات أقل سمية أو سرعة التخلص منه خارج جسم الحشرة بالإخراج أو الإفراز.
ويمكن التغلب على هذه الظاهرة باستخدام المبيدات في دورات أو اللجوء إلى وسائل مكافحة غير كيميائية– أو استخدام المنشطات لزيادة مستوى السمية – أو تطبيق نظم الإدارة المتكاملة للآفات.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
ناقلا تهنئة الامين العام ...وفد الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة يزور مقرات القوات الأمنية في سامراء
|
|
|