1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الطفولة :

الأسر البديلة / دور الحضانة

المؤلف:  جون باولبي

المصدر:  رعاية الطفل ونمو المحبة

الجزء والصفحة:  ص 165 ــ 170

2025-01-15

21

ـ الرعاية العاجلة 

هناك كثير من الأحداث غير المتوقعة مثل الوفاة ومرض الأم المفاجئ تقضي باتخاذ إجراءات عاجلة لرعاية الأطفال. كما ينتظر أن تكون هناك حالات أخرى في حاجة إلى رعاية مؤقتة مثل ذهاب الأم إلى المستشفى للوضع أو لإجراء عملية جراحية. ومثل هذه الحالات تمثل نسبة عالية جداً من مجموع الحالات التي تحتاج إلى الرعاية. ففي انجلترا يذكر تقرير كيرتس Curtis Report أنها تمثل 60 ٪ من حالات جميع الأطفال المحتاجين إلى الرعاية. وفي استكهلم، في البيت الذي يمر فيه جميع الأطفال الوافدين ليكونوا تحت الرعاية والذين تتجاوز أعمارهم إثني عشر شهراً، يمكث 70 ٪ منهم من أسبوع إلى ثمانية أسابيع فقط. وبما أنه ينبغي أن تكون ظروف هؤلاء معروفة جيداً وأن تكون الترتيبات التالية قد قررت من قبل أو على وشك أن تقرر، فمن الواجب أن تميز حالاتهم تمييزاً تاماً عن الحالات التي يخلق فيها تفكك الأسرة والانحراف والإهمال مشكلات عسيرة ويكون المستقبل فيها غامضاً. وليس من المرغوب فيه أن تقام مبان ضخمة البيوت الأطفال التي يتحتم أن يذهب إليها الأطفال من كل نوع للملاحظة والتصنيف، ولو أن بيت الاستقبال الضخم في استكهلم يعتبر نموذجا زكاه تقريران بريطانيان حديثان.

والحجج الرئيسية ضد هذا النظام هي:

(أ) إن مشكلتين مختلفتين تماماً تلتبسان.

(ب) إن هناك أماكن بديلة أفضل للأطفال الذين يمكثون فترة قصيرة.

(ج) إنه إذا كان هناك احتمال في حاجة الأطفال إلى إقامة طويلة الأجل فمن الأفضل ملاحظتهم وتقرير ما يحتاجون إليه بمعاملتهم كمرضى خارجيين.

(د) إن حجم المعهد اللازم لبحث حالات الإقامة القصيرة وحالات الملاحظة معا يكون ضخماً.

ومهما كان الأمر، فهناك مجال لإيجاد مركز استقبال صغير يخصص لتلقي الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة، والذين يحتاجون على غير انتظار إلى إيواء عاجل. وينبغي أن يتم التفكير في إقامة أولئك الأطفال على أساس استمرارها بضعة أيام فقط، ويجب ألا تمتد إلى أسابيع أو شهور.

وهناك بديلات متنوعة لمعالجة هذه الحالات المؤقتة العاجلة، كما يحتاج الأمر إلى استخدام وسائل تختلف باختلاف مجموعات الأعمار.

وتعتبر الرعاية الجماعية في المراكز الصغيرة كافية بالنسبة إلى الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم السادسة أو السابعة وبخاصة المراهقين منهم. إذ يستطيع الأطفال في هذه السن أن يعولوا أنفسهم لفترة قصيرة في مثل هذا الجو. ومن الأفضل ألا يضغط عليهم لتكوين علاقات لمدة وجيزة مع من هم في دار رعاية غير معروفة لهم. ولا ينطبق هذا الوضع على الرضع والأطفال الصغار الذين تدل كل الشواهد على أنهم غير قادرين على المواءمة مع الأوضاع الجماعية.

ويمكن من أجل هؤلاء أن يوصي بتعميم الخطة التي يتبعها عدد من الجمعيات الأمريكية والتي يتبعها مجلس مقاطعة إيست سافوك Eas Suffolk منذ عام 1950، وذلك بالاحتفاظ بسجل بأسماء الأمهات بالتربية المؤهلات والراغبات في أخذ اثنين من الرضع والأطفال الصغار لمدة قصيرة نظير أجر يدفع مقدماً. وبذلك يصبح ممكنا، بالقاء نظرة خاطفة على هذا السجل، معرفة الأماكن الخالية. وقد يؤدي تنظيم من هذا النوع إلى حل المشكلات الإقتصادية التي يتعرض لها كثير من الأرامل ممن لديهن أطفال صغار.

ومهما يكن فإن أفضل حل لكافة مجموعات الأعمار هو الحصول على مساعدة الأقارب والجيران. وقد لوحظ من قبل أن الحكومات والهيئات المتطوعة بطيئة في مساعدة الأطفال الذين يعيشون مع أسرهم، سريعة نسبياً في إنفاق المال على معاهد الرعاية. وأخذ الأطفال لوضعهم تحت الرعاية دون بذل مجهود مع الأقارب ليكونوا كبديل للوالدين، يعد من الأمثلة الدالة على الافتقار إلى الحكمة في إنفاق المال. وقد يكون هؤلاء الأقارب بعيدين أو في غير سعة من الرزق، ولكن قيمة أجور السكك الحديدية، حتى ولو كانت لمئات من الأميال، مضافة إلى نفقات الإعالة، لا تساوي شيئاً بجانب قيمة تزويد الطفل بالرعاية التامة. وبهذه المناسبة فإن النص الوارد في القانون الإنجليزي، والذي يستطيع أحد الأقارب بموجبه تسجيل نفسه رسمياً كأب بالتربية مع الحصول على أجر نظير ذلك، نص له قيمته. وطبيعي أن يكون هناك ترو وتبصر قبل استخدام الأقارب، لأن قيمتهم تقل إلى درجة كبيرة إذ كانوا مجهولين تماماً بالنسبة للطفل. كما أن الطفل يصبح مثار إحتكاك في الأسرة الجديدة إذا عارض أحد الزوجين في قبوله. ولكن من المحتمل إلى حد بعيد أن يكون لدى الأقارب المباشرين المعروفين للطفل إحساس بالارتباط به أقوى مما لدى الغرباء. فللألفة بالنسبة للطفل قسمة لا حد لها.

ولنفس السبب ربما تكون للجيران قيمة خاصة كأباء بالتربية لفترة مؤقتة، إذ لا يبقى الطفل مع الوجوه والأماكن المألوفة له فحسب، بل يحتمل أن يستقبله الجيران أنفسهم بترحاب أكثر، ويشعروه بأمن أعظم مما يفعل الغرباء وذلك لأنهم يعرفون والديه، ولهذا فإنه من الأهمية بمكان أن تبذل مؤسسات رعاية الأطفال أقصى جهدها لتشجيع الإحساس بالاعتزاز بالجيرة في أثناء رعاية مثل هؤلاء الأطفال. وينبغي مساعدة الآباء على التحقق من أنه من صالح الأطفال أن يظلوا مع أصدقاء لهم، وأنه من مصلحتهم أنفسهم أن يساهموا في أي إجراء تقوم به ربات البيوت لمساعدة بعضهن البعض في أي طارئ عائلي. ويجب على المؤسسات نفسها أن تراعي الذوق العام في تقدير معايير النظافة والصحة والراحة تشجيعاً لهذه الروح، فمن الصعب في بعض الأحيان أن توجد بيوت جيران معينين تتوافر فيها المعايير المعتادة، وليس هناك خطر كبير من أن يقضي الطفل بضعة أسابيع في بيت آخر، ما دام هناك احتمال في مثل هذه الحالة أن يكون الطفل نفسه من بيت مماثل. وإذا كان من المتفق عليه في حالات الرعاية المؤقتة أنه ما دام البيت الذي سينقل إليه الطفل مساوياً أو أحسن من بيته من حيث توافر هذه المعايير فإن الأمر لا يحتاج إلى مناقشة. ومن الممكن إذا أن يوجد عدد أكبر من البيوت المؤقتة، وعدداً أكثر من الأطفال الذين سيجدون الرعاية على مقربة من بيوتهم في حالة الطوارئ.

وفضلا عن ذلك فإن رعاية الجيران القصيرة الأمد تخلص الأطفال من خطر من أعظم الأخطار الملازمة لإبعاد الطفل عن بيته، ألا وهو تركه تحت رعاية مؤقتة لمدة غير محدودة. وقد تبدو المشكلة غريبة في نظر أولئك الذين لم يألفوها. ولكن حقيقة هذا الخطر معروفة للباحثين الاجتماعيين فى كل من أمريكا وأوربا. فباستعراض حالات الأطفال في المؤسسات وأماكن الرعاية ظهر أن معظمهم في كثير من الأحيان قد بقي شهوراً وسنوات بعد انتهاء حالة الطوارئ، ولم يعودوا إلى بيوتهم بعدئذ. ويظهر أن مثل هذا التراخي قد حدث من جانب كل من الآباء والجمعيات. فبعض الآباء الأقل شعوراً بالمسئولية يرضون بترك الأمور تجري في مجراها، حتى إذا أهمل الأمر زمنا أطول، أخذوا يكيفون حياتهم على أساس عدم وجود الأطفال، ويضعون بذلك مزيداً من العقبات في سبيل عودتهم. ويتأثر آباء آخرون من النوع الساذج بالأوضاع المادية السخية التي يوجد فيها الأطفال ويشعرون في ضعة أنه خير لهم أن يبقوا حيث هم. ويلقى هذا الموقف، الذي يجب التسليم به، تشجيعاً في بعض الأحيان من الجمعيات التي قد يعميها تفاخرها بالخدمات التي تؤديها عن حاجة الطفل الحيوية إلى العلاقات المستمرة الوثيقة التي يصعب أن يجدها خارج نطاق بيته. وهذا العمى إذا ما ضاعفه النقص في مهارة باحثي الحالات ربما يؤدي إلى أن تجعل الجمعية المشكلة التي تريد حلها أسوأ بكثير مما هي. ولقد قال أحد الموظفين الإنجليز المشرفين على رعاية الأطفال (إن حالة الإقامة الطويلة هي غالباً حالة إقامة قصيرة أسيء استغلالها).

إن حاجة جميع الأطفال المبعدين إلى العودة إلى بيوتهم بأسرع ما يمكن معروفة الآن بشكل واضح لكل المؤسسات الصالحة. ومن المتفق عليه لكي يتم ذلك أن يكون جانب كبير من عمل المؤسسات المسئولة عن رعاية الأطفال متعلقاً بالآباء. وذلك أمر هام بصفة خاصة عندما يأتي الطفل من بيت يسوده التفكك العائلي والإهمال، وعندما يحاول الآباء تعليل عدم رغبتهم في تحمل مسئولياتهم بطريقة تثبت حسن نيتهم وإن تكن غير بارعة. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي